| | التاريخ: شباط ١٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | لبنان: عنوان الحل الترسيم وقطار الترشح والموازنة ينطلق محفوفاً بالغموض | اذا كانت زيارة وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون الى بيروت قد حرفت الأنظار قليلا عن الاستحقاقات الداخلية، وذهبت بها نحو النزاع البحري مع اسرائيل في ضوء مبادرة الولايات المتحدة القيام بوساطة لحل النزاع القائم، فإن هذه الاستحقاقات تعود لتطرح نفسها بقوة مجددا على المشهد الداخلي، سيما أن تلك الوساطة لم تحقق بعد اي تقدم في ضوء رفض لبنان الطرح الاميركي. علما ان موقف لبنان لم يتغير، وما استجد كان من الجانب الاميركي، اذ فهم ان مساعد نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد حمل معه في زيارته الثانية طرحاً لا يتماهى مع الطرح الاول، كما لمس المسؤولين اللبنانيون تباينا في الطروحات الاميركية بين ما سبق ان توصل اليه الدبلوماسي الاميركي فريدريك هوف وهو ما عرف بخط هوف استنادا الى ذلك، وبين ما عاد به الموفد الذي تولى الملف بعد هوف، آموس هوكشتاين، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة ( وقد عدل في التسمية واستعاض عن خط هوف بخط الفصل البحري).
ولا تزال الاوساط السياسية اللبنانية تتساءل عن أسباب الاندفاعة الاميركية في اتجاه لبنان، وما اذا كان لها علاقة بمصالح تجارية معينة.
في اي حال، وفي انتظار عودة ساترفيلد من اسرائيل التي كان انتقل اليها من بيروت، يبقى الموقف اللبناني موحدا حيال رفض المقترح الاميركي الاخير، ومتمسكا بأن الحل يكمن في قبول اسرائيل بالترسيم، والا فان لبنان سيلجأ الى الامم المتحدة والى التحكيم الدولي اذا لزم الامر، خصوصا وان الامر لم يعد يتوقف على لبنان الرسمي، بل هناك شركات عالمية تم تلزيمها، وبات مستحيلا العودة عن المسار النفطي الذي انطلق مع التلزيم.
على المقلب الداخلي، يحفل غدا الاثنين بمجموعة من المحطات التي من شأنها ان تحرك الزخم السياسي في اتجاهين متساويين، احدهما يتصل بالعمل الحكومي والاستعدادات الجارية لتأمين جهوزية لبنان للمشاركة في مؤتمرات الدعم الدولية المستحقة في آذار ونيسان المقبلين، والثاني يتعلق بانطلاق قطار الترشيحات للانتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل، وباكورة اللوائح يعلنها غدا رئيس حركة " امل" الرئيس نبيه بري في مؤتمر صحافي يعقده ظهرا في عين التينة، ويعقبه الثلثاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الإعلان عن لوائح مرشحي الحزب في المناطق اللبنانية.
وتأتي خطوة الثنائي الشيعي لتحسم اسماء المرشحين الشيعة، فيما لا تزال القوى الاخرى غارقة في حساباتها وتحالفاتها، علما ان الثنائي سيسمي مرشحيه ولكنه لن يعلن لوائحه التي ستتولى الماكينات الانتخابية إعلانها في مرحلة لاحقة وفور اكتمالها.
وفهم على الجانب المسيحي ان القوى المسيحية تتريث في الإعلان عن مرشحيها في انتظار اعلان " المستقبل" مرشحيه وبلورة التحالفات التي سيخوض بها الانتخابات. علما ان معلومات غير رسمية تتردد في اوساط مستقبلية عن ان التيار يدرس بجدية ان يخوض الانتخابات بلوائح مستقبلية حصرا، لكن هذا التوجه لا يزال يلقى بعض التردد في ظل حاجة التيار في بعض الدوائر الى تحالفات، لا يزال في صدد درس جدواها ومردودها الانتخابي.
على المقلب الحكومي، يبدأ مجلس الوزراء اليوم أولى الجلسات المخصصة لدرس مشروع قانون الموازنة العامة لسنة ٢٠١٨. وينتظر ان يقدم وزير المال علي حسن خليل تقريرا يستعرض فيه فذلكة الموازنة اضافة الى عرض مفصل حول الوضع المالي والاقتصادي، مقرونا بتبني اقتراح رئيس الحكومة سعد الحريري خفض الإنفاق الحكومي بنسبة ٢٠ في المئة.
وفي حين تجهد الحكومة لإنجاز المشروع في جلسات متتالية اذا لزم الامر من اجل توجيه إشارات جدية الى مؤتمر باريس الذي يطالب بإصلاحات، فقد افادت مصادر وزارية ان المشروع سيخلو من رزمة الإصلاحات المرتقبة وسيكتفي ببعض الإشارات المتصلة بخفض الإنفاق، وخفض العجز المالي، خصوصا وان التوافق السياسي تم على إنجاز الموازنة ولكنه لم يشمل رزمة الإصلاحات التي قد تتضمنها.
| |
|