| | التاريخ: آذار ١٩, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | حسم في الغوطة وعفرين يرجح «صفقة» | بيروت، إسطنبول، عفرين (سورية) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تسارعت التطورات الميدانية على جبهتي الغوطة الشرقية قرب دمشق وعفرين شمال سورية في شكل متوازٍ، ما دفع «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى وصف ما يجري بصفقة «عفرين مقابل الغوطة الشرقية» باتفاق روسي- تركي. وتوعّدت الوحدات الكردية الجيش التركي بتحويل عفرين إلى «كابوس» وبـ «تحرير كل شبر منها» بعد ساعات من إعلان أنقرة سيطرة قواتها وفصائل من «الجيش السوري الحر» على مركز المدينة بالكامل، فيما زار الرئيس السوري بشار الأسد الغوطة للمرة الأولى منذ سنوات بعد سيطرة قواته على ما يزيد على 80 في المئة من مساحتها.
وهدد الأكراد، في أعقاب خسارتهم مدينة عفرين في شكل مفاجئ أمس، بـ «المواجهة وضرب» القوات التركية حتى استعادة المنطقة التي شكلت طوال خمس سنوات إحدى الأقاليم الثلاثة التي أنشأوا فيها الإدارة الذاتية.
وذكرت الإدارة الذاتية الكردية لعفرين أن «الحرب ضد الاحتلال التركي والقوى التكفيرية المسماة بالجيش الحر، دخلت مرحلة جديدة». وأضافت أن «قواتنا موجودة في كل مكان من جغرافيا عفرين»، مشيرة إلى «الانتقال من حرب المواجهة المباشرة إلى تكتيك الكر والفر، وستقوم هذه القوات بضرب مواقع العدوان التركي ومرتزقته في كل فرصة». وزادت: «ستتحول قواتنا في كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة إليهم. المقاومة في عفرين ستستمر حتى تحرير كل شبر منها».
ووصف «المرصد» عفرين بـ «مدينة شبه خالية من السكان»، فيما رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بما حققته قواته، معتبراً أن «رموز الأمن والسكينة ترفرف في مركز مدينة عفرين بدل أعلام الإرهاب، ففيها الآن ترفرف الأعلام التركية وأعلام الجيش السوري الحر». من جانبه، أشار ناطق باسم «الجيش السوري الحر» إلى أن مقاتلي المعارضة دخلوا عفرين فجر أمس من ثلاث جبهات من دون مقاومة.
وعلى جبهة ثانية، تشهد مفاوضات لانتقال مسلحي المعارضة إلى مناطق أخرى، زار الرئيس السوري بشار الأسد أمس قواته المنتشرة في الغوطة الشرقية بعدما استعادت السيطرة على أكثر من 80 في المئة من مساحتها.
ونشرت حسابات الرئاسة صوراً للأسد وسط جنوده أمام دبابة، وأرفقتها بتعليق «على خطوط النار في الغوطة الشرقية». وتعد هذه الزيارة الأولى للأسد إلى المنطقة منذ سنوات، بعدما كانت تحولت إلى معقل للفصائل المعارضة عام 2012.
بموازاة ذلك، واصل آلاف المدنيين فرارهم من مناطق لا تزال تسيطر عليها الفصائل في الغوطة في اتجاه أخرى تسيطر عليها قوات النظام التي فتحت، بالتعاون مع روسيا، معابر لخروج المدنيين قبل نقلهم إلى مراكز إيواء. وأفاد «المرصد» بارتفاع حصيلة الفارين من الغوطة منذ الخميس الماضي، إلى 65 ألف مدني، فيما شهدت المنطقة هدوءاً نادراً أمس في انتظار نتائج المفاوضات بين فصائل من المعارضة المسلحة والأمم المتحدة للتوصل إلى وقف للنار. وأمهلت قوات النظام مقاتلي المعارضة في حرستا، التي تسيطر على أجزاء منها «حركة أحرار الشام»، حتى عصر أمس للانسحاب، فيما أفادت مصادر بأن لجنة تفاوض خرجت من المدينة إلى دمشق لوضع آلية الخروج، في ظل وقف العمليات العسكرية في المنطقة.
| |
|