| | التاريخ: آذار ٢٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | لبنان: ماكينات الانتخاب تكثّف عملها لتشكيل اللوائح و «هيئة الإشراف» تلوّح بتحرك قضائي | مع انتهاء مهلة سحب الترشيحات إلى الانتخابات النيابية، منتصف ليل أمس، زادت الماكينات الانتخابية من وتيرة عملها، لتشكيل اللوائح قبل انقضاء مهلة التسجيل الإثنين المقبل. وبدأت تتوضح معالم التحالفات. وسجل وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون اللائحة الأولى في دائرة بيروت الأولى في وزارة الداخلية، وتضم: ميشال فرعون (روم كاثوليك)، نديم الجميل (ماروني)، عماد واكيم (روم أرثوذكس)، رياض عاقل (أقليات)، أويديس داكسيان (أرمن أرثوذكس)، ألينا كلونسيان (أرمن أرثوذكس)، كارول بابكيان (أرمن أرثوذكس) وجان طالوزيان (أرمن كاثوليك).
وبعد الانتقادات التي وجهت إليها والى طريقة عملها، خرجت «هيئة الإشراف على الانتخابات» عن صمتها فأكدت أنها «تسجل المخالفات المرتكبة إزاء القانون الانتخابي، واتخذت القرارات والإجراءات المناسبة».
وحذرت الهيئة بعد اجتماعها برئاسة القاضي نديم عبد الملك «كل من يتعاطى الشأن الانتخابي من مرشحين وقيادات سياسيّة ووسائل إعلام من التمادي، كما من عدم احترام القوانين والاستمرار في المخالفات الواضحة والصريحة التي تسجلها الهيئة، وآخرها مخالفة قواعد السلوك واستخدام مراكز عامة وطنية للمهرجانات الانتخابية وهي مخالفات ستحيلها على المراجع المختصّة».
وحذّرت من «الانتقاد العشوائي والتشكيك في صدقية عملها وإطلاق الاتهامات جزافاً الى حد الإهانة والتجريح بأعضائها والتحريض عليها»، مؤكدةً انها «لن تقبل هذا الأمر وهي في صدد إعداد ملفّ موثّق للتحرك في اتجاه القضاء لوضع حد لهذا الفلتان في المواقف».
إخبار عن رشى انتخابية
وتقدم النائب سيرج طورسركيسيان أمس بطلب اعتبار تصريحه عن التدخلات والرشى إخباراً، وتكليف من يلزم من الأجهزة الأمنية المختصة لإجراء التحقيقات اللازمة حول الرشوة الانتخابية والمال الانتخابي المباشر وغير المباشر الذي يحصل في دائرة بيروت الأولى، واحيل الملف على النائب العام الاستئنافي في بيروت.
وتحدث المرشح عن المقعد السني في طرابلس توفيق سلطان، عن «مخالفات فاضحة ستؤثر في نزاهة الانتخابات وقانونيتها»، وكشف أنه في صدد التقدم باستدعاء الى هيئة الإشراف وتسجيل هذه المخالفات رسمياً. وقال: «إن المحافظ رمزي نهرا يقوم بتسخير الأجهزة لفريق دون آخر. كما يقوم بجولات انتخابية مع المرشحين ويجهر بانتمائه الحزبي».
وأكد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي «ضرورة التصويت بكثافة لـ«لائحة العزم» لكي نستطيع ترجمة قوتنا في المجلس النيابي، وعندها سيكون صوتنا وتأثيرنا في صنع القرار أقوى». ولفت إلى أن «في ظل هذا القانون، لا رابح مطلقاً، ولا خاسر مطلقاً، على أمل بأن تكون طرابلس الكتلة الوازنة، ونستطيع مع جميع المستقلين تكوين كتلة نيابية وطنية».
تحذير من «خطف قرار بيروت»
وأكد الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري، أن «المعركة في الانتخابات هي بين مشروعين، المشروع الذي انتهك كرامة بيروت في 7 أيار(مايو) 2008، والمشروع الذي يريد كرامة بيروت والمؤسسات والدولة». مشيراً الى أن «7 أيار 2018 سيكون يوم رد الثأر لـ7 أيار 2008، لكن ليس على طريقتهم، بل على طريقتنا في صناديق الاقتراع، ليكون 7 أيار 2018 يوماً حضارياً ننتصر فيه على منطق الدويلة والسلاح غير الشرعي».
وإذ دعا البيارتة إلى «رفع نسبة التصويت»، حذّر من «المحاولات الجارية لخطف قرار بيروت والسيطرة عليه»، مشيراً إلى أن «عدم التصويت يساعد في إنجاح هذه المحاولات لخطف قرار بيروت»، منوهاً «بوعي البيارتة لخطورة هذه المحاولات». واعتبر أن «بعض اللوائح في بيروت يصب في خدمة مشروع «حزب الله»، ما يحتم على الجميع تحفيز الناس من أجل رفع نسبة التصويت، لأن في ذلك حفاظاً على مستقبل بيروت، وقرارها وموقعها».
بري يتخوف من مرحلة ما بعد الانتخابات
اعتبر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن لوائح «الأمل والوفاء» (تحالف «أمل» - «حزب الله») لا تمثل احتكاراً انتخابياً إنما العكس صحيح. ولو كان الأمر كذلك لكنا وجدنا لوائحنا فازت بالتزكية، وهذا ما لم يحصل ونحن ذاهبون إلى الانتخابات وغداً لناظره قريب».
وتابع بري من مقر إقامته في بلدة المصيلح (الجنوب) مع وفود شعبية التحضير للاستحقاق الانتخابي.
والتقى سفير فلسطين لدى لبنان اشرف دبور. وجرى خلال اللقاء اتصال هاتفي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس بري تناول المستجدات على الساحة الفلسطينية في ضوء تطورات قطاع غزة والعلاقات الفلسطينية- الفلسطينية وأهمية توحيد الموقف الفلسطيني، بالإضافة الى العلاقات اللبنانية- الفلسطينية».
وتلقى بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم.
وأوضح نواب التقوا بري كلاماً نقل عنه عن «مؤشرات سلبية قد تطرأ إقليمياً بعد الانتخابات النيابية»، ودعوته الى «التحصن لمواجهتها» بأنه «بمثابة حض على تعزيز الوحدة الداخلية الكفيلة وحدها بمواجهة التحديات والتداعيات المقبلة، التي قد يشكل نقل السفارة الأميركية الى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل خط البداية لمؤامرات تستهدف العرب ودول المنطقة».
ونقلت «المركزية» عن زوار بري أن رئيس المجلس يرى أن «الخلافات على أشدّها بين أهل البيت الفلسطيني من جهة ومع المحتل (إسرائيل) من جهة ثانية، والعمل على اعتبار القدس عاصمة نهائية للدولة اليهودية وهضم حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وإزاحته منها باتجاه الأردن ومصر وسواهما من دول الشتات وتوطينه فيها، لن يمر على خير انما قد يجر على الأقل الى مناكفات وإشكالات قد تهز الاستقرار والسلم الأهلي في اكثر من دولة عربية واقليمية، ولا يمكن الإسقاط من الحسبان مواقف عربية وغربية خجولة أو عدم معترضة على هذه المؤامرة ومنها بالطبع واشنطن الداعمة كل هذا السيناريو. ثم هناك العراق وسورية حيث الأرض لا تزال مشتعلة والخرائط ترتسم معالمها في ساحات المعارك والأحداث المؤسفة التي تؤدي الى فرز الشعب الواحد الى مكونات مذهبية وعرقية تصعب إعادة دمجها وتعايشها ان لم يستحل ذلك في بعض المناطق والأماكن».
واعتبر بري حسب زواره أن «الأخطر ما يجرى في عفرين، وما يتم رسمه من الأميركيين والأتراك على حد سواء ليس للاكراد وحسب انما لسورية والمنطقة ككل حيث الأرض هناك تختصر ما يعد ويرسم من معالم لجغرافيات او على الأقل لكيانات جديدة».
سلام بعد لقائه الشامسي وبخاري: وجوب الانتخاب بعيداً من الضغوط
حرص سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى لبنان حمد بن سعيد الشامسي ورئيس بعثة المملكة العربية السعودية لدى لبنان القائم بأعمال السفارة الوزير المفوض وليد بخاري، على تأكيد دعم بلديهما الكامل للعملية الديموقراطية التي ستجري في 6 أيار (مايو) المقبل وأن تصل إلى تجديد الحياة البرلمانية في لبنان».
وكان الديبلوماسيان زارا أمس، الرئيس السابق للحكومة تمام سلام في حضور الوزير السابق محمد المشنوق. وقال سلام «إن الدبلوماسيين أكدا له متابعة دولتيهما الأجواء السياسية في لبنان، وتم تأكيد ضرورة إعطاء اللبنانيين الفرصة الكاملة لتحديد خياراتهم السياسية بكل حرية بعيداً عن أي ضغوط أو تهديدات أو تأثيرات إقليمية ودولية، مع الأمل في أن تكون للمرحلة المقبلة تصورات إيجابية تؤكد وحدة لبنان وقياداته السياسية».
ولفت سلام إلى أن «الحوار طاول المؤتمرات الدولية الداعمة للبنان، وتأكيد رغبة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بضرورة النهوض بلبنان في الظروف التي يتحمل فيها وطأة النزوح السوري، إضافة إلى الأعباء الاقتصادية المتراكمة عليه».
وكان بخاري دشن حديقة «رياض سلام» في حرم السفارة لمناسبة اليوم العالمي للغابات وحضور عدد من السفراء العرب ومحافظ مدينة بيروت زياد شبيب وشخصيات وجرى زرع أول شجرة أرز فيها. واعتبر بخاري أن زرع شجرة الأرز كأول نبتة في الحديقة «دلالة على صلابة العلاقة السعودية- اللبنانية». ورد المحافظ شبيب بـ «أن العلاقات التاريخية بين لبنان والسعودية تشبه الأرزة من حيث تجذرها وقدرتها على مقاومة كل الصعوبات وتخطيها».
من جهة أخرى، زار سفير بريطانيا لدى لبنان هيو شورتر بلدة عرسال الحدودية مع سورية للمرة الأولى. كما زار واحداً من سبعة أبراج عسكرية حدودية تابعة للجيش اللبناني يشرف منها فوج الحدود البرية الثاني على الحدود مع سورية، تم تمويلها بنحو 2.5 مليون دولار بمساهمة المملكة المتحدة. | |
|