| | التاريخ: آذار ٣, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | «هيئة تحرير الشام» تستعيد مناطق في ريفي إدلب وحلب | واصلت «هيئة تحرير الشام» هجومها المعاكس على نقاط تابعة لحركة «نور الدين الزنكي» التي انضوت أخيراً في «جبهة تحرير سورية» في ريفي إدلب الشمالي وحلب الغربي، بهدف استعادة المواقع التي خسرتها خلال الأيام الماضية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «الهيئة» تمكنت من السيطرة على عدد من القرى قرب الحدود التركية.
وشن مقاتلو «الهيئة» هجمات مضادة لاستعادة قرية كفر لوسين قرب الحدود التركية، وحققوا تقدماً في بلدات أخرى منها معرة مصرين. وقال باسم حج مصطفى المسؤول البارز في «تحرير سورية» إنهم انتقلوا إلى المنطقة حول المعبر ويعززون مواقعهم هناك. ولفت «المرصد» إلى أن هدوءاً حذراً يسود محاور القتال في محافظة إدلب، باستثناء اشتباكات متقطعة في جبل الزاوية، بين «تحرير سورية» من جهة، و «الهيئة» من جهة أخرى.
إلى ذلك، أفاد «المرصد» أمس، بأنّ «الهيئة» أغلقت «سجن العقاب» الموجود في جبل الزاوية، والذي كان يخضع لإدارتها. وللسجن المذكور سمعة سيئة، إذ إنه شهد عشرات حالات التعذيب والانتهاكات بحق السجناء المودعين بتهم مختلفة، وفق «المرصد»، الذي أوضح أنه حتى الساعة لا معلومات عن مصير السجناء، وما إذ كانوا نُقلوا إلى مكان آخر أم أن «الهيئة» تستعدّ للإفراج عنهم.
وبهذا التقدم شمال إدلب، تكون «الهيئة» المدعمة بعناصر من «الحزب الإسلامي التركستاني»، استعادت خلال اليومين الماضيين 17 منطقة، هي: زردنا ورام حمدان وحزرة وكفريحمول ومعرة مصرين وترمانين وتلعادة وقاح وعقربات وكفرلوسين وأطمة ودير حسان، والتوامة وكفر نوران ومعارة النعسان وميزناز وحاجز القناطر والفوج 46، إضافة إلى معلومات عن استعادتها السيطرة على بلدة حزانو.
وتشهد مناطق في الشمال السوري منذ عشرة أيام اشتباكات وصفها «المرصد» بـ «حرب إلغاء» بين كبرى الفصائل الناشطة في شمال غربي البلاد الخاضع للمعارضة، وهي منطقة تضم محافظة إدلب ومناطق من محافظة حلب.
وشكلت حركتا «نور الدين الزنكي» و «أحرار الشام» وهما إثنتان من أقوى الجماعات المعارضة لـ «هيئة تحرير الشام»، تحالفاً جديداً الشهر الماضي تحت اسم: «جبهة تحرير سورية» وهو تابع لـ «الجيش السوري الحر». وتمكن هذا التحالف خلال الأيام العشرة الماضية من طرد «الهيئة» من بلدات عدة وقرى.
ووقع الهجوم على «الهيئة» بعد احتجاجات كبيرة شهدتها الشوارع ضد الإدارات المدنية المحلية في بعض البلدات الخاضعة لسيطرتها في المنطقة. وشكا السكان من فرض رسوم مالية عليهم منها رسوم لتراخيص الصيدليات ولوحات أرقام المركبات. وقال عبدالله الشيخ وهو تاجر في بلدة أطمة «عليهم أولاً أن يصدوا النظام وميليشاته عن أعتاب إدلب، قبل أن يسعوا إلى إثقال كاهل الناس الذين يعانون بالفعل».
وفي بلدتي خان شيخون وسراقب، أجبر وجهاء محليون «الهيئة» وجماعات معارضة أخرى على توقيع اتفاقات «عدم اعتداء» بهدف إبعاد البلدتين عن القتال بين فصائل المعارضة.
وينذر تصاعد التوتر في شمال غربي سورية بتدهور الوضع السيّء بالنسبة إلى مليون نازح من مناطق أخرى فروا إلى هناك.
وتراقب تركيا أيضاً التطورات، حيث أقامت أخيراً عدداً من مواقع المراقبة في إطار اتفاق آستانة لـ «خفض التوتر». لكن الخوف من نشوب حرب شاملة بين فصائل المعارضة، المنقسمة منذ فترة بسبب الخلافات الفكرية والصراعات على النفوذ المحلي، أبقى جماعات معارضة أخرى بعيدة من الاشتباكات الأخيرة. | |
|