| | التاريخ: أيار ٢٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | انفجارات في مواقع إيرانية في سورية تكرّس رفع الغطاء الروسي وعمق الخلافات | موسكو - سامر إلياس
على وقع أنباء عن استهدافٍ إسرائيلي جديد لمواقع إيرانية في سورية، برز إلى العلن خلاف بين موسكو وطهران حول مستقبل الوجود العسكري الإيراني في سورية، في وقت شددت طهران على أن أحداً لا يستطيع إجبارها على مغادرة سورية.
بموازاة ذلك، أتم النظام السوري سيطرته على العاصمة دمشق ومحيطها، بعد «صفقة ليلية» انسحب بمقتضاها مسلحو تنظيم «داعش» من مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، إلى البادية غرب نهر الفرات. في المقابل، ساد الهدوء مدينة إدلب (شمال سورية) وتوقف القصف منذ محادثات «آستانة9»، عاكساً التناغم والتنسيق العالي بين موسكو وأنقرة، التي يُرجح تفاقم خلافها مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فيما يعزز وجوده في مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ذات الغالبية الكردية.
وفي مؤشر جديد إلى رفع الغطاء الروسي عن الوجود الإيراني في سورية، هزّت انفجارات مجهولة منطقة نجها (جنوب دمشق)، عزاها ناشطون إلى «قصف إسرائيلي استهدف مواقع إيرانية». وأوضحوا أن انفجارات ضربت مقر إدارة الحرب الإلكترونية، ومدرسة أمن الدولة، التي تتخذها قوات إيرانية مقراً لها قرب العاصمة. وأكدوا أنّ «انفجارات متتالية ضربت ثكنات الحرب الإلكترونية، ما أدى إلى مقتل جميع العناصر فيها». لكن وسائل إعلامية موالية للنظام عزت أصوات الانفجارات إلى «انفجار محولات كهربائية بسبب الحرارة المرتفعة»، في حين تجاهلها الإعلام الرسمي. وتتخذ الميليشيات الإيرانية من منطقة نجها مركزاً رئيساً لتجمعها، لقربها من المزارات الشيعية في منطقة السيدة زينب والعاصمة.
وتأتي الانفجارات بعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين حول ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سورية، وما تلاها من توضيح المبعوث الروسي ألكسندر لافرنتيف بأن «هذا التصريح يخص المجموعات العسكرية الأجنبية الموجودة على أراضي سورية، بمن فيها الأميركيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون».
وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي أمس: «وجودنا في سورية هو بناء على طلب من حكومة ذلك البلد، وهدفنا هو محاربة الإرهاب». وفي لهجة تحد قال رداً على سؤال خلال لقائه الصحافي الأسبوعي أمس، حول ما نُقل عن مسؤولين روس في شأن انسحاب القوات الإيرانية من سورية: «ليس بإمكان أحد أن يرغم إیران على القیام بعمل ما لأن لدینا سیاسات مستقلة خاصة بنا. ووجودنا في سورية يأتي بناء على طلب من حكومتها، وما دامت تطلب منا ذلك، سنواصل تقديم مساعدتنا لها».
واستبعدت مصادر قريبة من وزارة الخارجية الروسية أن «تتصدى الدفاعات الجوية الروسية لأي استهداف إسرائيلي على المواقع الإيرانية في سورية». وأكدت لـ «الحياة» أن «الأنظمة الروسية رصدت الغارات السابقة على مواقع وسط سورية، لكنها لم ترد». وأوضحت أن «هدف روسيا منع انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة بين إيران وإسرائيل، يمكن أن تعطل جهود الحل الذي تسعى إليه منذ بداية تدخلها العسكري». وأضافت أن «موسكو تسعى إلى الحفاظ على التوازنات الدقيقة الصعبة بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة السورية من أجل الوصول إلى حل سياسي مستدام ومرض لجميع الأطراف».
وكشفت أن موسكو «مستاءة من عدم قناعة الإيرانيين بالحل السياسي ورغبتهم في مواصلة الحل العسكري وتشجيع النظام على ذلك، على عكس الجانب التركي الذي ضغط في السنة الأخيرة على المجموعات الحليفة له للقبول بالتفاوض وتقديم التنازلات».
وبرزت إلى العلن في السابق خلافات في مواقف روسيا وإيران حول سورية، وأكدت لـ «الحياة» مصادر في وفد المعارضة شاركت في جولات آستانة أن «الإيرانيين عطلوا طويلاً إنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب بإلحاحهم على أن يشاركوا في نقاط المراقبة».
وأوضح خبير روسي في الشأن الإيراني مقرب من دوائر صنع القرار لـ «الحياة»، أن «التغير في لهجة روسيا والمطالبة بانسحاب حزب الله والميليشيات الإيرانية، يُعد سابقة»، لافتاً إلى أن «الخلافات كانت موجودة دائماً، لكنها كانت تتناول مواضيع الاستثمار في مجالات الطاقة والفوسفات ورغبة كل طرف في زيادة حصته». وزاد: «رفضت روسيا بشدة رغبة إيران في إنشاء قاعدة بحرية على الساحل السوري حتى لا تدخل في مشكلات مع إسرائيل، ولعدم رغبتها في تقاسم الساحل السوري مع أي قوة أخرى». ورأى أن رسالة بوتين «واضحة وهي أن الحل السياسي يجب أن يمضي، مع ضمان عدم تحوّل سورية إلى قاعدة للإيرانيين وحزب الله». | |
|