التاريخ: آذار ١٩, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
مصر: نسبة الاقتراع الرئاسي في الخارج تعزز الإقبال عليها داخلياً
سادت موجة من التفاؤل في مصر بسبب كثافة اقتراع المصريين في انتخابات الرئاسة في الخارج على مدى الأيام الثلاثة الماضية، إذ واصلت الجاليات التدفق بكثافة على مقار لجان الاقتراع في السفارات والقنصليات المصرية، وسط أجواء احتفالية.

وأجريت الانتخابات في الخارج في 124 دولة وأكثر من 130 مقراً انتخابياً. وعكس مشهد الاقتراع خارجياً موجة تفاؤل بالاقتراع في الداخل، فبعدما كان مراقبون يرون أن الانتخابات ستشهد عزوفاً عن المشاركة في ظل غياب التنافسية بين الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي ومنافسه الوحيد رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى، باتت التوقعات تُرجح نسب مشاركة عالية مدفوعة بإقبال المصريين في الخارج على الاقتراع، ما يعزز نجاح الحُكم في كسب رهان المشاركة في الاقتراع.

وقال سفراء في تصريحات لمحطات تلفزيونية مصرية، إن حجم الاقتراع في هذه الانتخابات سيتخطى مثيلتها في العام 2014.

ولم يأتِ المشهد الانتخابي المميز في الخارج عفوياً، إذ سبقته جهود ملحوظة من السفارات التي خططت بالتعاون مع رجال أعمال وأبناء الجاليات، لإخراج عملية اقتراع ممتدة على مدار ثلاثة أيام في أزهى صورة. وتحولت السفارات إلى «خلايا» تعمل في صور منظمة وفق أدوار محددة وشاملة، فيما كان يقتصر دور السفارات في الانتخابات السابقة على فتح باب الاقتراع والفرز.

مقاطع الفيديو والصور من مراكز الاقتراع عكست تنظيماً دقيقاً، فنصبت مظلات في محيط السفارات، حيث امتدت طوابير المقترعين لكيلومترات أحياناً، ووضعت متاريس لتحديد أماكنها، ونصبت خيام للانتظار لكبار السن والأطفال، ونُشر متطوعون لتقديم المساعدات، فضلاً عن تقسيم عملية الاقتراع في بلدان عدة إلى فئات، إذ خصصت أيام العطل لاقتراع العائلات، والسبت والأحد للعمال.

وكان السفير المصري في عمان محمد غنيم قال إن تخصيص اليوم الأول للاقتراع «كيوم للأسر المصرية» لتوفير حيز للترفيه والتواصل بين الأسر في الخارج على هامش الاقتراع، وقضاء يوم «اجتماعي ثقافي ترفيهي».

كما لعب رجال الأعمال دوراً تنظيمياً، إذ تطوع عدد منهم بتوفير باصات لنقل العمال من شركاتهم ودوائرهم إلى السفارات، كما في السعودية التي تضم أكبر جالية (نحو 3 ملايين مصري)، وفي الكويت وفرت السفارة باصات لنقل المصريين من مناطق معينة إلى مقر السفارة.

ولم تقتصر خطة التنظيم على الاقتراع، إذ سبقها، بث مقاطع على مواقع السفارات، وفي مجموعات تضم أبناء الجاليات على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» تشرح تفصيلياً طريقة الاقتراع، والأوراق اللازمة لذلك، وأهمية المشاركة.

ويُنتظر أن تظهر اليوم مؤشرات أولية غير رسمية عن حجم المشاركة مع فرز أصوات الناخبين في اللجان الفرعية في حضور مندوبي المرشحين، قبل إرسال محاضر الفرز إلى القاهرة لتتسلمها الهيئة الوطنية للانتخابات التي لن تُعلن نتائج رسمية قبل إنهاء الاقتراع في الداخل الذي سيجرى أيام 26 و27 و28 آذار (مارس) الجاري.