| | التاريخ: نيسان ١٤, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | لبنان: الحملات الانتخابية "تتوغَّل" فوق الخطوط الحمر ! | أظهرت الحركات الانتخابية الكثيفة التي شهدتها مناطق عدة أمس مفارقة بدا معها لبنان غارقاً في الاستعدادات الجارية للانتخابات النيابية من دون أي خشية لارتدادات سلبية محتملة عليه من الأجواء الحربية التي تظلل سوريا والمنطقة. ولعل أبلغ التحركات والمواقف التي كرست الانطباعات ان الاستحقاق الانتخابي لا يزال "في مأمن " من الحسابات المتشائمة، أقله حتى الآن، تمثلت في تزامن ظاهرة لافتة ونادرة حملت اثنين من زعماء الصراع التقليدي بين تحالفي 14 آذار و8 آذار على تجاوز العمق المناطقي التقليدي لنفوذ كل منهما و"العبور" بالتعبئة والحملات الانتخابية فوق "الخطوط الحمر" واطلاق نفير السباق الانتخابي في عمق هذه المناطق. وبرز ذلك مع الجولة التي قام بها رئيس الوزراء زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري على مناطق مرجعيون وحاصبيا وشبعا وكفرشوبا وكفرحمام وراشيا الفخار والهبارية، في حين كان الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله يطلق نفير التعبئة امام جمهوره الحاشد في الضاحية الجنوبية انما لمعركة بيروت في دائرتها الثانية ودائرة بعبدا.
واتخذت هذه المفارقة بعداً مهماً ودلالات بارزة لجهة ما شكلته من عامل اندفاع نحو استكمال الاستعدادات الجارية للاستحقاق بما يقلل المخاوف التي سادت في الايام الاخيرة سواء من امكان اطاحة موعد الانتخابات في حال حصول ضربة غربية لسوريا، أو من تعرض لبنان لاخطار مواجهة اقليمية يصعب التكهن بطبيعتها. فمع ان مواقف السيد نصرالله التي تناولت التطورات الاخيرة في سوريا أبرزت خطورة تصاعد التوتر الايراني - الاسرائيلي جراء الغارة الاسرائيلية الاخيرة على مطار التيفور، فان انصراف الأمين العام لـ"حزب الله" الى تخصيص خطب شبه يومية في الايام المقبلة للدوائر الانتخابية المختلفة عكس معطيات واضحة لدى الحزب تستبعد ما يطيح موعد الانتخابات اللبنانية.
كما ان الرئيس الحريري بدا واثقا من ان الانتخابات ستجرى في موعدها واطلق مواقف من شبعا اكتسبت دلالات لجهة التشديد على حضور الدولة ودورها عند الحدود الجنوبية، اذ أكد "أن زمن غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها في حماية منطقة الشريط الحدودي والدفاع عنها هو زمن انتهى. وزمن الشعور بأن هذه المنطقة خارج حدود الشرعية اللبنانية هو زمن انتهى"، وقال: "استرداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة، لا شيء يمكن أن يلغي حق لبنان بأرضه، وكل اللبنانيين صف واحد خلف الجيش اللبناني في حماية الحدود، وجميعنا صف واحد في مواجهة أطماع إسرائيل بأرضنا وثروتنا النفطية.ربما غابت الدولة عن هذه المنطقة، ولكني أتيت لأقول لكم إنني لست هنا فقط من أجل الانتخابات، بل سنبقى معاً، لأنها منطقة عزيزة علينا. ربما كانت هذه المنطقة متروكة في مرحلة من المراحل، لكنها حافظت على العيش المشترك والاعتدال، فبذلك يقوم البلد وليس بالخطابات العالية". ولاحظ "ان البعض يمكن أن يرى في زيارتي اليوم نوعا من تخطي الخطوط الحمراء، أو نوعاً من التحدي. وأنا لا أعترف بأي خط أحمر، أمام أي مواطن لبناني يريد أن يزور الجنوب أو أي منطقة في لبنان. إضافة إلى ذلك، أنا لا آتي إلى الجنوب برسالة تحد لأحد. الكل في الجنوب أهلنا، وأنا في النهاية ابن الجنوب أباً عن جد، ولو كان الوقت يسمح لي، لكنتم رأيتموني في كل قرية في الجنوب".
أما السيد نصرالله، فشدد على انه "لا يجوز لاحد اختصار بيروت"، منتقداً ما يقال عن مواجهة بين المشروعين العربي والفارسي.
وتساءل: "هل العروبة في تدمير العراق وسوريا؟ البعض قال لأهل بيروت لا تنتخبوا من دمر العراق وسوريا، وأنا معه، وأقول لا تنتخبوا من دمر العراق وسوريا".
وتطرق الى "صفقة القرن" وقرار واشنطن في شأن القدس وسياسة الرياض، مذكراً بأن "بيروت لم تنأ بنفسها عن القضايا العربية".
ثم انتقل الى الحديث عن دائرة بعبدا، فأبرز اهمية التحالف فيها "لتثبيت العيش الواحد"، وذكّر بتفاهم مار مخايل وانتخاب الرئيس ميشال عون.
وكرر أن التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ثابت "على الرغم من الافتراق الانتخابي في بعض الدوائر".
وإذ حذر من التخطيط لحرب أهلية في لبنان، تحدث عن الاوضاع في سوريا والتطورات في المنطقة، وخاطب اسرائيل بعد قصف مطار تيفور: "هذه حادثة مفصلية في وضع المنطقة، ما قبلها شيء وما بعدها شيء آخر، هي مفصل تاريخي. ورأى أن الاسرائيليين "ارتكبوا خطأ تاريخياً وحماقة كبرى وأدخلوا أنفسهم في قتال مباشر مع ايران".
وسخر من الرئيس الاميركي واصفاً اياه بـ"التاجر والمأزوم". وأكد أن "كل التغريدات الترامبية الهوليوودية لن تخيف سوريا ولا حركات المقاومة ولا إيران ولا روسيا".
الى ذلك، يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري الى المملكة العربية السعودية لحضور القمة العربية التي تنعقد غداً في الظهران. ويضم الوفد الرسمي أيضاً وزراء الخارجية جبران باسيل والداخلية نهاد المشنوق والاقتصاد رائد خوري ومندوب لبنان لدى جامعة الدول العربية انطوان عزام. وسيلقي الرئيس عون كلمة لبنان أمام القمة. | |
|