| | التاريخ: شباط ٢١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | تقرير دولي يدعو بغداد إلى تأمين عودة الإيزيديين | بغداد – أ ف ب -
دعا تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أمس، السلطات العراقية إلى تعزيز نفوذها بوجه الفصائل المسلحة في منطقة سنجار شمال غربي العراق، ما يتيح عودة الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للاضطهاد على أيدي تنظيم «داعش».
ويناصب «داعش» الذي اجتاح العراق عام 2014، العداء الشديد لهذه المجموعة الناطقة بالكردية، ويعتبر أفرادها «كفاراً». لذا، أقدم حلال دخوله منطقة سنجار في آب (أغسطس) 2014، على ارتكاب انتهاكات مروعة في حق أبنائها، بينها عمليات قتل واغتصاب واستعباد للنساء.
وأوضح التقرير الذي حمل عنوان: «كيف يكسب العراق معركة ما بعد تنظيم داعش في سنجار؟»، أن «الاستقرار الكامل في سنجار، لا يتحقق إلا من خلال عودة فاعلة للحكومة العراقية ولعبها دور الوسيط بين الفصائل المختلفة، وإعادة الحوكمة المحلية وفتح المسار أمام عملية الإعمار وتأمين عودة النازحين ووضع حد للتدخلات الأجنبية».
وكان عدد الإيزيديين في العراق يبلغ 550 ألف نسمة قبل دخول التنظيم الإرهابي، هاجر حوالى مئة ألف منهم، فيما فر آخرون إلى إقليم كردستان.
وأشار تقرير المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من بروكسيل مقراً وتعمل على وقف النزاعات الدموية في العالم، إلى أن عدداً كبيراً من أعضاء (الطائفة) قتل واختطف واغتصب أو استعبد، فيما فر الناجون إلى مخيمات في كردستان. ووفقاً للأمم المتحدة، تعرضت آلاف النساء والفتيات، خصوصاً من الأقلية الإيزيدية، إلى انتهاكات مروعة في المناطق التي سيطر عليها «داعش»، كالاغتصاب والاختطاف والاستعباد الجنسي والمعاملة اللاإنسانية. ونبّه تقرير مجموعة الأزمات إلى أن «الجهود المتزايدة لطرد داعش من سنجار، أتاحت عودة السلام، لكنها لم تحسن الوضع الاقتصادي والسياسي».
وأردف التقرير أنه بعد الغزو الأميركي العراق عام 2003، فرض الحزب «الديموقراطي الكردستاني» سيطرته الفعلية على سنجار، من دون أن «يخفي طموحه بضمها إلى كردستان، الأمر الذي قوبل بمعارضة إيزيدية».
وفقد «الديموقراطي الكردستاني» شعبيته إثر انسحاب قواته من سنجار أمام تقدم «داعش»، ما دفع حزب «العمال الكردستاني» التركي إلى سد الفراغ الذي خلفه، وطرد الجهاديين بمساندة طيران التحالف الدولي.
وتقاسم الحزبان الكرديان النفوذ في مناطق سنجار، إلى حين دخول قوات «الحشد الشعبي» التي تضم فصائل مدعومة من إيران، وإخراجهم منها في تشرين الأول (أكتوبر) 2017. وترى مجموعة الأزمات الدولية أن على بغداد استخدام أعضاء الإدارة المحلية الذين عينهم «الديموقراطي الكردستاني» لأنهم يمتلكون المهارات اللازمة لإعادة عمل المؤسسات في سنجار.
واقترحت المنظمة، من خلال هيئة المصالحة الوطنية (منظمة مستقلة تعمل بمساندة حكومية)، أن «تمهد بغداد لعودة السلطات المحلية والإدارية المؤلفة من إيزيديين، لتسهيل المساعدة الدولية في إعادة الإعمار وتحسين آفاق عودة النازحين».
وتعتبر مجموعة الأزمات أن «الولادة الجديدة لمؤسسات محلية خاضعة لسلطة بغداد، إنما باستقلال ذاتي كبير يستند إلى الدستور العراقي، أمر ضروري لضمان مستقبل الإيزيديين في سنجار». | |
|