| | التاريخ: آذار ٢٩, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | استمرار عمليات الإجلاء والنزوح من الغوطة | قلعة المضيق (سورية)، بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب
غادرت دفعة خامسة من المسلّحين والمدنيين جنوب الغوطة الشرقية في اتجاه محافظة إدلب شمال غربي البلاد أمس، استكمالاً لاتفاق إجلاء مقاتلي «فيلق الرحمن» وعائلاتهم من المنطقة، فيما وصلت الدفعة الرابعة إلى مناطق سيطرة الفصائل شمالاً بعد عبورها قلعة المضيق في ريف حماة ليل الثلثاء- الأربعاء.
وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» التابعة للنظام عصر أمس، بأنّ 30 حافلة تقلّ 1723 شخصاً بينهم 398 إرهابياً، خرجت من مناطق جوبر وزملكا وعربين وعين ترما مع عائلاتهم عبر ممر عربين إلى إدلب، على أن تغادر مزيد من الحافلات تباعاً مع تقدّم ساعات الليل.
أتى ذلك فيما وصلت 101 حافلة على متنها 6432 شخصاً بينهم 1521 مقاتلاً منطقة قلعة المضيق في ريف حماة منتصف ليل الثلثاء- الأربعاء. وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» أكثر من 50 حافلة تصل إلى باحة واسعة، تجمّع فيها عمال إغاثة وزعوا أغذية ومياه وحليب على الركاب، الذي جرى نقلهم لاحقاً إلى مخيمات مؤقتة في محافظة إدلب المحاذية.
ولا تزال الحافلات تصل تباعاً إلى المنطقة، التي تشكل نقطة الانتقال من مناطق سيطرة قوات النظام إلى تلك الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وبعدما انتهت عملية حرستا خلال يومي الخميس والجمعة، يستمر منذ السبت إجلاء مقاتلي فصيل «فيلق الرحمن» من بلدات زملكا وعربين وعين ترما وحي جوبر الدمشقي المحاذي لها. وخرج حتى الآن أكثر من 19 ألف شخص من البلدات الجنوبية فقط، بعدما كان تم إجلاء أكثر من 4500 من حرستا.
وكما في الأيام السابقة، تقف تلك الحافلات لساعات طويلة في انتظار اكتمال القافلة، قبل أن يمنحها الجنود الروس الضوء الأخضر للانطلاق في اتجاه محافظة إدلب. وإلى جانب عمليات الإجلاء، يستمر نزوح المدنيين من الغوطة عبر معابر حددتها قوات النظام توصل إلى مناطق سيطرتها.
ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن 128 ألف شخص خرجوا حتى الآن من المعابر «الآمنة». ويتم نقل هؤلاء إلى مراكز إيواء أنشأتها الحكومة السورية.
وتحت ضغط حملة عسكرية عنيفة لقوات النظام، توصلت روسيا تباعاً مع فصيلي «حركة أحرار الشام» في مدينة حرستا، ثم «فيلق الرحمن» في جنوب الغوطة، إلى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين إلى منطقة إدلب. ويبدو أن عمليات الإجلاء ستتعدّى منطقة الغوطة، معقل المعارضة الأخير قرب دمشق، لتشمل جيوباً جنوب العاصمة لا تزال خاضعة لسيطرة الفصائل.
وأفادت مواقع محسوبة على المعارضة أمس، بأن الجانب الروسي أبلغ ممثلي الفصائل في بلدات جنوب دمشق بضرورة «المصالحة» مع قوات النظام أو الخروج في اتجاه إدلب، على غرار «اتفاقات» الغوطة. ونقل موقع «سمارت» عن مصادر قولها إن ضباطاً روس اجتمعوا مع لجنة عسكرية الثلثاء، بطلب روسي لـ «حسم الملف»، وخيّروهم بين «المصالحة» مع قوات النظام أو الخروج شمالاً. وتوقّعت المصادر أن ترضخ الفصائل للشروط الروسية.
ويتواجد في بلدات جنوب دمشق وتحديداً يلدا وببيلا وبيت سحم، فصائل من «جيش الإسلام»، و «حركة أحرار الشام» و «جيش الأبابيل»، إضافة إلى «لواء شام الرسول».
ولفتت المصادر إلى أن الروس أعطوا الفصائل مهلة لنهاية الجاري للردّ، موضحة أن مجموعات مسلحة مثل «جماعة أنس الطويل» لن تغادر جنوب دمشق ، وسيكون لها دور في محاربة تنظيم «داعش»، الذي لا يزال يسيطر على حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأجزاء من حي القدم.
إلى ذلك، أفادت شبكة أخبار «قاسيون» المحسوبة على المعارضة السورية بأنّ قيادات من «داعش» خرجت من حي الحجر الأسود جنوب دمشق، واتجهت إلى مدينة إدلب. وأوضحت أن كلاً من «فراس غنام أبو مريم» و «أبو بكر خابوري» و «أبو فاروق طبية»، خرجوا بالاتفاق مع قوات النظام المتواجدة في محيط المنطقة، من دون معلومات إضافية.
| |
|