| | التاريخ: نيسان ١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | «المرأة الحديد» تتحدى الحوثيين وتعرض معاناة اليمنيين أمام غريفيث | لم يجرؤ أي قيادي في حزب «المؤتمر الشعبي العام» من الخاضعين لنفوذ الانقلابيين الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، أن ينطق ببنت شفه أمام المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث عن رفض الحوثيين تسليم جثة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح إلى حزبه وأقاربه وذويه، لدفنها بما يليق بزعيم حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود وقتله الحوثيون في مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وحدها من بات يعرفها اليمنيون بـ «المرأة الحديد»، السيدة فائقة السيد، الأمين المساعد لحزب «المؤتمر الشعبي العام»، وضعت أمام غريفيث حقائق الأوضاع الراهنة في المناطق والمحافظات التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وما يعانيه الشعب اليمني بكل فئاته جراء استمرار الحرب من دون وجود أفق للسلام.
ولم يغامر أي من القيادات التي خلفت صالح على زعامة حزبه بإرادة الحوثيين في صنعاء، في مطالبة غريفيث بالعمل على إطلاق سراح مئات، وربما آلاف، من أنصار زعيمهم الراحل وحزبهم، المعتقلين في سجون الحوثيين وفي مقدمهم أبناء صالح وأقاربه وعدد من كبار الضباط والشخصيات والمشايخ الموالين له والمنتمين إلى الحزب. كذلك، لم يتحدّث كل من التقاهم المبعوث الأممي خلال زيارته صنعاء، التي غادرها أمس إلى عدن، عما يرتكبه الحوثيون من تضييق على الحريات وقمع المواطنين تحت مبرر الحرب ومواجهة ما يسمونه «العدوان».
وكان المبعوث الأممي استقبل السيدة فائقة في صنعاء بعد يومين على عودتها إلى منزلها، إثر تمضيتهما أسبوعين في المستشفى بعد محاولة اعتداء تعرضت لها أثناء قيامها مع عدد من النساء اليمنيات بوضع أكاليل من الزهور أمام منزل الرئيس الراحل صالح بمناسبة ذكرى ميلاده. ولم ينس غريفيث أن يحمل باقة زهور قدمها إلى فائقة السيد، تعبيراً عن تضامنه معها.
وفي حديثها مع المبعوث الأممي طالبت فائقة السيد بإطلاق سراح أبناء الرئيس الراحل صالح والمعتقلين والمختطفين كافة، مستنكرة التضييق على الحريات. وأشارت «القيادية المؤتمرية» إلى ما يواجهه الشعب اليمني منذ ثلاث سنوات من معاناة جراء استمرار الحرب، مجددة حرص «المؤتمر الشعبي العام» على بناء الثقة من خلال تهيئة الظروف لتحقيق السلام وإيقاف الحرب وإطلاق الحريات العامة.
وأوضحت السيد «تمسك المؤتمر الشعبي العام بوحدة وسيادة واستقلال اليمن»، مؤكدة «ضرورة إطلاق جميع المعتقلين وفي مقدمتهم أبناء وأقارب الزعيم علي عبدالله صالح وتسليم جثمانه وتسليم ممتلكات ومقار الحزب».
ولفتت السيد إلى «أهمية أن تلعب المرأة دوراً في جهود تحقيق السلام العادل والكامل والشامل»، مشددة في الوقت نفسه على أن المؤتمر «سيقدم كل الدعم والمساندة» للمبعوث الأممي الجديد في مهمته من أجل تحقيق السلام.
وعبر المبعوث الأممي السيد مارتن غريفيت، عن أسفه لرحيل صالح والأمين العام لـ «المؤتمر» عارف الزوكا، مؤكداً حرصه على بذل كل الجهود من أجل تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، وبما يسهم في تحقيق السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني.
وكان غريفيث استكمل جولته الأولى من زيارته الأولى إلى صنعاء، بلقاء عقده الأربعاء الماضي مع زعيم جماعة الحوثيين الانقلابية عبدالملك الحوثي في العاصمة، حيث يتواجد منذ منتصف الشهر الماضي. والتقى الحوثي قبل أيام من زيارة غريفيث وفداً من الاتحاد الأوروبي زار اليمن قبل نحو أسبوعين في مهمة تتعلق بجهود الاتحاد الأوروبي لإنهاء الحرب وإحلال السلام. | |
|