| | التاريخ: نيسان ٣٠, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | مشاركة تاريخية للعسكريين في انتخابات تونس البلدية | تونس - أ ف ب، رويترز
لأول مرة في تاريخ تونس، تمكن رجال الشرطة والأجهزة الأمنية والجيش من التوجه أمس، إلى مكاتب الاقتراع للتصويت، في أول انتخابات بلدية منذ الثورة في العام 2011.
وقال شرطي بعدما أدلى بصوته في أحد مكاتب الاقتراع في العاصمة: «إنه يوم تاريخي، لأول مرة نمارس حقنا كمواطنين. أخيراً أصبحنا تماماً كالمواطنين الآخرين».
إلا أنه وبعد أكثر من 3 ساعات على بدء الاقتراع أمس، كانت مشاركة العسكريين والأمنيين «ضعيفة جداً»، وفق ما قال شكري الطالبي من شبكة «مراقبون» (المجتمع المدني) المكلفة مراقبة الانتخابات.
وصرح المسؤول في الهيئة المكلفة بتنظيم الانتخابات مهدي الجلوالي أن حوالى 36055 عسكرياً وعنصراً أمنياً مسجلون على اللوائح الانتخابية. وأضاف أنه لا يمكن كشف العدد الإجمالي للقوات المسلحة والأمنية الذي يبقى سرياً في تونس.
وقررت الهيئة المكلفة الانتخابات، كإجراء امني، عدم كشف سجل الناخبين العسكريين وعدم استخدام الحبر خلال عملية الاقتراع وعدم السماح لهم بالمشاركة في عملية فرز الأصوات.
ودعت نقابات الشرطة إلى المشاركة بكثافة في الاقتراع لكن إحدى المنظمات دعت إلى مقاطعتها.
وصرح الناطق باسم النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي شكري حمادة، أن «المؤسسة العسكرية في خدمة الشعب ويجب أن تكون محايدة ومع هذا الاقتراع لن تكون كذلك بعد اليوم».
وكانت السلطات التونسية تحظر في ظل الأنظمة السابقة على الشرطيين والعسكريين التصويت باعتبار أن عليهم البقاء بعيداً تماماً من الحياة السياسية، ولكن بعد ثورة العام 2011، نشأت نقابات خاصة بالشرطة تطالب بحقوقهم المدنية. ويجيز القانون الانتخابي الجديد لقوات الأمن والجيش التصويت فقط في الانتخابات البلدية في اقتراع سيسمح بترسيخ الانتقال الديموقراطي في البلد.
وسينتخب التونسيون المدنيون مجالس بلدية الأحد المقبل، بعد أن كانت لجان تدير البلديات بالتكليف منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي عام 2011، ما أثّر سلباً على نمط معيشة المواطنين.
في السياق، يثير ترشيح أحد أبناء الطائفة اليهودية في تونس ضمن قائمة حركة «النهضة» الإسلامية في مدينة المنستير (شرق) الساحلية للانتخابات البلدية الشهر المقبل، جدلاً بين مَن يعتبره «استغلالاً» من قبل «النهضة» أو مؤشراً على انفتاحه.
ويحل سيمون سلامة الذي يرتدي زي «النهضة» سابعاً في الترتيب ضمن قائمة لا تملك حظوظاً كبيرة.
وقال سلامة (54 سنة): «كل العائلة كانت ضد اختياري. شقيقي انزعج وزوجتي غضبت ولم تتحدث معي لأيام، لكنني تمكنت أخيراً من إقناعهما».
وأشار رئيس قائمة «النهضة» في المنستير، شكري بن جنات إلى أن «الرمزية (في ترشح يهودي) قوية كونه سليل آخر العائلات اليهودية في المنطقة، فهو يتحدر من عائلة عريقة وجذوره في المنستير، وبذلك يدرك مشاكل المدينة».
وأكد سلامة أنه اختار «النهضة» عن اقتناع لأنها «الحركة الأكثر نشاطاً والأكثر جدية على الساحة السياسية». وأضاف سلامة الذي ارتدى ألوان «النهضة» الزرقاء والبيضاء أن «النهضة غيّر استراتيجيته لم يعد في المقابل، يعتبر أخصام «النهضة» أن الحركة الإسلامية تستغل سلامة في دعايتها الانتخابية.
وقال المكلف الشؤون السياسية في حزب «نداء تونس» برهان بسيس، إن «النهضة يقوم باستعراض إغراء سياسي بهدف إغراء الناس».
من جهة أخرى، رأى منسق رحلات الحج اليهودي إلى مزار الغريبة في جربة روني طرابلسي، الذي تم تداول اسمه عام 2013 كمرشح لمنصب وزير السياحة، أن «هذا الترشيح فخر للطائفة اليهودية حتى وإن كان يمثل نفسه فقط». وأضاف أن الترشيح «يقدم صورة جميلة عن تونس المنفتحة». | |
|