| | التاريخ: آذار ٢٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | اتفاق لإجلاء مسلحي «أحرار الشام» من حرستا | بيروت، عمان – «الحياة»، رويترز
في خطوة هي الأولى من نوعها في المعقل الأخير لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة السورية دمشق، أكدت مصادر في المعارضة السورية التوصل إلى اتفاق بوساطة روسية يفضي بإجلاء مسلحي «حركة أحرار الشام» من حرستا إلى إدلب في شمال غربي سورية بعد موافقتهم على إلقاء أسلحتهم في مقابل المرور الآمن.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين في المعارضة تأكيدهما التوصل إلى اتفاق بوساطة روسية لإجلاء مجموعة من المسلحين من حرستا إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأضاف المصدران أن مقاتلين من «أحرار الشام» التي تسيطر على حرستا المحاصرة وافقوا على إلقاء أسلحتهم في مقابل العبور الآمن إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة، وعرض بالعفو عمّن يرغبون في البقاء بموجب شروط مصالحة محلية مع السلطات، لكن لا يوجد ما يشير لموعد تنفيذ الاتفاق، فيما أوضح مصدر مطلع على المحادثات أن «عقبات قد تؤدي إلى تأجيل تنفيذه بضعة أيام».
وأكد مسؤول مطلع على المحادثات أن المدنيين الباقين في المدينة «يواجهون معاناة يصعب التعبير عنها».
ونقلت وسائل إعلام تابعة للمعارضة عن مسؤول محلي في حرستا، الخاضعة لسيطرة المعارضة، قوله إن هناك اتفاقاً جرى التوصل إليه لكنه لم يحدد متى يُتوقع تنفيذه.
من جانبه، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى اتفاق يقضي بإخراج جرحى وعائلاتهم وعناصر من «أحرار الشام» مع أسرهم في اتجاه إدلب، لافتاً إلى أن «جيش الإسلام» حاول فك الحصار عبر السيطرة على مسرابا.
توازياً، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية «خروج 315 شخصاً من حرستا عبر معبر الموارد المائية من بينهم 15 مسلحاً من «أحرار الشام» رغبوا بإلقاء السلاح».
وقال الناطق باسم المركز اللواء فلاديمير زولوتوخين إنه «لضمان الخروج الآمن للمدنيين من ضاحية حرستا في الغوطة الشرقية، بدأ الممر الإنساني الثالث بالعمل، وخلال اليوم خرج 315 شخصاً عبر الممر، بمن فيهم 15 متشدداً قرروا الاستسلام». ولم تعلّق «أحرار الشام» على الإعلان الروسي.
واستعادت قوات النظام وقوات متحالفة معها 70 في المئة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة في الغوطة، فيما يفر المدنيون بالآلاف بعد قصف بدأ قبل أسابيع.
وأتى اتفاق الإجلاء بعد سنوات من الحصار والقصف وهي سياسة استراتيجية رئيسة يتبعها النظام لإرغام المسلحين على الاستسلام وساعد ذلك الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة مدينتي حلب وحمص بالكامل ومناطق أخرى.
وشنّ مقاتلون من المعارضة هجوماً كبيراً العام الماضي على ثكنات للجيش على مشارف حرستا، ما دفعه للرد بهجمات دامية كانت من الأعنف في السنوات الماضية.
وساء الوضع بالنسبة لمقاتلي المعارضة المحاصرين في حرستا، وهم بالمئات، بعد نجاح النظام في وقت سابق من الشهر في تقسيم الغوطة إلى ثلاث مناطق محاصرة، ما جعل حرستا معزولة عن بقية المناطق. وكان النظام منح الأحد الماضي المسلحين في حرستا مهلة للانسحاب وفق ما أفادت وسائل الإعلام الرسمية، فيما أكد سكان ورجال إنقاذ أن الطائرات الروسية كثفت القصف على حرستا بينما كانت المحادثات في شأن الاتفاق جارية.
ويزيد اتفاق حرستا الضغط على جماعتي المعارضة الرئيستين وهما «فيلق الرحمن» في المنطقة الجنوبية و «جيش الإسلام» في المنطقة الشمالية للتوصل أيضاً إلى تفاهمات، على رغم أنهما أكدا في وقت سابق رفض عرض روسي لمغادرة الغوطة.
وأعلن مسؤول في المعارضة إن الخيار الأكثر ترجيحاً هو نقل مقاتلي «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام «إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية وجنوبها.
| |
|