| | التاريخ: آذار ٤, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | بغداد تؤكد الحاجة إلى القوات الأجنبية | بغداد – حسين داود
ردّت الولايات المتحدة في شكل غير مباشر على دعوات عراقية لسحب قواتها من البلاد، وأعلن التحالف الدولي ضد «داعش» استمرار تنفيذ غارات جوية تستهدف معاقل التنظيم، ومواصلة تدريب قوات الأمن العراقية على تأمين الحدود مع سورية، فيما تسعى الحكومة العراقية إلى كسب الوقت وعدم تصعيد إثارة هذا الملف بين النواب العراقيين الذين صوّتوا الخميس الماضي على قرار يدعو الحكومة إلى جدولة انسحاب القوات الأميركية.
وتواصل قوى سياسية وفصائل في «الحشد الشعبي» حملة للمطالبة بخروج القوات الأميركية من البلاد، في خطوة تحرج رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يسعى إلى فرض التهدئة للحؤول دون استخدام الموضوع ضده في الدعاية الانتخابية. وأعلن «التحالف الدولي» في بيان أمس، استمرار شن طائراته غارات جوية تستهدف معاقل «داعش» في العراق وسورية، كاشفاً عن «تنفيذ 23 غارة ضمن 35 اشتباكاً ضد التنظيم في بلدة الحويجة جنوب كركوك والموصل والأنبار الأسبوع الماضي».
وأفاد البيان بأن «قوات التحالف تواصل أيضاً برامج تدريب وتأهيل قوات الأمن العراقية»، مشيراً إلى أن «قوة بريطانية تدرب قوات حرس الحدود في قاعدة عين الأسد لتأمين الحدود مع سورية، فيما تواصل قوات إسبانية مهام تدريب وحدات الجيش العراقي في معسكر «بسماية» في العاصمة بغداد». وأكد التحالف «تدريب 130 ألف عنصر من قوات الأمن العراقية».
إلى ذلك، أعلن الناطق باسم رئيس الوزراء سعد الحديثي أن «من حق البرلمان طلب مغادرة القوات الأجنبية من العراق، خصوصاً بعد إلحاق الهزيمة بداعش». وأضاف في تصريحات أمس، أن «الحكومة العراقية لا تزال في حاجة إلى مساعدة من القوات الأجنبية، في ما يتعلق بعمليات التدريب والأمور اللوجستية الأخرى ومن بينها الحدود السورية، حيث لا يزال الإرهابيون يشكلون خطراً على العراق». وأكد مصدر سياسي مقرب من الحكومة لـ «الحياة»، أن «العراق ما زال في حاجة إلى قوات التحالف الدولي لتأمين حدوده مع سورية، وإعادة تأهيل قوات الأمن والعمل على عدم تكرار سيناريو انهيارها خلال صيف عام 2014». وقال إن «الحكومة لم توقع اتفاقات أمنية جديدة تستوجب موافقة البرلمان، بل استندت إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقع بين البلدين في 2018»، مشيراً إلى أنها «وقّعت تفاهمات وبروتوكولات عمل مع حلف الشمال الأطلسي وجهات أوروبية للحصول على خبرات واستشارات في مكافحة الإرهاب وتدريب قوات الأمن العراقية». وأضاف المصدر أن «المستشارين الأجانب ينتمون إلى جنسيات مختلفة من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا، وجميعها تعمل تحت إشراف الحكومة في قواعد عسكرية عراقية تحت إمرة الجيش العراقي».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية ابراهيم الجعفري في بيان في ختام زيارة إلى موسكو إن «الحكومة العراقية أمينة، ومؤتمنة على الالتزام بسيادة العراق»، مؤكداً أن «وجود قواعد عسكرية أميركية رهن لسيادة البلد». وشدّد على أن «سيادة العراق خط أحمر لا يمكن تجاوزه والمساومة عليه».
وهددت فصائل شيعية عراقية باستهداف القوات الأميركية واعتبارها قوات احتلال، إذا لم تنسحب من البلاد. وأعلن فصيل «كتائب حزب الله» العراقي قرب تنفيذ عملية عسكرية مع الجيش السوري للسيطرة على الحدود العراقية – السورية.
| |
|