| | التاريخ: آذار ١٤, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | إجلاء طبي من الغوطة... ومئات المسلحين من حيّ القدم | بيروت، لندن– «الحياة»، رويترز
غادر مدنيون من المرضى والجرحى جيباً خاضعاً لسيطرة المعارضة السورية في مدينة دوما في الغوطة الشرقية أمس، بموجب أول عملية إجلاء طبي منذ الهجوم الكبير الذي بدأته القوات النظامية بدعم روسي على المنطقة قبل نحو شهر. وعرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات تظهر مدنيين مرضى ومصابين وهم يغادرون المنطقة، ونساء يحملن أطفالاً صغاراً ورجالاً يسيرون مستندين إلى عكازين ومسنّاً على مقعد متحرك وسط مجموعة من جنود النظام قرب معبر الوافدين.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 150 شخصاً يعانون حالات مرضية بينهم عشرات الأطفال، تم إجلاؤهم من المنطقة عبر 3 دفعات أمس، موضحاً أن هذه الدفعات خرجت من الجيب المتبقي تحت سيطرة «جيش الإسلام» في الغوطة والمتمثل بمنطقتي دوما والريحان. وأشار إلى أن المرضى نُقلوا إلى مراكز إيواء في مناطق خاضعة لسيطرة القوات النظامية في ريف دمشق، تمهيداً لنقل المزيد من الحالات والتي يقدر تعدادها بالمئات.
وفيما تواصلت عمليات إجلاء مدنيين من مناطق «جيش الإسلام»، أشار «المرصد» إلى أن القوات النظامية أجلت مئات المقاتلين المعارضين وأسرهم من حي القدم الخاضع لسيطرة المعارضة جنوب دمشق. والمنطقة غير موصولة بالغوطة لكنّ عملية الإجلاء خطوة جديدة في حملة النظام للقضاء على وجود الفصائل قرب العاصمة.
وقال ياسر دلوان مدير المكتب السياسي في جماعة «جيش الإسلام» أكبر فصائل الغوطة، إن الأشخاص الذين غادروا دوما هم أول دفعة من المرضى من المتوقع إجلاؤهم. وأضاف أنهم ضمن قائمة تضم نحو ألف شخص قال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم في حاجة لعلاج طبي عاجل خارج المنطقة.
ومع تقسيم المنطقة إلى أجزاء متفرقة بسبب توغل القوات النظامية، قال دلوان إن فصيله مسؤول عن الإجلاء من دوما فقط وليس بقية البلدات، مضيفاً أنه «في حال استمرّ الاتفاق مع روسيا فسيجري إجلاء المئات بدفعات للعلاج منهم في دمشق ومنهم خارج سورية».
وأشار ناشطون معارضون إلى أن النظام يحاول أن يروّج على أن عملية الإخلاء هي «تهجير» لمدنيي الغوطة، من خلال تصويرهم وهم يغادرون على متن حافلات خضراء في مخيم الوافدين، مؤكدين عودة المرضى إلى الغوطة بعد تعافيهم، وفق ما أفاد موقع «سمارت» المحسوب على المعارضة.
وكان «جيش الإسلام» أعلن الإثنين توصله لاتفاق مع روسيا بواسطة الأمم المتحدة، على إجلاء مصابين. غير أن حمزة بيرقدار الناطق باسم الفصيل تعهد أمس، بأن المقاتلين «سيواصلون الدفاع عن الغوطة حتى النهاية ولن ينسحبوا من المنطقة».
ميدانياً، قصفت القوات النظامية مناطق خاضعة لسيطرة «فيلق الرحمن» ثاني أكبر فصائل الغوطة. واستهدف القصف مدينتي عربين وحرستا، فيما ألقى الطيران المروحي براميل عدة متفجرة على مناطق في بلدة حمورية.
وأفادت وحدة «الإعلام الحربي» التابعة لـ «حزب الله» اللبناني بأن القوات النظامية واصلت هجومها أمس، وتمكنت من السيطرة على بعض الأراضي الزراعية حول بلدة جسرين.
| |
|