التاريخ: نيسان ٢٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
فصائل درعا تتأهب لهجوم النظام
درعا (سورية) - أ ف ب
على أحد خطوط الجبهة في مدينة درعا، ينهمك المقاتل المعارض عطالله قطيفان مع رفاقه منذ أسابيع لتعزيز مواقعهم وتحصينها، بناء على تعليمات من قادتهم اثر أنباء عن حشد النظام السوري لقواته استعداداً لهجوم قريب. وقال قطيفان (25 سنة)، بينما يرابط على خط الجبهة في سوق وسط درعا: «أقضي يومي على جبهات القتال في التدشيم والتحصين ومتابعة أعمال الرصد»، موضحاً: «تبلغنا من القيادة الاستعداد لأي هجوم من قبل النظام... ورفعنا الجاهزية التامة». وأضاف: «طيران الاستطلاع لا يفارق أجواء المدينة... وتحصل اشتباكات يومية بيننا وبين قوات النظام في المدينة. حاولوا التسلل إلى نقاطنا أكثر من مرة والحمد لله تصدينا لهم وأعدناهم خائبين». وبعد حسم قوات النظام معركة الغوطة الشرقية، وانهماكها في تأمين العاصمة، رجح محللون أن تشكل محافظة درعا الوجهة المقبلة للنظام وحلفائه لأسباب عسكرية واقتصادية في آن معاً. على جبهة حي المنشية في جنوب غربي درعا، لفت المقاتل فهد أبو حاتم (29 سنة) إلى انه «بعد سقوط الغوطة صعّد النظام الضرب علينا، بصواريخ أرض- أرض والراجمات والهاون والدبابات والمدفعية الثقيلة». وترد الفصائل بتحصين مواقعها على طول خطوط الجبهة عبر «حفر الخنادق ووضع متاريس جديدة» وفق أبو حاتم.

وتسيطر فصائل تعمل تحت مظلة النفوذ الأردني والأميركي، على سبعين في المئة من درعا، فيما تسيطر قوات النظام على الجزء الأكبر من شمال درعا، حيث الأحياء الحديثة ومقرات مؤسسات الدولة.

واستقدم النظام في الأسابيع الأخيرة دفعات من التعزيزات العسكرية إلى درعا، بعدما وفرت السيطرة على الغوطة قوات لا يستهان بها كانت ترابض على الجبهات منذ عام 2012، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

من جانبة، أكد القيادي الميداني في غرفة عمليات «البنيان المرصوص»، التي تضم فصائل في درعا، إبراهيم مسالمة (27 سنة) أن «هناك استعداداً لصد أي تقدم لنظام الأسد»، مشيراً إلى «رفع مستوى التنسيق بين الفصائل من القنيطرة غرباً حتى حدود السويداء شرقاً وبين فصائل الجبهة الجنوبية»، كاشفاً عن «نصائح تلقيناها من حلفاء (خارج سورية) بالحفاظ على خفض التصعيد ما لم يتم خرقه من قبل النظام والميليشيات الموالية له».

وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سورية إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت من محادثات آستانة.

وتحظى درعا بأهمية مزدوجة لدى الفصائل والنظام في آن معاً، إذ شهدت انطلاقة شرارة أولى الاحتجاجات الشعبية ضد الأسد في آذار (مارس) 2011. وتسعى دمشق إلى إعادة السيطرة على معبر نصيب الرئيس مع الأردن، الذي يشكل متنفساً مالياً لدمشق إذ كانت تنتقل عبره معظم البضائع بين سورية وكل من الأردن والخليج. على رغم الاستعدادات على خطوط الجبهات، يخشى المدنيون أن تتعرض المدينة لحملة عسكرية جديدة. وقالت أم محمد البغدادي (45 سنة) وتعمل ممرضة في مستشفى ميداني: «طبعاً نخاف من التصعيد، لأنه بعد انتهاء الغوطة سيحاول النظام أن يكثف القصف على أي محافظة أو منطقة ضده (...) والهدف إخماد الثورة في شكل عام»، فيما حذر رئيس المجلس المحلي محمد عبد المجيد مسالمة (38 سنة) من أن «المدنيين من نساء وأطفال سيكونون المتضرر الأول من أي تصعيد عسكري وبمثابة ورقة ضغط كبيرة على الفصائل لتحقيق أي نصر عسكري يطمح له النظام».