| | التاريخ: أيار ١٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | مجلس الجامعة يطلب تراجع واشنطن عن الاعتراف بالقدس«عاصمة لإسرائيل» | القاهرة - محمد الشاذلي
طالب وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ في القاهرة مساء أمس، المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث الأخيرة في قطاع غزة حيث قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي 60 فلسطينياً في «مسيرات العودة» السلمية. كما طالبوا الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل» واعتبروا نقل السفارة الأميركية إلى القدس «باطلاً».
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في كلمة أمام الاجتماع، إن افتتاح السفارة الأميركية في القدس الشرقية يُعد مخالفاً للقرارات الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وآخرها القرار الصادر في كانون الأول (ديسمبر) 2017، والذي أكد نصاً «أن الإجراءات التي تحض على تغير طابع القدس الشريف أو مركزها أو تركيبتها الديموغرافية، ليس لها أثر قانوني، وأنها لاغية وباطلة». وأضاف أن المملكة العربية السعودية ترفض ما قام به الرئيس دونالد ترامب من افتتاح السفارة الأميركية في القدس الشرقية وتدينه، معتبراً أنه انتهاك لقضية شعب فلسطين التاريخية.
وقال الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إن «المجموعة العربية في الأمم المتحدة ستتحرك في أكثر من اتجاه من أجل التوصل إلى تحقيق قانوني جاد في الفعل الإسرائيلي».
وطالب الوزراء في قرارهم «مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومقرريه والمفوض السامي لحقوق الانسان، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث غزة»، وبـ «العمل على تمكين هذه اللجنة من فتح تحقيق ميداني محدد بإطار زمني وضمان إنفاذ آلية واضحة لمساءلة ومحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجريمة وعدم إفالاتهم من العقاب». واكدوا مجددا «رفض وادانة قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، واعتباره باطلاً ولاغياً، ومطالبتها بالتراجع عنه» باعتباره «سابقة خطيرة تخرق الإجماع الدولي حول القدس المحتلة ووضعها القانوني والتاريخي القائم وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي».
واعتبر الوزراء أن «نقل السفارة في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني إمعان في العدوان على حقوق الشعب الفلسطيني، واستفزاز لمشاعر الامة العربية الاسلامية والمسيحية، وزيادة في توتير وتأجيج الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة».
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن 100 شهيد فلسطيني سقطوا منذ قرار ترامب، وأكد رفضه قرار غواتيمالا نقل سفارتها إلى القدس أيضاً.
وعقد الوزراء اجتماعاً تشاورياً قبيل انعقاد المجلس بحثوا خلاله مشروع القرار الذي صاغه المندوبون الدائمون، والذي تتفق فيه الدول الأعضاء على تحرك عربي لمنع نقل مزيد من سفارات دول العالم إلى القدس، أسوة بالولايات المتحدة، ومطالبة واشنطن ودول العالم بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين في مقابل الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أبو الغيط، في كلمة أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية غير العادي الذي عُقد أمس على مستوى وزراء الخارجية برئاسة السعودية وبطلب منها، أن القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل» ونقل مقر السفارة «باطل ومنعدم ولا أثر قانونياً له، وهو مرفوض دولياً وعربياً... رسمياً وشعبياً... الآن وفي المستقبل».
وشدد على أن القرار الأميركي «غير المسؤول يُدخل المنطقة في حال من التوتر، ويُشعر العرب جميعاً بانحياز الطرف الأميركي بصورة فجة لمواقف دولة الاحتلال... بل إن القرار الأميركي على ما يبدو، شجع إسرائيل على المضي قدماً في ما تقوم به من بطشٍ عشوائي وعنفٍ أعمى وقتلٍ وحشي في حق المدنيين العزل». ودان نقل غواتيمالا سفارتها إلى القدس، مؤكداً أن العلاقات العربية معها ومع غيرها من الدول التي قد تُقدم على خطوة مماثلة، ينبغي أن تخضع للتدقيق والمراجعة. وقال: «إن نقل السفارات إلى القدس عملٌ يضر بالسلام، بل ويُقوض الشرعية الأخلاقية والقانونية للنظام الدولي برمته».
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو أصل الأزمة ومآسي الشعب الفلسطيني، معتبراً أن الوقت حان لنطوي الصفحة المظلمة من تاريخ المنطقة، ونحقق تطلعات الشعب الفلسطيني للسلام. وقال في كلمته أمام الاجتماع إن نقل أي سفارة إلى القدس سيظل إجراء باطلاً في نظر القانون الدولي. | |
|