التاريخ: شباط ٢٢, ٢٠١٨ المصدر: جريدة الحياة دعم عربي ودولي لخطة عباس للسلام و دعوات لواشنطن بالتفاعل معها رام الله، القاهرة – «الحياة»  تلقت خطة السلام التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مساء الثلثاء أمام مجلس الأمن الدولي، وتتضمن عقد مؤتمر دولي يفرز آلية للمفاوضات، دعماً عربياً ودولياً، في وقت حضت الخارجية الفلسطينية واشنطن على التفاعل الإيجابي معها. وعقد عباس اجتماعاً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في نيويورك. ووضعه في صورة تطورات القضية الفلسطينية، والانتهاكات الإسرائيلية، مشدداً على ضرورة أن تضطلع الأمم المتحدة بمسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين. من جهته، أكد غوتيريش ضرورة الاستمرار في بذل الجهود للخروج من المأزق الحالي في عملية السلام. وفيما بدا دعماً لخطة عباس، قال إن «ما قام به الرئيس من إلقاء خطاب كان خطوة هامة وإيجابية»، معرباً عن تمنياته بأن «يساعد (الخطاب) على التحرك الإيجابي في عملية السلام». وشدد على أن الخيار الوحيد للحل السياسي «هو حل الدولتين وفق الشرعية الدولية». إلى ذلك، طالبت الخارجية في بيان أمس، الإدارة الأميركية إلى «التقاط رؤية السلام، والتفاعل معها في شكل إيجابي، خصوصاً ما يتعلق بتوسيع دائرة الرعاية الدولية، والالتزام بمرجعيات عملية السلام». وأوضحت أنها «عممت على سفراء وسفارات فلسطين، ضرورة التحرك الفاعل باتجاه مراكز صنع القرار والرأي العام، لوضعها في صورة ما تضمنه خطاب الرئيس من مواقف وخطة لتحقيق السلام»، كما طالبتهم بـ «حشد وتعميق الإجماع الدولي الداعم للمواقف الفلسطينية، للاعتراف بفلسطين عضواً كامل في المنظومة الأممية»، مشددة على ضرورة فضح السياسات الإسرائيلية المتعنتة والمعادية للسلام. وكانت واشنطن فتحت الباب أمام التعاطي مع دعوه عباس، وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت، بعد ساعات قليلة من كلمة عباس، إن «الولايات المتحدة ستدرس تأييد مشاركة دول أخرى في محادثات السلام في المستقبل إذا رأت أن ذلك سيفيد في التوصل إلى اتفاق». وعندما سُئلت عن دعوة الرئيس الفلسطيني إلى محادثات سلام دولية. قالت: «إذا رأينا في مرحلة ما أن دولاً أخرى قد تكون مفيدة لعملية السلام، فسوف نرغب بالتأكيد في مشاركتهم». وتساءلت: «هل الوقت مناسب لذلك الآن؟ لست على يقين من أننا قررنا ذلك، لكن هذا بالتأكيد شيء قد يحدث في المستقبل». من جانبه، أكد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أن أطرافاً دولية، بينها فرنسا، «أيدت الأفكار التي طرحها عباس، في خطابه». وكشف أن باريس «رحبت بعقد مؤتمر سلام دولي وخلق آلية جديدة، وأعربت عن استعدادها لدراسة المقترح»، مشيراً إلى أن الرباعية الدولية «ستجري مداولات لتوسيعها والتحضير لاجتماع رفيع المستوى، ليكون لها دور كبير في عملية السلام»، مشيراً إلى خيارات عدة كأن تقوم فرنسا أو روسيا بعقد مؤتمر دولي للسلام. ودعا منصور مجلس الأمن أن يأخذ مبادرة الرئيس على محمل الجد ومناقشتها والبدء بالخطوات الفعلية على الأرض للتنفيذ، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية تريد عملية سلام تنهي الاحتلال ضمن سقف زمني محدد، إضافة إلى قبول فلسطين عضواً كاملاً في المنظمة الأممية. في موازاة ذلك، رأت حركة «حماس» أن خطاب عباس «دون المستوى المطلوب». واعتبرت إنه «لا يعكس الموقف الوطني الداعي إلى إنهاء أوسلو والرافض للعودة إلى المفاوضات مع الاحتلال، وأن ما قدمه من مبادرة تكرس سياسة التفرد في القرار». وبدوره، دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى «التفاعل بصورة إيجابية مع الرؤية الفلسطينية لإحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية». وأكد أن أبو مازن قدم خطة واضحة وعملية من أجل إنهاء الصراع وتحقيق الأمن للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، من خلال آلية دولية متعددة الأطراف لحل القضية الفلسطينية تنبثق من مؤتمر دولي وتلتزم بالشرعية الدولية، مُشدداً على أن الرؤية التي طرحها الرئيس الفلسطيني تتسم بالعقلانية وتعكس حرصاً على طريق المفاوضات كسبيل وحيد لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة. ولفت إلى أن ما طرحه أبو مازن «ليس موجهاً ضد أي طرف ولا يهدف إلى الاستفزاز أو المزايدة، بل ينطوي على رغبة حقيقية في تحميل المجتمع الدولي وقواه الفاعلة المسؤولية عن إنهاء هذا الصراع الذي طال أمده، وبحيث لا ينفرد طرفٌ– مهما كانت مكانته- بهذه القضية ذات التبعات الخطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي». وقال إنه يضم صوته إلى صوت الرئيس الفلسطيني في المطالبة بعقد مؤتمر دولي بحلول منتصف هذا العام، بمشاركة دولية واسعة، تشمل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، والأطراف الدولية الفاعلة، يكون من مخرجاته إعلان قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وتبادل الاعتراف بين فلسطين وإسرائيل، وإنشاء آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين على حل قضايا الوضع الدائم في إطار زمني مُحدد. في المقابل، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على خطاب عباس أمام مجلس الأمن، إنه «لم يأت بجديد». واعتبر أن الرئيس الفلسطيني «يواصل التهرب من عملية السلام»، وأن السلطة الفلسطينية «مستمرة في دفع ملايين الدولارات لأسر القتلى الفلسطينيين»، في إشارة إلى رواتب ومساعدات لأسر الشهداء.