التاريخ: أيار ٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
مفتشو «الكيماوي» يفحصون جثث ضحايا بعد تلف عينات
في خطوة غير مسبوق، قررت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة «حظر الأسلحة الكيماوية»، بإخراج جثث ضحايا هجوم كيماوي «مفترض» تعرضت له مدينة دوما السورية مطلع الشهر الماضي، بعد تعرض عينات حصلوا عليها من موقع الهجوم إلى التلف.

وكان مدير منظمة «الخوذ البيضاء» السورية رائد الصالح، أكد إنّهم أبلغوا المنظمة بإمكان دفن ضحايا الهجوم. ولا يزال مفتشو «الكيماوي» يسابقون الزمن للتوصل إلى أدلة لا يمكن دحضها في شأن ما إذا كان الكلور أو غاز السارين قد استخدم في الهجوم، وهي العملية التي قد تستغرق شهر.

بعد نحو شهر على الهجوم، أفيد أن «بعثة الكيماوي» التي وصلت إلى دمشق الشهر الماضي بعد جدل، سيقومون بإخراج جثث بعض الضحايا، إذ سيحصلون منها على عينات طبية حيوية لإخضاعها للفحص والتحليل، بعدما تأكد لديهم أن نحو 100 عينة جُمعت من الموقع تعرضت للتلف بسرعة.

في موزاة ذلك، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية، عن مصدر مطلع قالت إنه مرتبط بالاستخبارات السورية، قوله إنه يجري الإعداد لـ «هجوم كيمياوي» استفزازي جديد، بمشاركة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، في منطقة الحقل النفطي «الجفرة»، بالقرب من القاعدة العسكرية الأميركية في محافظة دير الزور.

وأضاف المصدر: «تخطط الاستخبارات الأميركية لعمل استفزازي باستخدام مواد محظورة على الأراضي السورية. ويقود العملية الإرهابي السابق في «داعش» ميشان إدريس الحمش. وتهدف الحملة إلى شن تمثيل هجوم كيماوي على المدنيين ونشره عبر وسائل الإعلام»، مشيراً إلى أن الاستعداد للعملية بدأ 23 الشهر الماضي. ولفت إلى أن حقل «الجفرة» الذي يبعد 27 كم، شرق مدينة دير الزور، حيث «تتمركز قاعدة عسكرية أميركية. ويتم نقل سكان الضفة الغربية لنهر الفرات، تحت قيادة الحمش، من أجل المشاركة في المسرحية». وزاد أن «الإرهابي يخطط لإشراك شقيقه محمد رمضان الإدريس وأفراد أسرته في المسرحية».

إلى ذلك، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاتهامات الأميركية لموسكو ودمشق بإنهما عملتا على تطهير مكان الهجوم الكيميائي المزعوم، بالعبثية، والهراء. وقال لافروف في حوار مع صحيفة إيطالية: «لا يمكن أن نتفق مع منطق هؤلاء، الذين يصدرون عقوبات تعسفية كدليل على الذنب»، واصفاً ذلك بـ «الهراء». وأضاف لافروف أن «المزاعم أن العسكريين الروس أخروا دخول الخبراء، ليقوموا بتطهير المكان، عبثية». وأوضح أن المختصين يؤكدون أنه من غير الممكن تطهير آثار هجوم كيماوي وسط أبنية مهدمة، «لأن المواد الكيماوية تتسرب في الأرض وجدران الأبنية» وأكد الوزير الروسي، أنه لم يحدث أي هجوم كيماوي هناك، وأن ما وقع هو «استفزاز قذر من صنع أولئك، الذين لا يريدون أن يحل السلام في سورية». وجدد موقف موسكو، الداعي منذ البداية إلى فتح تحقيق نزيه من قبل خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.