| | التاريخ: أيار ٢١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | سوريا: حلفاء الأميركيين يتقدمون لدحر «داعش» في دير الزور | موسكو، دمشق - «الحياة»، أ ف ب
بدأت أمس عملية إجلاء عناصر تنظيم «داعش» من معقله الأخير في جنوب دمشق نحو البادية السورية، اثر اتفاق تم التوصل إليه بعد أسابيع من المعارك العنيفة، ولم تؤكده السلطات السورية. في الوقت نفسه، أحرزت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، بمؤازرة من القوات الفرنسية والأميركية الموجودة على الأرض، تقدماً على حساب التنظيم، في آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «ست حافلات تقل جهاديي التنظيم وعائلاتهم غادرت مخيم اليرموك وحي التضامن المجاور له فجر الأحد، واتجهت شرقاً نحو البادية السورية» حيث ما يزال التنظيم يسيطر على بعض المناطق.
ودخل اتفاق وقف النار حيز التنفيذ أول من أمس اثر حملة عسكرية واسعة برية وجوية بدأها النظام قبل نحو شهر استهدفت حي الحجر الأسود الخاضع للتنظيم جنوب العاصمة. ووفق المرصد، يشمل الاتفاق وقف الاعمال القتالية في مخيم اليرموك وحي التضامن المجاور له. غير أن الاعلام الرسمي السوري نفى التوصل الى اتفاق يقضي «بخروج إرهابيي داعش من منطقة الحجر الأسود» المجاورة، من دون ان يأتي على ذكر اليرموك والتضامن المجاورين.
وذكر مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المتابعة لما يجري في المخيم، أنور عبد الهادي لوكالة «فرانس برس» ان «هناك استسلاماً لداعش في مخيم اليرموك والحجر الاسود والتضامن بعد ان حوصروا»، مشيرا الى «وجود عناصر في المخيم اقل تشددا من داعش قد يصار الى تسوية اوضاعهم».
وتأتي العملية العسكرية الجارية في جنوب دمشق في اطار سعي قوات النظام لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق. وعند الانتهاء من عملية الاجلاء، سيتم تأمين مدينة دمشق بشكل كامل للمرة الأولى منذ بداية الصراع في سورية.
وفي شرق الفرات، حيث تعزز «قسد» سيطرتها على نحو 27 في المئة من مساحة سورية الأغنى بالنفط والغاز والمياه والزراعات الاستراتيجية، وبعد نحو ثلاثة أسابيع على اطلاق المرحلة النهائية من عملية «عاصفة الجزيرة» لاجتثاث «داعش» من المنطقة وتأمين الحدود مع العراق، سيطرت «قسد» أمس، بدعم مدفعي أميركي وفرنسي، على تلة كانت تحت سيطرة الجهاديين. وقال المرصد لوكالة «فرانس برس» ان قوات سورية الديموقراطية، المتمركزة في الضفة الشرقية لنهر الفرات، «سيطرت السبت على تلة استراتيجية تطل على بلدة هجين وقرى اخرى واقعة تحت سيطرة التنظيم».
واشار الى ان «اشتباكات عنيفة اندلعت حول بلدة هجين والباغور» التي تمكنت القوات من السيطرة عليها ليل الاحد - الاثنين بعد اشتباكات عنيفة، لتكون أول بلدة تطرد الجهاديين منها منذ اعلانها عملية «عاصفة الجزيرة». ولا تزال ثلاث بلدات في المنطقة تحت سيطرة التنظيم هي هجين والشعفة وسوسة. وتجري العمليات حالياً بالتنسيق مع القوات العراقية في الجهة المقابلة من الحدود وقوات التحالف الدولي «من اجل احباط اي محاولة تسلل او وهروب لجهاديي التنظيم نحو العراق» وفق المرصد. ولم يعد التنظيم يسيطر على أي مدينة في سورية، لكنه يحتفظ بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها آلاف عدة من المقاتلين، من دون أن يكون لهم أي مقار.
النظام السوري يحض ريف درعا على «المصالحة المحلية»
ألقت الطائرات المروحية التابعة لقوات النظام السوري، مناشير على بلدة بصر الحرير بريف درعا الشرقي ومناطق أخرى في محيط بلدتي الحراك والصورة في الريف ذاته، وتضمنت دعوات إلى «المصالحة المحلية والعودة إلى حضن الوطن»، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورصد «المرصد» في 15 من أيار (مايو) الجاري، قيام جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم «داعش»، في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، بإلقاء منشورات على مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية بريف درعا الغربي، بواسطة طائرة مسيرة، حيث توعد جيش خالد بن الوليد، المقاتلين بالقتل ودعتهم للكف عن قتال جيش خالد بن الوليد و «التوبة»، وجاء في المنشورات وفق «المرصد»: «إننا ندعو جميع الفصائل للتوبة والكف عن حرب المجاهدين، والتبرؤ من نصرة وإعانة اليهود والنصارى والمرتدين، فمن جاءنا منكم تائباً قبل القدرة عليه، قبلنا توبته، وعصمنا دوم، له ما لنا وعليه ما علينا، ومن أبى فليس له عندنا إلا السيف، موعدنا قريب يا عبَّاد الصليب والقادم أدهى وأمر.
تسمم عشرات النازحين في ريف إدلب
أصيب أكثر من 100 مدني بحالات تسمم في مخيم للنازحين السوريين في ريف مدينة معرة النعمان في إدلب.
وأفاد مراسل موقع «عنب بلدي» في ريف إدلب بأن 150 نازحاً معظمهم أطفال، أصيبوا بحالات تسمم في مخيم «حفصة» في ريف معرة النعمان، إثر تناولهم وجبات دجاج فاسدة وزعتها عليهم إحدى السيارات التابعة لمنظمة خيرية.
ونشطت عشرات المنظمات الإغاثية منذ بدء شهر رمضان في توزيع وجبات الطعام على مخيمات النازحين في إدلب، ومعظم هذه الوجبات يوزع من دون رقابة صحية من قبل الجهات الطبية العاملة في إدلب، سواء ما يتعلق بنوعية المواد الغذائية المستخدمة أو كيفية تعليبها وحفظها.
واستقبلت محافظة إدلب في الأشهر الماضية آلاف النازحين آخرهم من الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، ليتجاوز عدد سكانها ثلاثة ملايين مدني.
وحتى مطلع العام الحالي، أحصت منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وجود 2.65 مليون نسمة في إدلب، بينهم 1.16 مليون نازح داخلياً، بعضهم نزحوا تحت وطأة العمليات العسكرية التي شهدتها مناطقهم، إضافة إلى آخرين هجروا قسراً بموجب اتفاقيات تسوية فرضت عليهم.
وحذرت الأمم المتحدة من تدهور وضع ما لا يقل عن 1.73 مليون سوري يعيشون في المنطقة الواقعة شمال غربي سورية (إدلب)، وصنفتهم على أنهم في حاجة إلى مساعدات إنسانية فورية. | |
|