التاريخ: آذار ٢٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
لبنان: ضغط انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية يبدّل في مرشحي «المستقبل - التقدمي» في «الغربي»
سرّع انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية لدى الدائرة السياسية في وزارة الداخلية منتصف ليل أمس، في حسم الجدل حول عدد من التحالفات الانتخابية.

وكان أبرز تحديات ربع الساعة الأخير ليل أمس التوافق بين «تيار المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» على تشكيل لائحة ائتلافية في دائرة البقاع «الغربي راشيا». وبعد أن ضمت نهارا : زياد القادري، محمد القرعاوي (سنيان) وائل أبو فاعور (درزي)، أمين وهبي (شيعي)، أنطوان سعد (أرثوذكسي) وهنري شديد (ماروني)، عادت الأمور فتغيرت مساء بضم الدكتور غسان سكاف إليها بدلا من سعد. وأحدث الأمر بلبلة.

وعلمت «الحياة» من مصادر واكبت المفاوضات التي تولاها أبو فاعور بالنيابة عن رئيس «التقدمي» وليد جنبلاط مع رئيس الحكومة سعد الحريري من أجل حل الخلاف بينهما على المرشح الأرثوذكسي، في ضوء تمسك التقدمي بترشيح سعد مقابل تمسك «المستقبل» بترشيح الدكتور غسان سكاف، أن المشاورات التي استمرت أكثر من 3 أيام أسفرت عن ترجيح سعد. وكشفت أن رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل كان أصر لدى الحريري على استبدال مرشح التيار شربل مارون بشديد، واستقدم لذلك مداخلات عديدة.

وكان الحريري تمسك بترشيح شديد، وبدعم من جنبلاط، لأن من غير الجائز أن يكون لـ «التيار الوطني» مرشحان هما مارون على لائحتهما الائتلافية، ونائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي (أرثوذكسي) على اللائحة المنافسة لهما والتي يتزعمها الوزير السابق عبد الرحيم مراد. ولفتت المصادر إلى أنه تم البحث في اسم وليد معلولي، نجل نائب رئيس البرلمان الأسبق، كمرشح تسوية عن المقعد، لكنه سحب من التداول.

وبالنسبة إلى اللائحة الائتلافية عن دائرة «الشوف- عاليه» المدعومة من «التيار الوطني» والنائب أرسلان والحزب «السوري القومي الاجتماعي»، علمت «الحياة» أن وسطاء، على رأسهم «حزب الله»، نجحوا في إقناع «القومي» بعدم اشتراط ضم مرشحه إلى اللائحة بسحب أرسلان ترشيح وسام شروف عن المقعد الدرزي في «حاصبيا مرجعيون»، بذريعة أنه يحجب عن مرشحه النائب أسعد حردان في الدائرة ذاتها الأصوات التفضيلية.

وكشفت مصادر سياسية، أن «حزب الله» تعهد لـ «القومي» بتعويض حردان الأصوات التفضيلية التي يمكن أن يحجبها عنه مرشح أرسلان.

وضمت اللائحة عن الشوف ماريو عون، فريد البستاني، سمير عون (موارنة) مروان حلاوي، مازن أبو ضرغم (درزيان) اللواء المتقاعد علي الحاج، طارق الخطيب (سنيان) وغسان عطاالله (كاثوليكي) وعن عاليه: طلال أرسلان (درزي) سيزار أبي خليل، عماد الحاج (مارونيان) الياس حنا (أرثوذكسي)، وبقي المقعد الدرزي الثاني شاغراً.

وكان تردد في أوساط «التيار الوطني» أنه استحصل على موافقة مبدئية من «الجماعة الإسلامية» و «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) على تجيير أصواتهما التفضيلية لمصلحة الوزير الخطيب، الذي أصر باسيل على ترشيحه، ما اضطر أرسلان إلى صرف النظر عن مطالبته بأن يكون المرشح السنّي الثاني إلى جانب الحاج من بلدة شحيم كبرى البلدات السنّية في إقليم الخروب- الشوف. وما عزز هذا الاحتمال، توصل «التيار الوطني» و «الجماعة» إلى اتفاق بتشكيل لائحة مشتركة في دائرة عكار.

ارسلان فاجأ كثر

من جهة ثانية، تساءلت أوساط متابعة مخاض اللوائح في عدد من الدوائر، عما إذا كان أرسلان أخطأ حين فوت فرصة التحالف الانتخابي مع رئيس «الاشتراكي»، وفي دخوله سجالاً خلافياً ومباشراً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وغير مباشر مع حليفه «حزب الله»، بســبب قرارهما الإبقاء على المقعد الدرزي شــاغراً في دائرة بيروت الثانية، وتمسكهما بترشيح النائب أنور الخليل عن المقعد الدرزي في دائرة «مرجعيون حاصبيا» جنوباً، وعدم تحبيذهما استبدال الوزير السابق مروان خير الدين.

وكشفت مصادر نيابية لـ «الحياة» تفاصيل المشاورات بين أرسلان من جهة و «التقدمي» و «الثنائي الشيعي» من جهة ثانية، وقالت إن أرسلان بعدما تيقن من استحالة انتزاع موافقة «أمل» و «حزب الله» على استبدال الخليل، بادر إلى تسويق الأخير كمرشح عن المقعد الدرزي في بيروت الثانية، مراهناً على أن لا مشكلة مع حليفيه الشيعيين، وأن بإمكانه الحصول على موافقة «تيار المستقبل»، ظناً منه أن علاقة الأخير برئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط قد تهتز في أي لحظة، ما يسمح بدعم خير الدين على لائحة الحريري.

لكن أرسلان، كما تقول المصادر، فوجئ بأن لا مجال للرهان على خلاف بين الحريري وجنبلاط، وبأن «الثنائي الشيعي» حسم أمره بالإبقاء على المقعد الدرزي شاغراً، في تحالفه مع «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) لخوض الانتخابات على لائحة موحدة في هذه الدائرة.

إلا أن أرســلان لم يقطع الأمل بإقناع «الثنائي الشيعي» بتعديل موقفه، ولم يوفر الرئيس بري من انتقاداته، غامزاً من قناة «حزب الله»، بقوله في تغريدة له: «إن خياراتنا مفتوحة في حاصبيا».

وكان ترشيح أرسلان، وسام شروف عن المقعد الدرزي في «مرجعيون حاصبيا» متحالفاً مع «المستقبل» و «التيار الحر» أزعج الحزب «القومي»، لأنه يمكن أن يحجب الأصوات التفضيلية لمحازبيه من الدروز عن النائب حردان المرشح عن المقعد الأرثوذكسي.

كما أن إقفال أرسلان -وفق المصادر- الباب في وجه الوسطاء من حلفائه الذين حاولوا إصلاح ذات البين بينه وبين رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، بذريعة أنه انقلب عليه، تسبب بانزعاج هؤلاء الوسطاء، لأنه قطع الطريق على خوض قوى «8 آذار» المعركة في دائرة «الشوف- عاليه» بالتحالف مع «التيار الوطني».

وبالنسبة إلى موقف أرسلان من التحالف مع «التقدمي» في هذه الدائرة، قالت المصادر إن الأخير أبدى استعداده للتعاون على قاعدة أن لا مانع من ضم نائبه في «الحزب الديموقراطي» مروان أبو فاضل إلى اللائحة مرشحاً عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه.

سحب أبو فاضل... ووعد باسيل

ولفتت إلى أن جنبلاط وأرسلان تشاورا هاتفياً، وأن الأول أوفد قبل ثلاثة أسابيع النائب غازي العريضي للبحث في العناوين الرئيسة للتفاهم الانتخابي من دون أن يشكل تعاونهما استفزازاً للآخرين، إذ إن «التقدمي» كان أول من أعلن أن التفاهم في الشوف وعاليه يتسع للجميع. لكن أرسلان لم يحسم أمره وظل على تريثه بموازاة تمسكه بترشيح أبو فاضل، وهذا ما فتح الباب أمام التعاون مع حزب «القوات اللبنانية» لأن أرسلان أوحى أنه يفضل التحالف مع حلفائه على لائحة واحدة، بسبب تريثه في التجاوب مع «التقدمي». وتضيف المصادر النيابية أن أرسلان أطلق مشاوراته مع «التيار الوطني» ورئيسه الوزير جبران باسيل بعلم «القومي»، فكانت المفاجأة استبعاد أرسلان، بعد طول تردد، أبو فاضل عن اللائحة، على رغم أنه كان يؤكد أنه لن يدخل أي لائحة إلا إذا تقدّمها أبو فاضل.

وتردد أن أرسلان وافق من دون العودة إلى «القومي» على عرض مغرٍ قدمه له باسيل بأنه يضمن توزير أبو فاضل في أول حكومة بعد الانتخابات، تعويضاً عن استبعاده من اللائحة. كما تردد أن أبو فاضل لم يقتنع بعرض باسيل وفضل لو تعاون أرسلان مع جنبلاط الذي كان وافق على ضمه إلى لائحة مشتركة.

ووفق المصادر عينها، فإن أرسلان وافق على عرض باسيل بترشيح الدكتور سهيل الأعور عن المقعد الدرزي في المتن الجنوبي (بعبدا) على حساب عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب الحالي فادي الأعور، ما طرح سؤالاً حول أسباب موافقته على مرشح منافس لمرشح التقدمي القوي هادي أبو الحسن.

جنبلاط ينتقد «حلف الإصلاح المزيف»

بدأ السباق الانتخابي اللبناني رسمياً أمس، بعد انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية، وفق قانون الانتخاب منتصف ليل أول من أمس، والتي بلغ عددها 77 لائحة من بين 917 مرشحاً، يخرج منهم الذين لم يتمكنوا من الانضمام إلى أي لائحة، من المنافسة.

وتوزعت اللوائح، وبعضها غير مكتمل، على الدوائر الانتخابية الـ15 كالآتي: بيروت الأولى: 5 لوائح، بيروت الثانية: 9 لوائح، الشمال الأولى: 6 لوائح، الشمال الثانية: 8 لوائح، الشمال الثالثة: 4 لوائح، البقاع الأولى: 5 لوائح، البقاع الثانية: 3 لوائح، البقاع الثالثة: 5 لوائح، الجنوب الأولى: 4 لوائح، الجنوب الثانية: لائحتان، الجنوب الثالثة: 6 لوائح، جبل لبنان الأولى: 5 لوائح، جبل لبنان الثانية: 5 لوائح، جبل لبنان الثالثة: 4 لوائح، جبل لبنان الرابعة: 6 لوائح.

وغداة انتهاء المهلة، التي بات يفصل بموجبها الحملة الترويجية عن يوم الاقتراع في 6 أيار (مايو) المقبل، 40 يوماً، أفرز تأليف اللوائح مواقف سياسية وائتلافية لافتة، نظراً إلى التناقضات في التحالفات المصلحية غير المبنية على أسس سياسية في بعض المناطق.

وأدى استبدال المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في تحالف «الحزب التقدمي الاشتراكي- تيار المستقبل» في دائرة «البقاع الغربي راشيا» الدكتور غسان سكاف بالنائب اللواء أنطوان سعد في ربع الساعة الأخير، نتيجة إصرار الرئيس سعد الحريري، إلى رد فعل من النائب وليد جنبلاط الذي قال: «كم يفتقر البعض من التيارات السياسية إلى الذوق والأناقة في التعاطي مع الغير، وكم أن الشعارات السياسية التي ينادون بها فارغة وتافهة. خسرنا في آخر لحظة رجل مبدأ، اللواء أنطوان سعد، في مواجهة حلف المصالح والسلطة، حلف الإصلاح المزيف. كل التحية للواء سعد من رفاقك في اللقاء الديموقراطي».

وقال النائب وائل أبو فاعور: «رفضنا التحالف مع التيار الوطني الحر في البقاع الغربي وراشيا، وأن يكون على اللائحة مرشحون لا نتفق معهم في القناعات، لأن هذا التحالف لو حصل كان سيكون انتهازياً مصلحياً لا نقبله لنا ولمن نتشارك معهم في القناعات من أهل المنطقة وقواها، ومنهم تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية الذي كان منطق القناعات وحسن التمثيل يقتضي بأن نكون وإياهما على لائحة واحدة».

في المقابل أعلن رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل بعد زيارته رئيس «الحزب الديموقراطي» الوزير طلال أرسلان عن «اتفاق سياسي بين الجانبين هو أبعد بكثير من تأليف لائحة أو اتفاق على لائحتين أو ثلاث، عنوانه الشراكة الوطنية، وتحديداً الشراكة في الجبل». وقال باسيل: «لم نقل يوماً إن العودة الحقيقية إلى الجبل لم تتم، فالمصالحة تمت، ونحن حرصاء على المحافظة عليها وتعزيزها وتثبيتها بعودة كاملة»، معتبراً أن «هذا التفاهم هو لمصلحة الجميع وليس ضد أحد. ونتمنى ألا يقرأ أحد هذا التفاهم كما تمت قراءة التفاهم مع حزب الله عام 2006». وأعلن أرسلان أن «تحالفنا تثبيت لاتفاقنا على أن الجبل له خصوصية، ونحن حالة سياسية واحدة وتحالف سياسي واحد. وهناك كتلة نيابية ستنتج في الجبل برئاستنا ونكون فيها معاً في السياسة، وتجتمع هذه الكتلة أيضاً، باستثناء طلال أرسلان، مع تكتل التغيير والإصلاح، وتكون لها الخصوصية في التعاطي بأمور الجبل». وختم: «وسيكون هناك اتفاق لاحق على اجتماعات ستضم بعض الأقطاب، ونحن والوزير باسيل سنكون فيها».

وأكد باسيل​، بعد اجتماع «التكتل» في حضور نائب رئيس ​المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي​ أن «من الطبيعي أن يستكمل التلاحم السياسي في ​الانتخابات​ وبعدها، ونحن نعلن تأييد ترشيح الرئيس الفرزلي في ​البقاع الغربي​، والربح سيكون حليفه بانضامه إلى التكامل السياسي».

وبموازاة ذلك، ارتفعت نبرة الهجومات المتبادلة بين «حزب الله» و «المستقبل»، الذي اعتبر زعيمه الحريري أن لوائحه تخوض مواجهة مع اللوائح المدعومة من الحزب. واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي أن «هناك خياراً قدم التضحيات وحمى لبنان من الأطماع الإسرائيلية والتكفيرية وساهم في إنجاز العديد من المشاريع الإنمائية، وخياراً أورث لبنان 80 بليون دولار من دون تأمين الحاجات الأساسية، من المياه والكهرباء والتعليم والاستشفاء والطبابة، قاصداً «المستقبل» والرئيس الحريري.

وقال الموسوي: «حكم هذا الفريق سياسات الدولة الاقتصادية وغير الاقتصادية من التسعينات، وما زال هذا الفريق السياسي هو نفسه الذي حكم البلد ووجه مسيرته الاقتصادية، لا سيما أنهم تسلموا الحكم بمعونة من أصدقائهم في سورية التي ينددون اليوم بوصايتها». 

« هم زفت بالكهرباء والإصلاح والخارجية»

وأمس أعلنت لائحة «معاً للشمال ولبنان» في دائرة الشمال الثالثة. وتوجه المرشح عن دائرة ​زغرتا​، ​طوني فرنجية​ خلال إعلان اللائحة إلى «من يتهمنا بسرقة الزفت»، قائلاً: «للأسف الزفت هو اختصاصهم ولكن في غير مكانه، هم زفت بالكهرباء​ والإصلاح والخارجية، هم زفت بمحاربة الفساد​«. واعتبر أن «برامجهم الانتخايبة تشبه بعضها بعضاً منذ 9 سنوات»، وقال: «نحن لا نعدكم إلا بأن نكون عند حسن ظنكم وأن نصنع الفرق أينما كنا، ونحن لو كنا في ​وزارة البيئة​ لما كنا ردمنا البحر بالنفايات​، ولو كنا بالخارجية لما أقمنا ​الحملات الانتخابية​ على حساب الشعب، ولو كانت لدينا 7 وزارات لجلبنا بواخر السياح وليس بواخر كهرباء، ولو كانت معنا ​وزارة الطاقة​ كنتم صوتم على ضوء».

وزاد: «فليرفعوا الصوت وليتحالفوا مع من يريدون، في 6 أيار الشعب سيسمعهم صوته، وسننهض معكم».