| | التاريخ: آذار ٢٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | مصر: رحلة صندوق الاقتراع... وديعة الناخب «المؤمّنة» | في التاسعة مساءً، وفيما يعلن القاضي المشرف على الاقتراع الرئاسي في مدرسة «أمين فكري» في ضاحية كوبري القبة (شرق العاصمة) انتهاء اليوم الأول من الاقتراع ليل الإثنين– الثلثاء، استعداداً لمغادرة اللجنة، يبدأ عمل آخرين.
عدد من جنود وضباط الجيش والشرطة، يتأهبون لبدء مهمة حراسة صناديق الاقتراع، التي لا يرونها، إذ يتولى رئيس اللجنة قبل مغادرته إحكام إغلاقها وتشميعها (وضع شمع أحمر لكشف أي محاولة لفتحها)، ثم وضعها في غرفة خاصة داخل اللجنة، يتأكد من إحكام نوافذها، ثم يغلق بابها بقفل حديد يحتفظ بنسخ مفاتيحه.
وفيما يغادر رئيس اللجنة، المقر الانتخابي الموجود في محيط سكني، يبدأ حراس القوى الأمنية مهمة حراسة المقر الخاوي سوى من أصوات آلاف الناخبين. ويبلغ عدد المراكز الانتخابية أكثر من 11 ألفاً تضم أكثر من 13 ألف لجنة فرعية، ويُشرف قاضٍ على كل صندوق انتخابي. ويتسع صندوق الاقتراع الشفاف نحو 5 آلاف صوت. ويخصص لكل لجنة فرعية صندوق منفصل لكل يوم من أيام الاقتراع الثلاثة، إذ يغلقه القاضي بعد انتهاء عملية التصويت ولا يعيد فتحه سوى مع بدء عملية الفرز.
ومع بدء يوم انتخابي جديد، يطمئن القاضي على أختام صناديق اليوم السابق، قبل أن يبدأ إجراءات الاقتراع من جديد. وفي ختام اليوم الثالث، لا ينتظر الصندوق الأخير كثيراً حتى فضه إذ تبدأ عملية الفرز مباشرة بعد غلق اللجان، وهي العملية التي يقوم بها القاضي ويحرر محضراً خاصاً بكل صندوق بعدد الأصوات ونتيجة التصويت، يرسله إلى اللجنة العامة (التي تضم عدداً من اللجان الفرعية في المحافظة)، كما تُنقل صناديق الاقتراع تحت حراسة مشددة إلى مقر اللجان العامة ومنها إلى مقر الهيئة الوطنية للانتخابات.
وفي مقر «الهيئة» وسط القاهرة، تنتظر الصناديق مصيرها، فإما تنقل إلى خزائنها في غضون أيام عقب إعلان النتيجة في 2 نسيان (أبريل) المقبل، انتظاراً لإتلافها بعد مرور 4 أعوام (المدة الرئاسية) أو فتحها ومراجعتها من جديد في حال قدمت طعون إلى المحكمة الإدارية العليا. | |
|