| | التاريخ: نيسان ٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | النظام يصعّد هجماته على دوما والقتلى 48 خلال يومين | بيروت، لندن - «الحياة»، أ ف ب
شنت قوات النظام السوري والموالين له السبت هجمات جوية وبرية عنيفة على دوما آخر مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص بعد يوم من استئناف قوات النظام هجوماً عسكرياً مباغتاً على آخر جيب لمقاتلي المعارضة في المنطقة في محاولة للضغط عليها للانسحاب ليرفع إلى نحو ٤٨ شهيداً مدنياً عدد الذين قضوا منذ انهيار المفاوضات أول من أمس بين جيش الإسلام وروسيا، وفق ما أعلنه «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ولم يتمكن «المرصد» بعد من تأكيد إن كانت طائرات النظام السوري الحربية هي التي نفذت الغارات أم تلك التابعة لحليفتها روسيا.
ولفت «المرصد» إلى أن من بين الذين قضوا منذ يوم الجمعة 8 أطفال و6 مواطنات، جراء القصف الجوي المتواصل على دوما، بالتزامن مع عمليات القصف من قبل قوات النظام على مناطق في أطراف دوما، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر، على محاور في محيط دوما، إثر محاولات من قوات النظام تحقيق تقدم في المنطقة، على حساب جيش الإسلام، وتضييق الخناق عليه، لفرض شروط نهائية وكاملة والتوصل لاتفاق جديد يمكِّن قوات النظام من إنهاء كامل العمليات العسكرية في الغوطة.
ووصلت تداعيات العملية إلى دمشق حيث قتل ستة مدنيين وأصيب العشرات السبت اثر قصف فصائل المعارضة في دوما للعاصمة، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام سورية تابعة للنظام. وبدعم من موسكو، نجحت قوات النظام في إخراج فصائل المعارضة المسلحة من الغوطة بأكملها تقريباً والتي كانت معقلهم قرب دمشق.
ونتيجة القصف العنيف لقوات النظام واتفاقين تم التوصل إليهما منذ 18 شباط (فبراير) لانسحاب المعارضة، سيطر النظام على 95 في المئة من الغوطة في حين لا تزال المعارضة متمترسة في دوما، كبرى مدنها.
ومع انخراط موسكو في محادثات مع «جيش الإسلام» الذي يسيطر على دوما، تراجعت حدة القصف وبدت العمليات العسكرية متوقفة لنحو عشرة أيام. لكن المفاوضات انهارت هذا الأسبوع وعادت الغارات الجوية فجأة بعد ظهر الجمعة ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
وشهدت دوما مزيداً من الغارات أمس، وفق «المرصد» وأحد العاملين في الدفاع المدني. وقال فراس الدومي من الدفاع المدني في دوما: «لم يتوقف القصف حتى الآن. هناك ثلاث طائرات حربية وطائرتان مروحيتان» تحلق فوق المدينة.
وبث التلفزيون «الرسمي» السوري مشاهد مباشرة للغارات على دوما أظهرت أعمدة الدخان تتصاعد من فوق المدينة المدمرة.
وسمع مراسل وكالة «فرانس برس» في دمشق السبت أصوات دوي المدفعية على مدينة دوما كما لاحظ تحليق الطيران الحربي المكثّف.
ويسعى النظام لاستعادة الغوطة للقضاء على المعارضة في محيط دمشق ووضع حد لإطلاق القذائف على العاصمة المستمر منذ سنوات.
ومنذ 18 شباط، أسفرت عملية النظام عن مقتل أكثر من 1600 مدني ودفعت السكان إلى الاختباء في ملاجئ تحت الأرض لأسابيع. وقسمت عملية برية بعد ذلك الغوطة إلى ثلاثة جيوب معزولة سيطرت فصائل مختلفة من المعارضة على كل منها.
تم إخلاء أول جيبين بموجب اتفاقات رعتها روسيا أبرمت الشهر الماضي ونقل بموجبها 46 ألف مدني ومقاتل إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غربي البلاد.
وفر عشرات الآلاف إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام عبر ممرات آمنة فتحتها قوات روسية وسورية.
وتدخلت موسكو للتفاوض على اتفاق لإخلاء دوما، الجيب الثالث والأخير حيث يسعى «جيش الإسلام» للتوصل إلى اتفاق مصالحة يسمح له بالبقاء كقوة شرطة.
وبعد اتفاق مبدئي أعلنته روسيا الأحد، تم إخلاء نحو 3000 مقاتل ومدني من دوما إلى الشمال السوري.
لكن أمد المحادثات طال فهددت سورية وروسيا «جيش الإسلام» بعملية عسكرية جديدة في حال رفض الانسحاب.
ولم يتضح بعد سبب انهيار المفاوضات هذا الأسبوع.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام أنها فشلت اثر رفض «جيش الإسلام» إطلاق سراح المعتقلين الذين كان يحتجزهم في دوما، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى يتم الإفراج عنهم.
وفي هذا السياق، اتهم القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش الجمعة، أنصار النظم الدوليين بإعاقة المحادثات. وقال: «كانت المفاوضات تسير بمنحى إيجابي لكن على ما يبدو الصراعات الدولية» بين حلفاء النظام تسببت بإفشالها.
وأضاف في تغريدة عبر موقع «تويتر» أنه «لم تتقاطع مصالحهم إلا على دماء المدنيين».
وفاجأ استئناف الغارات المدنيين.
وقال طبيب في مدينة دوما يدعى محمد لوكالة «فرانس برس» الجمعة، «فجأة ومن دون سابق إنذار بدأ القصف. نُفذت 20 غارة خلال ربع ساعة». وأضاف أن المصابين الذين وصلوا كانوا يعانون من كسور وغيرها من الإصابات وتم إجراء ثلاث عمليات بتر أطراف يوم الجمعة.
وبالتوازي، أطلقت قوات النظام عملية برية في البساتين المحيطة بالمدينة حيث أفاد «المرصد» بأن مدفعية النظام استهدفت حقولاً زراعية. وأكد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «النظام يحاول تضييق الخناق (على دوما) من الجهة الشرقية والجنوبية والغربية».
ورصد «المرصد» تمكن قوات النظام والمسلحين الموالين لها، من تحقيق تقدم بغطاء من القصف المكثف، حيث سيطرت قوات النظام على مزارع الريحان، إذ تمكنت من السيطرة على مجموعة من المزارع بلغ تعدادها نحو 50، فيما وردت معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال، فيما تسعى لتحقيق مزيد من التقدم على أكثر من محور، لحصر جيش الإسلام في نطاق أضيق مما كان عليه.
وكان «المرصد» نشر الجمعة الورقة التي حصل على نسخة منها والتي ضمت الرد الروسي على الطروحات التي قدمها جيش الإسلام، وجاء الرد الروسي بالتشديد على تسليم الأخير أسلحته، الأمر الذي كان «المرصد» قد نوه إليه سابقاً.
على حلمه بالتحليق فوقها
قوات النظام تغلق المداخل الجنوبية لمخيم اليرموك
أعلنت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية أن قوات النظام السوري أغلقت السبت حاجز ببيلا - سيدي مقداد الفاصل بين مخيم اليرموك والعاصمة دمشق.
ويعد حاجز ببيلا - سيدي مقداد المنفذ الوحيد لمخيم اليرموك ولبلدات جنوب دمشق «ببيلا، يلدا، بيت سحم» لخروج المدنيين ودخولهم ودخول البضائع التجارية والحاجات الضرورية للأهالي.
يشار إلى أن آلاف اللاجئين الفلسطينيين نزحوا من مخيم اليرموك فيما يعيش من تبقى في المخيم حياة قاسية نتيجة حصار النظام وتكرار إغلاق المنفذ الوحيد للمخيم.
إلى ذلك جددت قوات النظام قصفها تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في حي طريق السد ودرعا البلد جنوب سورية، ما أحدث دماراً وخراباً في منازل المدنيين، حيث استهدفت المنطقة بثلاثة صواريخ أرض - أرض من نوع فيل.
يذكر أن عائلات فلسطينية ونازحة كثيرة من مخيم درعا تقطن في منطقة درعا البلد وحي طريق السد المجاور ويعاني اللاجئون جنوب سورية من أوضاع معيشية وأمنية صعبة. | |
|