التاريخ: آذار ٢٥, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
عفرين كلها في قبضة الجيش التركي وسكّان منبج يعوّلون على الوجود الأميركي
بعد أسبوع على سيطرته على مركز مدينة عفرين، أعلن الجيش التركي أمس سيطرته على كامل بلدات منطقة عفرين وقراها شمال سورية، فيما اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه «لا يحق لأحد القول إن تركيا تحتل سورية».

وقال أردوغان في مؤتمر لحزب «العدالة والتنمية» الذي يترأسه إن «الجميع في سورية ما عدا تركيا، موجودون هناك لنوايا وتكتيكات مختلفة»، مضيفاً: «سنكون في أقرب وقت إلى جانب أشقائنا الذين ترنو أعينهم وقلوبهم إلينا على طول الحدود السورية».

ورأى الرئيس التركي أن «أشقاءنا يبعثون برسائل يطالبون فيها تركيا بإحلال الأمن والاطمئنان والاستقرار، بدءاً من تل رفعت ومنبج وتل أبيض ورأس العين وكل المناطق هناك»، مؤكداً «أننا لن نقف متكوفي الأيدي تجاه نداءاتهم وسنلبي طلبهم»، فيما ذكرت وسائل إعلام تركية أن متظاهرين في بلدات سورية طالبوا أنقرة بالتدخل في بلداتهم الخاضعة لسيطرة الأكراد.

واعتبر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس أن «الانتقادات اللاذعة التي تتعرض لها بلاده بسبب عمليتها في سورية، تصدر من دول وأطراف لها علاقات جيدة وتعاون وثيق مع الإرهابيين».

وأكد أن «الإرهاب هو هدف بلاده في سورية أينما كان، «سواء في غرب نهر الفرات أو شرقه، مشيراً إلى أن أنقرة ستواصل عملياتها للقضاء على الإرهاب». وشدد على أنه «لن يكون بمقدور أحد بعد اليوم إعادة رسم المنطقة رغماً عن تركيا».

توازياً، أعلن الجيش التركي سيطرة قوات «غصن الزيتون» على كامل قرى منطقة عفرين وبلداتها من المقاتلين الأكراد وتنظيم «داعش». وذكر بيان الجيش أن هذه القوات تتخذ تدابير احترازية من أجل ضمان عودة آمنة للمدنيين إلى منازلهم. وأكد أن «القوات التركية تجري تمشيطاً للمنطقة، من أجل تفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها الإرهابيون».

وأوضح رئيس هيئة الأركان خلوصي آكار»أن الملاجئ التي عثر عليها في عفرين لا يمكن أن تكون من صنع المسلحين وحدهم»، مؤكداً أنها «بُنيت بتخطيط من دولة ما».

إلى ذلك، نفى الناطق باسم الخارجية التركية حامي أقصوي استهداف قوات بلاده مناطق أثرية وكنيسة، بعد معلومات عن قصف طائرات تركية موقع براد الأثري، جنوب عفرين، وكنيسة جوليانوس التاريخية.

وأكد أقصوي أن مقاتلات بلاده لم تنفذ أي غارة جوية على المنطقة، مشيراً إلى أن الكنيسة تعرضت سابقاً لأعمال تخريب من مجموعات مسلحة عام 2013، وهي معلومة «يمكن التأكد من صحتها بكل سهولة».

ماكرون يطالب أردوغان بالتركيز على مكافحة «داعش»
باريس، أنقرة – «الحياة»، أ ف ب، رويترز 
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه البالغ من الوضع في عفرين شمال سورية، مطالباً نظيره التركي رجب طيب أردوغان التي تشن قوات بلاده عملية عسكرية في المنطقة بـ «إتاحة دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين» والتركيز على مكافحة تنظيم «داعش».

وبعد ساعات من إعلان مصدر في الرئاسة التركية أن أردوغان أعرب لماكرون عن «انزعاج» أنقرة من تصريحات «لا أساس لها» في شأن الهجوم التركي، أفاد قصر الإليزيه في بيان أمس أن الرئيس الفرنسي اتصل بنظيره التركي ليعرب عن قلقه إزاء الهجوم.

وشدد ماكرون على «ضرورة إفساح المجال كاملاً أمام ادخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وإعطاء الأولوية المطلقة لمكافحة «داعش»، ما يعتبر رهاناً أمنياً وطنياً لفرنسا».

ولفت بيان الإليزيه إلى أنه «إزاء تدهور الأوضاع الناتجة عن تدخل روسيا وإيران وتركيا في سورية» دعا ماكرون هذه الدول إلى احترام وقف النار فوراً في أنحاء البلاد كافة والعمل لحلّ سياسي دائم. وأشار كذلك إلى أنه «على هذا الأساس أعرب رئيس الجمهورية عن رغبته في الاتفاق مع نظيره التركي على مواصلة المبادلات المعمقة والمكثفة خلال الأيام القليلة المقبلة في شأن سورية».

وكان مصدر في الرئاسة التركية أفاد مساء أول من أمس بأن أردوغان أبدى «انزعاجه من التعليقات التي لا أساس لها» في شأن عملية غصن الزيتون». وكرر أردوغان أن العملية التي تشنها بلاده شمال سورية تهدف إلى «إبعاد التهديدات ضد الأمن القومي التركي وضمان السلام في المنطقة».

وخلال محادثة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الإثنين الماضي، أعرب ماكرون عن «قلق بالغ»، لا سيما في شأن الوضع في عفرين، ودعا «روسيا إلى بذل أقصى جهودها لوقف المعارك والخسائر في صفوف المدنيين» في سورية.

وكانت أنقرة اعترضت مراراً على تصريحات باريس في شأن عفرين، خصوصاً عندما حذر ماكرون من «غزو» تركيا شمالَ سورية، وكذلك عندما قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن مخاوف تركيا «المشروعة» شأن أمن حدودها لا تبرر العملية الجارية في عفرين واعتباره أن أنقرة انتهكت القانون الدولي في سورية.

سكّان منبج يعوّلون على الوجود الأميركي

منبج (سورية) – أ ف ب 
في سوق مكتظة في منبج السورية، لا يبدّد الروتين اليومي خشية الغالبية الكردية في المدينة من هجوم تركي محتمل. وعلى رغم تأكيد أنقرة بعد سيطرتها على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية عزمها توسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل مدناً أخرى في شمال سورية بينها منبج، فإن سكانها الذين عانوا من تنظيم «داعش» سابقاً، يعولون راهناً على وجود القوات الأميركية لحمايتهم.

في سوق الأحذية في وسط مدينة منبج، يؤكد حميد الدملخي (50 سنة) أن «الجميع خائفون». ويضيف: «هم طماعون، إلى أين يعتقد نفسه أنه ذاهب؟» في إشارة الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكنه يعتبر أنه «يوجد رجال يستطيعون حماية منبج».

وخلال تبضّعها في «سوق المُغطى»، تقول ريم (30 سنة) «لم نعد نريد معارك في منبج، نعيش الآن استقراراً، لكننا خائفون على أطفالنا».

ولم تتعاف مدينة منبج بعد من آثار الدمار في شوارعها وأبنيتها، جراء معارك شرسة خاضتها «قوات سورية الديموقراطية» المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم أميركي ضد التنظيم. وانتهت بطرده منها في آب (أغسطس) 2016. وإثر انتهاء المعارك، تمركزت قوات أميركية على أطراف منبج.

وفي وسط السوق، لا يخفي الصراف علي الصطاف (50 سنة) شعوره بالاطمئنان، إثر زيارة قام بها وفد أميركي الخميس إلى المدينة، ضم ممثل وزارة الخارجية ومسؤولاً في التحالف الدولي. ويوضح: «يشعرنا ذلك بالراحة، وعدا ذلك هناك خوف».

وشملت جولة الوفد الأميركي في منبج زيارة السوق الرئيس، إضافة إلى عقد اجتماع مغلق مع مسؤولين في المجلس المدني لمنبج. وقال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في منبج ابراهيم القفطان: «لن يكون هناك هجوم على منبج وحصلنا على تطمينات من الوفد».