| | التاريخ: آذار ١١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | أردوغان يلوّح باستكمال القتال وصولاً إلى القامشلي | بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب
توعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستكمال العمليات العسكرية الدائرة في شمال غربي سورية وصولاً إلى مدينة القامشلي شمال البلاد الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) والمدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
أتى ذلك فيما أشار وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو إلى «اتفاق» مع واشنطن على تحقيق الاستقرار في مدينة منبج، الذي هدّد أردوغان أيضاً بـ «تطهيرها» من مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية واصفاً إياهم بـ «الإرهابيين».
وقال أردوغان في كلمة ألقاها خلال المؤتمر العام لفرع حزب «العدالة والتنمية» في ولاية مرسين جنوبي البلاد أمس، إن «بعد تطهير عفرين من الإرهابيين، سنتوجه إلى منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين، والقامشلي لتطهير كل هذه المناطق أيضاً من الإرهابيين». وأضاف في الخطاب الذي نقلته وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن أنقرة «لو تخلت عن ضميرها وأخلاقياتها لكان باستطاعتها السيطرة على منطقة عفرين السورية خلال ثلاثة أيام».
ومنبج، هي المدينة الرئيسية الثانية التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» شرق عفرين وتنشر فيها واشنطن عدداً من الجنود. أما عين العرب، التي يطلق عليها الأكراد «كوباني»، فتتمتع بأهمية رمزية كبيرة لأنها كانت مركزاً لمعارك مع إرهابيي تنظيم «داعش»، انتصر فيها الأكراد في نهاية الأمر. وتُعد القامشلي المدينة الرئيسية في المنطقة التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد.
ودعا أردوغان الدول الأعضاء في حلف «شمال الأطلسي» (ناتو) للمشاركة مع تركيا بالمعارك في سورية.
وقال إن أنقرة لبت دعوات «الحلف» للمشاركة في حروب أفغانستان والصومال والبلقان، متسائلاً عن سبب عدم تلبية «ناتو» الدعوة التركية هذه المرة.
وسبق ذلك إعلان أردوغان أول من أمس، أن قواته تستطيع أن تدخل «في أي لحظة» مدينة عفرين، في إطار الهجوم الذي تشنّه أنقرة وفصائل سورية موالية لها منذ نحو شهرين ضد المنطقة ذات الغالبية الكردية.
إلى ذلك، أـكّد جاويش أوغلو أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على تحقيق الاستقرار في مدينة منبج ومدن شرق نهر الفرات.
وقال في تصريحات لصحيفة «دي تسايت» الألمانية نقلتها وكالة «الأناضول» أمس، إن أنقرة وواشنطن أسستا مجموعة عمل من أجل هذا الملف، موضحاً أنه سيجري لقاء مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في 19 الجاري للتباحث في هذه المسألة.
وأعرب عن أمل تركيا في أن «تتوقف الولايات المتحدة عن تقديم الدعم للمنظمات الإرهابية»، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد.
وأكد جاويش أوغلو أن عملية «غصن الزيتون» العسكرية التي ينفذها الجيش التركي وفصائل من «الجيش السوري الحر» في منطقة عفرين، هدفها «القضاء على التهديدات» الموجهة ضد بلاده.
قوات «غصن الزيتون» تسرّع عملياتها في اتجاه وسط عفرين
لندن، أنقرة – «الحياة»، رويترز
واصلت القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحر» المساندة لها تسريع عملياتها العسكرية في منطقة عفرين شمال غربي سورية، بهدف الوصول إلى مركز المدينة وإطباق الحصار عليها بشكل كامل. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن القتال بين قوات عملية «غصن الزيتون» ومقاتلي «وحدات حماية الشعب» تواصل على محاور في شمال شرقي مدينة عفرين وشمال غربها، كما في شرقها وجنوبي غربها.
وترافقت هذه المعارك مع تقدّم جديد أحرزته قوات «غصن الزيتون» إذ تمكنت أمس من السيطرة على 9 قرى جديدة في منطقة عفرين، لتصبح بذلك ممسكة بـ38 في المئة من مجموع قرى المنطثة، من ضمنها 5 بلدات رئيسية وهي جنديرس وشرَّا وراجو وبلبلة والشيخ حديد.
وأوضح «المرصد» أن قوات غصن الزيتون باتت على بعد مسافة أقل من 4 كيلومترات من الجهة الشمالية الشرقية لعفرين، في حين وصلت لمسافة أقل من 6 كيلومترات من شمال المدينة.
وذكرت مواقع محسوبة على المعارضة السورية أن فصائل «الجيش السوري الحر» تمكنت أمس من السيطرة على 11 قرية على محوري جندريس وبلبل إضافة إلى قرى في محور شران من الجهة الشمالية الشرقية لمركز عفرين، وبلدة على محور مريمين في اتجاه المركز.
وكانت القوات التركية حققت تقدماً ملحوظاً الخميس بسيطرتها على بلدة جنديرس الاستراتيجية في جنوب غربي عفرين.
وتُعد جنديرس أكبر بلدة تمكنت القوات التركية وحلفاؤها من السيطرة عليها في منذ بدئها في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي عملية «غصن الزيتون» التي تقول انها تستهدف مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية الذين تصنفهم أنقرة بـ «الإرهابيين».
وغداة سيطرة القوات التركية على جنديرس، قال أردوغان: «هدفنا الآن هو (مدينة) عفرين (...) ومنذ الآن باتت عفرين محاصرة. يمكننا دخولها في أي لحظة».
وأشار «المرصد» إلى «مخاوف كبيرة» لدى المدنيين في مدينة عفرين، التي ليس لديها سوى معبر واحد يؤدي إلى مناطق سيطرة قوات النظام في شمال حلب.
ودفع الهجوم التركي منذ نحو شهرين آلاف الأشخاص للنزوح خصوصاً من المنطقة القريبة من الحدود، وتوجه جزء كبير منهم إلى مدينة عفرين، وآخرون لجأوا إلى مناطق محاذية تحت سيطرة قوات النظام.
ويتصدى المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا فعالية في قتال تنظيم «داعش»، للهجوم التركي لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة بهذا الشكل يتخللها قصف جوي.
وطلب الأكراد من قوات النظام السوري التدخل، وبعد مفاوضات دخلت في 20 شباط (فبراير) الماضي قوات محدودة تابعة للنظام انتشرت على جبهات عدة، لم تسلم من القصف التركي.
ووثق «المرصد» مقتل أكثر من 200 مدني جراء الهجوم التركي على عفرين، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين وتقول إن عمليتها موجهة ضد مواقع «الوحدات» الكردية.
كما قُتل أكثر من 370 مقاتلاً كردياً وحوالى 340 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا.
وأحصت تركيا مقتل 42 من جنودها على الأقل منذ بدء هجومها. | |
|