التاريخ: أيار ١٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
أنقرة بعد موسكو تؤيد «آستانة» بديلاً من «جنيف»
موسكو، دبي - «الحياة»، سامر إلياس
بعدما طالبت موسكو بـ «توسيع آستانة لتشمل القضايا السياسية والإنسانية» في الأزمة السورية، أظهرت أنقرة دعمها مساراً بديلاً لـ «جنيف»، في وقت رأت المعارضة السورية أن الحل في «توأمة» بين «آستانة» الذي يعبر عن مصالح الدول الضامنة، و«جنيف» المدعوم من الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية. لكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عبر عن امتعاضه من عدم قبول واشنطن «وجهات نظر بديلة لحل المشكلات في سورية»، معتبراً الأمر «غير طبيعي يؤدي إلى تصعيد التوتر، ويؤثر سلباً في حل المشكلات في شكل جماعي».

وأعلن مساء أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى في سوتشي نظيره السوري بشار الأسد الذي أكد له «استقرار الأوضاع» في بلاده.

وعلمت «الحياة» من مصادر في المعارضة حصولها على ضمانات من البلدان الضامنة لمسار آستانة بتحوّل منطقتي ادلب شمال غرب سورية ودرعا جنوب غرب البلاد، إلى منطقتي وقف لإطلاق النار.

واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه في حال عدم تحقيق تقدم في مفاوضات جنيف، يُمكن اعتماد مسار آخر لتسوية الأزمة السورية. ولفت في تصريحات لقناة «تي آر تي» التركية الرسمية، أن أكبر مشكلة تكمن في عدم إعادة إحياء مسار جنيف الذي لم يتكلل بالنجاح، بسبب ما وصفه بـ «عدم رغبة النظام» في بحث أي موضوع مع المعارضة أو غيرها، في حين أن الدول الغربية «لا تبدو متحمسة» لإحياء هذا المسار. وأضاف: «في حال لم يتطور الأمر في جنيف، يمكن التوجه نحو منصة أخرى، قد تكون آستانة على سبيل المثال».

وفيما قال رئيس اللجنة الإعلامية لوفد المعارضة إلى «آستانة» أيمن العاسمي لـ «الحياة» إن «جولة المحادثات التاسعة نجحت جزئياً»، اعتبر أن «بلوغ الحل السياسي في سورية ممكن عبر توأمة بين جنيف وآستانة»، موضحاً أن «آستانة تعبر عن طريقة الحل الروسي عبر تفاهمات مع الدول الفاعلة، خصوصاً تركيا، وإيران التي أضيفت لمنعها من الشغب، فيما يعبر جنيف عن مصالح الولايات المتحدة وبلدان أوروبية وعربية».

ومع تأكيده أن قرب تركيا في الشمال يمنع النظام من التفكير في اقتحام إدلب، استبعد العاسمي أن تقدم قوات النظام على محاولة استهداف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة، و «فتح جبهة واسعة ومعركة جدية»، مرجحاً أن الجبهة الجنوبية «مقبلة على تهدئة».

وأوضح العاسمي المتحدر من المنطقة الجنوبية، أن «جهود النظام والروس تتركز في الفترة الحالية على ضمان فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن عبر تفاهمات مع الحكومة الأردنية، والأطراف الفاعلة في الجنوب».

ومع سيطرة النظام على محيط مدينة دمشق والقلمون الشرقي وريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي بدعم روسي، بات النظام يسيطر على أكثر من 47 في المئة من الأراضي السورية. لكن العاسمي أكد أن «القضية ليست جغرافيا، بل ثورة ضد نظام استبدادي». ومع إشارته إلى أن «الحل الروسي ينطلق من ضرورة بقاء سورية موحدة»، أكد أن «موسكو يجب أن تتحمل نتيجة فهم النظام رسائل الدعم التي تقدمها له، سواء كان هذا الفهم صحيحاً أم خاطئاً»، محذراً من أن أطرافاً في المعارضة ترفض أن تعود إلى الحكم الديكتاتوري حتى لو كان بثمن التقسيم. وأوضح أن «مشروع الولايات المتحدة للتقسيم في شرق سورية، لا يبرر للروس مواصلة دعم (رئيس النظام بشار) الأسد والضغط على المعارضة من أجل قبول البقاء تحت حكم ديكتاتوري». وزاد: «على الروس أن يعلموا أن ثمن بقاء الأسد هو استمرار الفوضى».