| | التاريخ: نيسان ٣, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | القلمون أمام مهلة لانسحاب مسلحيها أو الخيار العسكري | توجهت الأنظار أمس إلى مدينة القلمون غرب سورية، مع بدء إجلاء مقاتلي «جيش الإسلام» من مدينة دوما، تنفيذاً لاتفاق أُعلن التوصل إليه الأحد. وعلى غرار ما جرى في الغوطة الشرقية لدمشق أمهلت روسيا فصائل المعارضة في القلمون، ثلاثة أيام لتسليمها أو اللجوء للخيار العسكري، فيما أكدت مصادر قريبة من «جيش تحرير الشام» تمسكه بالبقاء في المدينة الواقعة شمال غربي العاصمة دمشق.
وأوضحت مصادر عسكرية تابعة للنظام السوري أن ممثلين عن الفصائل المسلحة والمجتمع الأهلي والمدني في القلمون، اجتمعوا مع وفد ضم النظام وعسكريين روساً مساء الأحد، وتلقوا رسالة تضمنت الصلح وإلقاء السلاح وتسوية وضع المقاتلين أو الرحيل من المنطقة مع تحديد الوجهة، مع التلويح بالحرب. وأفادت بأن روسيا أمهلت المعارضة ثلاثة أيام لتسليم القلمون والخروج منها سلمياً. وأضافت أن اجتماعاً سيعقد بين ممثلي الفصائل المسلحة والمجتمع الأهلي في القلمون، للبحث في شروط النظام.
في المقابل سارع قائد «جبهة تحرير سورية» أبو آدم القلموني إلى تأكيد رفضه أي حلول تنتهي بخروج المعارضين من مناطقهم وترحيلهم باتجاه الشمال السوري، وهو ما أعلنه فصيل «حركة أحرار الشام» أيضاً.
وتنتشر فصائل عدة في القلمون الشرقي، أبرزها «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام»، إضافة إلى «تجمع الشهيد أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية».
وتزامناً مع المفاوضات، نفذت مقاتلات سورية، هجمات استهدفت مواقع المعارضة في جبال القلمون الشرقية، وأفيد بأن نحو ست غارات جوية قصفت بالقنابل والصواريخ مواقع اغلبها على قمم جبال البتراء.
وتأتي تلك التطورات في القلمون، غداة إبرام اتفاق بين الجانب الروسي و «جيش الإسلام»، يقضي بخروج مقاتليه وعائلاتهم من مدينة دوما، آخر المدن التي كانت تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام بـ «بدء إجراءات خروج «جيش الإسلام» وعائلاتهم أمس عبر حافلات من دوما إلى منطقة جرابلس تمهيداً لإخلاء المدينة وعودة جميع مؤسسات الدولة إليها». وأكدت الوكالة، خروج 8 حافلات تقل 448 مقاتلاً وعائلاتهم. وأوضحت أن الحافلات تدخل صباحاً تحت إشراف الهلال الأحمر العربي السوري إلى أطراف دوما لتجهيزها ومن ثم الخروج محملة عبر ممر مخيم الوافدين للتوقف في نقطة التجمع الرئيسية قرب أوتستراد حرستا ليتم نقلهم في وقت لاحق إلى جرابلس. ولفتت إلى أن الحافلات تخضع لتفتيش دقيق لمنع تهريب أسلحة ومتفجرات أو مختطف من المدنيين أو العسكريين في دوما. وأوضحت مصادر أن أكثر من 50 حافلة دخلت دوما لإجلاء مسلحي «جيش الإسلام» عنها. وأشارت إلى أن أكثر من 10 حافلات من الدفعة الأولى تقل نحو 500 مسلح وعوائلهم، خرجت وتجاوزت معبر الوافدين.
وأشارت «سانا»، إلى خروج 1146 من «فيلق الرحمن» وعائلاتهم الأحد في 24 باصاً من دوما إلى مدينة إدلب، وهو ما أكدته وزارة الدفاع الروسية، التي أوضحت في بيان أن من بين المغادرين، 112 مسلحاً وأكثر من ألف شخص من عائلاتهم.
إلى ذلك، أفادت مصادر قريبة من النظام السوري، بتوسط تركيا لوقف القتال في إدلب وريف حلب الغربي بين «جبهة تحرير سورية» و «هيئة تحرير الشام»، بهدف تهيئة الظروف لاستقبال مسلحي القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية.
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية، أن مساعي أنقرة نابعة من مخاوفها حيال أن ينعكس الاقتتال الجاري بين «تحرير سورية» و «الهيئة» على قدوم مسلحي «جيش الإسلام» إلى مناطق سيطرتهما في الشمال السوري.
ونقلت عن مصادر معارضة مقربة من فصيل «نور الدين الزنكي» أن تركيا جهزت لاستقبال «جيش الإسلام» في مراكز الإيواء المخصصة لهم في مدينتي أريحا ومعرة النعمان والمناطق الحدودية مع تركيا في ريف إدلب الشمالي في قرى صلوة، وقاح، وكفرلوسين ومدينة الأتارب غرب حلب. وتوقعت المصادر أن تسخر تركيا مسلحي «جيش الإسلام» بعد استقرارهم في جرابلس في أعمال حربية لمصلحة الجيش التركي الذي يتهيأ لتكرار سيناريو «غصن الزيتون» والسيطرة على مدينة منبج بعد عفرين. | |
|