| | التاريخ: أيار ٦, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | رئيس اللجنة العسكرية للمعارضة الى آستانة: لا نستبعد المشاركة في محاربة الأكراد | موسكو - سامر إلياس
أعرب رئيس اللجنة العسكرية في وفد المعارضة السورية لمحادثات آستانة العقيد فاتح حسون عن أسفه لخسارة «مناطق غالية» بعد عام على انطلاق مسار آستانة، ولم يستبعد في لقاء مع «الحياة» مشاركة مقاتلي المعارضة السورية الخارجين من الغوطة والقلمون وحمص في محاربة «الأكراد الانفصاليين».
فيما يلي نص المقابلة:
- كيف تقومون نتائج مفاوضات آستانة ومشاركتكم فيها بعد عام على إطلاق المسار من قبل ضامنيه الروس والأتراك والإيرانيين؟
* من المناسب أن أذكر أن مفاوضات آستانة طرحت كمفاوضات موسعة تشمل سورية كلها إثر مفاوضات حدثت مع الفصائل العسكرية الموجودة في حلب، آنذاك أدت للانسحاب من مدينة حلب لحمايتها من الهجمة العسكرية الروسية التي وقف العالم عاجزاً عن تخفيف وتيرتها، وبالتالي تفردت حينها روسيا بالقرار العسكري في سورية والسياسي على مستوى العالم في ما يتعلق بالملف السوري، خصوصاً أن مفاوضات جنيف كانت متوقفة تماماً. نتج لاحقاً من مفاوضات آستانة تحرك مفاوضات جنيف نتيجة خوف المجتمع الدولي من أن يمضي الروس في شكل ضيق جداً مع إيران وتركيا بفرض حل سياسي ونسف مفاوضات جنيف كاملة والتي يشرف عليها المجتمع الدولي من خلال المبعوث الدولي للأمم المتحدة . إذن آستانة حركت مسار مفاوضات جنيف المغيب حينها، وأشركت الهيئة العليا للمفاوضات قادة وممثلي الفصائل العسكرية الفاعلة ليكونوا نصف أعضاء الوفد التفاوضي في جنيف، وهذا أعطى الوفد قوة ومشروعية أكثر مما كان عليه، ولم يحدث تصادم بين المفاوضين ضمن مساري التفاوض في آستانة وجنيف. بعد عام كامل على مفاوضات آستانة نجد أننا كثورة خسرنا مناطق غالية علينا غلاء دماء شهدائنا الذين حرروها مثل وادي بردى والزبداني والغوطة وحي الوعر والريف الشمالي لحمص، ولكننا في المقابل كسبنا حليفاً استراتيجياً أصبحت قواته مع قواتنا في الخنادق وتمكنا من تحرير مناطق شاسعة في عملية «غصن» الزيتون وأقصد الجيش التركي والذي انتشر أيضاً في إدلب وحماة، مما جعلنا نرتكز على هذا الحليف عسكرياً وسياسياً وإغاثياً وهذا أعطانا مزيداً من القوة التي بدأت روسيا تقلصنا إياها في مناطق أخرى، ولولا مفاوضات آستانة لما استطاعت تركيا الدخول إلى سورية ومساندتنا.
كما أنه في آستانة وللمرة الأولى ينتقل ملف المعتقلين من حيز التنظير إلى حيّز التنفيذ على رغم البطء الشديد في ذلك، لكن فعلياً بدأت الخطوات الفعلية والجادة لذلك.
- كيف تقومون التزام الطرف الروسي بمسار آستانة، وهل كانت هناك أجندة خفية للأطراف الضامنة؟
* بالنسبة لمناطق خفض التصعيد التي لم تلتزم روسيا بها بسبب تقاربها مع إيران التي كان وجودها في آستانة تخريبياً وما زال، فقد كانت اتفاقية هذه المناطق لها إيجابيات كما كانت لها سلبيات، وللأسف ترافقت مع إيقاف دعم «الجيش السوري الحر» في الشمال والجنوب، وهذا كان له دور في توقف معظم المناطق، فلم يكن التزاماً كاملاً منا بالاتفاق بل كان ذلك لقلة الإمكانات وقصرها على العمليات الدفاعية، لا سيما في المناطق المحاصرة، وقد كنا نعلم أن ذريعة الروس باستمرار القصف ستكون جبهة النصرة، ولكن كان من الأفضل المضي بهذا الاتفاق الذي خفف خمسين في المئة من القصف الذي كان يحدث قبله، على أن نرفضه، وكنا نتوقع من النصرة أن تقوم بأعمال خارج هذه المناطق تؤثر في النظام وداعميه، لكن للأسف ما حدث هو أنها التفتت إلى بقية قوى الثورة لتقاتلها كما حدث في إدلب والغوطة وغيرها من المناطق. ولو التزم الروس بالاتفاق ونفذوا وعودهم التي نكثوا بها فقد كانت الاتفاقية لمصلحتنا وليس ضدنا. كنا نتوقع أن تركيا تستطيع الوقوف في وجه التعنت الروسي والإيراني لكن ما حدث هو أن روسيا لم تأخذ دور دولة محايدة في الملف بل دور دولة خصم بامتياز للثورة على رغم أنها طرحت نفسها ضامناً، وهو الشيء الذي لم نراه أبداً.
- ما هي طبيعة الصراع المستقبلي في سورية بعد خروج عدد كبير من مسلحي المعارضة من غوطة دمشق الشرقية وجنوبها والقلمون وحمص باتجاه الباب وجرابلس وإدلب؟
* من الواضح أنه في سورية سيكون هناك منطقتا نفوذ واسعتان للثورة، واحدة في الشمال السوري بنفوذ تركي وواحدة في الجنوب السوري بنفوذ أردني، وستكون هناك منطقة لا هي للثورة ولا هي للنظام في الشرق وأقصد مناطق وجود قوات سورية الديموقراطية مع القوات الأميركية والفرنسية. ومن خلال ذلك نجد أنه ببعض التفاهمات السياسية التي تحقق مصالح الدول ذات النفوذ التي تتقاطع مع أهداف الثورة يمكن أن تنقلب الطاولة على النظام والروس والإيرانيين، وهذا أكثر ما يخيف روسيا، وهو ما يجعلها تتحرك لمنع ذلك. وحتى لو استبدلت أميركا قواتها بقوات عربية غير ذات توتر مع تركيا فهذا سيسهل موضوع التفاهمات الممكنة. | |
|