| | التاريخ: شباط ٢١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | عون يتفق مع معصوم على مكافحة الإرهاب | بغداد، بيروت - بشرى المظفر، «الحياة»
بدأ الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، زيارة رسمية لبغداد تلبية لدعوة من نظيره العراقي محمد فؤاد معصوم، تستمر لغاية اليوم على أن ينتقل بعدها إلى العاصمة الأرمينية يريفان. وعقد لقاء قمة في «قصر السلام» في بغداد، حيث توافق الرئيسان على «ضرورة بذل جهود عربية ودولية مشتركة لمكافحة الإرهاب بطريقة فعالة ونهائية، ترتكز، ليس فقط إلى القضاء على الإرهابيين، بل أيضاً إلى مكافحة الأسباب والعوامل المسهِّلة لنشوء الفكر الإرهابي وتنظيماته».
وشدد عون على أن «مرحلة التعافي التي يعيشها العراق ستعيد العلاقات اللبنانية- العراقية إلى أفضل مستوياتها»، وأضاف أن «لبنان يقف بقوة مع وحدة العراق، وضد كل المشاريع والنزعات التي تهدف إلى تهديد وحدة كيانه». وجدد تأكيد «أهمية توحيد الموقف العربي، ونحن على أبواب انعقاد القمة العربية المرتقبة في السعودية، وعلى ضرورة الدفع باتجاه المصارحة الجدية بين الدول الشقيقة تمهيداً لتحقيق المصالحة الحقيقية بينها».
وأكد «موقف لبنان الموحد والصارم إزاء التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان والقاضي بمواجهتها بالسبل المحقة والمتاحة له، دفاعاً عن حقوقه المشروعة بأرضه ومياهه، والتي تضمنها له المواثيق والقوانين الدولية».
وشدد معصوم على «حرص العراق على رفع مستوى التنسيق أمنياً واقتصادياً»، مؤكداً «ضرورة توسيع أطر التبادل التجاري وكذلك اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل عملية الدخول والخروج للطرفين إلى العراق ولبنان».
وعقد الرئيسان اجتماعاً ثنائياً استمر 30 دقيقة في مكتب الرئيس العراقي ثم عقدت محادثات موسعة حضرها الوفدان الرسميان.
ولفت معصوم إلى أن «الرئيس عون هو أول رئيس لبناني يقوم بزيارة دولة للعراق»، معرباً عن «حرص العراق على الحفاظ على استقرار لبنان وازدهاره وسلامة أراضيه».
ورد عون آملاً بأن «يكون للبنانيين في العراق، وخصوصاً رجال الأعمال والمستثمرين، دور في عملية إعادة إعماره التي انطلقت بزخم أخيراً».
وجرت مناقشة التطورات في المنطقة، لا سيما الأزمة السورية وتداعياتها على دول الجوار، وكذلك «أوضاع العراقيين الموجودين في لبنان وكيفية تأمين عودتهم إلى العراق». وتم الاتفاق على «تشكيل لجان مشتركة لتفعيل التعاون في مختلف المجالات».
وأكد معصوم «تقديم كل التسهيلات اللازمة للشركات اللبنانية الراغبة في المساهمة في إعمار العراق واستعداد العراق لفتح أسواقه للصناعات اللبنانية ذات الجودة العالية».
وعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً، استهله معصوم بكلمة قال فيها: «بعد تغيير النظام في العراق بدأنا نبحث عن نموذج مؤسس على أساس احترام المكونات، على أن يكون هناك توازن، فكان النموذج اللبناني. فربما هناك من يريد من الإخوة اللبنانيين إعادة النظر بهذا النموذج، وهو أمر كأي عمل إنساني آخر قابل لإعادة النظر فيه. ونحن كذلك لدينا في العراق الكثير من الأمور التي لا بد من مراجعتها». وأشار إلى «أننا بحثنا موضوع تطوير الخطوط الجوية».
وهنّأ عون نظيره على «الإنجازات التي حققتها دولة العراق في الأشهر الأخيرة في مكافحة الإرهاب، والتي أعادت ثقة العراقيين بأمنهم».
وأقام الرئيس العراقي مأدبة غداء على شرف عون حضرها عدد من كبار الشخصيات السياسية العراقية ورؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية. وفأجأه بتقديم قالب حلوى يمثّل العلمين اللبناني والعراقي، احتفالاً بعيد ميلاده الذي صادف في 18 من الجاري. ثم زار عون كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت لتفجير إرهابي عام 2010. والتقى رئيس أساقفة بغداد للسريان الكاثوليك المطران إفرام يوسف عبّا.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية والمقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي النائب عباس البياتي في اتّصال مع «الحياة» إن أهمية «زيارة عون تكمن في تطوير العلاقات الثنائية سياسياً واقتصادياً وتجارياً، لا سيما أن العراق مقبل على نهضة اقتصادية استثمارية نريد أن يكون للبنان دور وحضور فيها».
وأضاف إن «الزيارة ستتناول ملفات المنطقة مثل الملف السوري وملف الإرهاب».
وفي ما يتعلق بتسليم المطلوبين أكد «وجود تعاون أمني جيّد بين العراق ولبنان في ملف استرداد المطلوبين للقضاء العراقي يمكن الإشارة إليه من خلال قيام لبنان بتسليم العراق عدد من المطلوبين لديه». | |
|