| | التاريخ: أيار ٢٠, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | معلومات متضاربة حول اتفاق لخروج «داعش» من جنوب دمشق | موسكو - سامر إلياس ، دبي – «الحياة»
بعد شهر على إطلاق النظام السوري وميليشيات فلسطينية متحالفة معه، معركة للسيطرة على جنوب دمشق، تضاربت الأنباء حول التوصل إلى اتفاق نهائي لخروج من تبقى من مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي وعائلاتهم من المناطق الباقية تحت سيطرتهم في مخيم اليرموك والحجر الأسود وحي التضامن.
وفي حين نفى مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السورية «سانا» الحكومية التوصل إلى أي اتفاق لإخراج المسلحين الذين ما زالوا يسيطرون على نحو 60 في المئة من المخيم الذي سويت معظم مبانيه الأرض أو باتت غير صالحة للعيش فيها. توقفت الوكالة منذ ظهر أمس عن نشر تغطية للمعارك في المنطقة كما درجت العادة. وأكد لـ «الحياة» مواطنون يسكنون في الزاهرة والبوابة القريبتين من المخيم توقف أصوات القصف منذ منتصف نهار أمس.
وعلمت «الحياة» من مصادر مقربة من النظام السوري أنه «تم التوصل إلى اتفاق أولي يبدأ بوقف لإطلاق النار منذ الساعة 12 ظهر السبت ويستمر حتى الخامسة صباح اليوم (الأحد)، وبعدها يبدأ انسحاب مسلحي التنظيم وعائلاتهم من اليرموك وأجزاء من التضامن». وأوضح المصدر أن السبب في عدم الإعلان عن الاتفاق الذي جاء بطلب من «داعش»، هو عدم تحديد وجهة انتقال مسلحي «داعش» وعائلاتهم. وتقدر أعداد المقاتلين مع عائلاتهم بما بين 1500 و1800. ويذكر أن «داعش» ما زال يحتفظ بجيب صغير في البادية السورية، وآخر في جنوب غربي سورية في وادي خالد بالقرب من الحدود مع الجولان المحتل.
وفي الأيام الأخيرة، تحدثت تقارير عن ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف قوات النظام التي استطاعت منذ 19 نيسان (أبريل) الماضي السيطرة على حي القدم والحجر الأسود ونحو 20 في المئة من مخيم اليرموك، إضافة إلى نحو 15 في المئة انسحب منها مقاتلو «النصرة» في إطار اتفاق لإخراج مدنيين وجرحى من مدينتي الفوعة وكفريا مقابل إخراجهم من المخيم إلى إدلب.
وفي الأيام الأولى للمعركة، غادر عشرات من عناصر «داعش» بينهم أمراء من التنظيم المخيم باتجاه الغوطة الغربية لمدينة دمشق، ومن ثم إلى وجهة غير معلومة.
وفي حال تم تنفيذ الاتفاق بخروج مسلحي «داعش» تعود منطقة جنوب دمشق بالكامل إلى سيطرة النظام للمرة الأولى منذ 2012 منذ سيطر عليها الجيش الحر، لتأتي النصرة وتتقاسم بعض المناطق، لتنتقل السيطرة إلى «داعش» في السنوات الثلاث الأخيرة.
وقتل عشرات المدنيين في المخيم الذي تهدمت أجزاء كبيرة منه في المعارك الأخيرة بين «داعش» والنظام. وكان يقطن المحيم نحو مليون شخص بينهم قرابة 180 ألف لاجئ فلسطيني خرج معظمهم في نهاية 2012. ويلاصق المخيم الأحياء الجنوبية في دمشق، ولا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن مقر إقامة الرئيس السوري، ويقع إلى الشمال الغربي من منطقة السيدة زينب حيث المراقد الشيعيـــة التي يوجد فيها عناصر من «حزب الله» والميليشيــات الإيرانيــة.
وفي وسط سورية، دخلت أمس قوى الشرطة منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي بعد أيام من خروج المسلحين من ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي بمقتضى اتفاق مع الروس.
5 قتلى من قوات النظام في تدمر و8 مدنيين في دير الزور
تسببت انفجارات عدة شهدتها مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص (وسط سورية) في مقتل وإصابة 18 من قوات النظام والمليشيات الموالية له.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن انفجار عدد من الألغام في شرق مدينة تدمر، خلال اليومين الماضيين، استهدفت سيارات عسكرية تابع لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، خلال تنقلها في المنطقة، أسفرت عن مقتل 5 عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما جرح أكثر من 12 آخرين منهم، مشيراً إلى أن أعداد القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود جرحى حالتهم خطرة.
في غضون ذلك، قُتل أمس ثمانية مدنيين، في قصف لقوات النظام، على مناطق في شرق مدينة دير الزور (شرق سورية) خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأوضحت مصادر محلية أن قوات النظام قصفت بالمدفعية وفي شكل عشوائي قريتي العاليات ومركز ناحية السوسة الواقعتين تحت سيطرة «داعش» شرق دير الزور، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وتشهد مناطق دير الزور مواجهات متقطعة بين قوات النظام و «داعش»، على رغم تراجع التنظيم وخسارته معظم مناطق سيطرته في سورية.
فصائل درعا تستعد لمعركة تحرير الجنوب من «داعش»
شهدت مدينة درعا (جنوب سورية) تأهبا لفصائل المعارضة المسلحة المتمركزه هناك، تمهيداً لاطلاق معركة تحرير الجنوب السوري من تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة»، واوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان قوات النظام السوري استهدفت فجر السبت أماكن في درعا البلد، في حين تشهد منطقة سحم الجولان الواقعة في حوض اليرموك في القطاع الغربي من ريف درعا، عمليات قصف مكثفة من قبل الفصائل العاملة في المنطقة، مستهدفة البلدة ومحيطها، والخاضعة لسيطرة جيش خالد بن الوليد الموالي لـ»داعش»، ما تسبب في اندلاع حرائق.
واضاف «المرصد» ان القصف «يأتي تمهيداً من قبل الفصائل لهجوم من المرجح أن ينطلق خلال ساعات، بعد إطلاق معركة جديدة في حوض اليرموك ضد جيش خالد، الذي يسيطر على مساحة نحو 275 كلم من ريف درعا الغربي، والذي كان اعلن بيعته لـ»داعش».
وكانت مناوشات جرت بين الفصائل درعا «وداعش» في محيط جلين، بالتزامن مع عمليات تحصين مستمرة من قبل «جيش خالد» في محيط مناطق سيطرته. واشار «المرصد السوري» أن «جيش خالد» وزع خلال الايام الماضية مناشير على مناطق سيطرة الفصائل في ريف درعا، بواسطة طائرة مسيرة، توعد فيها المقاتلين بالقتل.
وقال القائد العسكري في «ألوية مجاهدي حوران» إبراهيم الحميد: تم نشر العتاد الثقيل والآلايات العسكرية على خط التماس مع مناطق سيطرة «جيش خالد»، التي تم استهدافها بالقذائف. وأضاف أن عناصر «جيش خالد» بدؤوا في إحراق المحاصيل الزراعية في المنطقة التي تفصل بين الطرفين قبيل بدء المعركة.
وتهدف تلك المواجهة إلى فك الحصار عن بلدة حيط وأسترجاع النقاط التي سيطر عليها «جيش خالد» في الفترات الماضية، وأبرزها تلة عشترة وسرية وتل الجموع وبلدتي تسيل وعدوان. وافيد ان المواجهات والقصف المتبادل اوقع قتلى وجرحى من المدنيين.
وقالت مصادر عسكرية في المعارضة، إن الفصائل بدأت التجهيز منذ أيام لإطلاق المعركة بمشاركة أعداد كبيرة من المقاتلين، لطرد «جيش خالد» من حوض اليرموك التي يسيطر عليه. واشارت إلى اشتباكات وقصفاً مدفعياً متبادلًا جرى في المنطقة منذ مساء أمس، تزامنًا مع الحديث عن إطلاق معركة تحت مسمى «دحر العملاء».
إلى ذلك، قالت وكالة الانباء السورية (سانا) التابعة للنظام أن «مجموعات إرهابية اعتدت بالقذائف على مدينة البعث في القنيطرة (جنوب سورية) ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في الممتلكات». وأوضحت أن عددا من قذائف الهاون اطلقها إرهابيون ينتشرون في عدد من قرى وبلدات ريف القنيطرة الشمالي والغربي سقط بين المنازل السكنية في مدينة البعث وفي محيطها ما أدى إلى أضرار مادية. واضافت أن «وحدة من الجيش ردت على مصادر إطلاق القذائف ودمرت نقاطا محصنة للإرهابيين». | |
|