التاريخ: شباط ١٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
أردوغان: تطهير 300 كيلومتر مربع في عفرين
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية «غصن الزيتون» التي أطلقها الجيش التركي ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين شمال غربي سورية، تمكنت حتى الساعة من «تطهير» مساحة 300 كيلومتر مربّع.

وقال أردوغان في خطاب أمام مؤيدي حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» في ولاية أفيون أمس، أن 90 عنصراً قُتلوا منذ بدء العملية، بينهم 60 من فصائل «الجيش السوري الحرّ» التي تساند القوات التركية في العملية.

وأكّد أن «العملية متواصلة بنجاح» وأنه «مع كل يوم يمرّ يتم الاقتراب على نحو أكثر من تحقيق النصر في عفرين». وشدّد على رغبة أنقرة في عودة 3.5 مليون لاجئ تستضيفهم إلى ديارهم، مضيفاً: «ليست لتركيا أية أطماع في الأراضي السورية. كما نرغب في بناء مساكن لهؤلاء السوريين في أراضيهم».

ولفت أردوغان إلى أن «أقوال تركيا كانت دوماً صريحة وواضحة»، معرباً عن أمله في «تحلّي الدول الأخرى أيضاً بالصراحة ذاتها والوضوح». وأضاف: «لن ننسى الدعم المُقدّم لنا في الكفاح الذي نخوضه اليوم، كما أننا لن ننسى الخيانات والرياء. ونحن على ثقة بأن الذين يكيدون لنا المكائد سيقعون أنفسهم في مكائدهم».

وأكد أن أيادي تركيا «مفتوحة دوماً للتصافح مع من يرغبون في السير معها نحو المستقبل المشترك»، مضيفاً: «هذه الأيادي ذاتها ستتحول لا محالة إلى لكمات ضد من يسعون إلى جعل مستقبلنا مظلماً».

وفي ما يتعلّق بعلاقات تركيا مع الأطراف المعنية في الأزمة السورية، أكّد أردوغان وجود خلافات مع كلّ من موسكو وطهران وواشنطن، وأشار إلى أن «العديد من المشكلات التي اعترضت علاقاتنا تم حلها عبر الحوار»، مضيفاً: «ولكن عندما لا نجد استجابة من بعض الأطراف فإن الثمن يصبح غالياً».

واتفقت تركيا والولايات المتحدة أخيراً على «العمل المشترك» في سورية، في أعقاب أسابيع من التوتر في العلاقات الناجم عن الهجوم التركي والدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد، وهو خلاف أسفر عن أكبر أزمة في العلاقات الثنائية منذ حرب العراق عام 2003، ما أثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي.

وأعلن وزيرا الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون والتركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة أول من أمس، أن الطرفين سيشكلان «مجموعات عمل» لحلّ القضايا الأساسية التي كانت موضع خلاف بين البلدين.

ولم يقدّما تفاصيل حول كيفية إنجاز هذه الأمور، لكنهما أشارا إلى أن حلّ الخلاف المتعلق بمدينة منبج السورية يشكل «أولوية»، في إشارة إلى المدينة التي ينتشر فيها جنود أميركيون، فيما تهدد أنقرة بتوسيع نطاق عمليتها ضد «وحدات حماية الشعب» المتحالفة مع واشنطن، وصولاً إلى هذه المدينة.

قوات تركية خاصة تدخل «شبكة أنفاق» كردية

دخلت قوات تركية خاصة شبكة أنفاق بنتها «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين يبلغ طولها الإجمالي نحو 50 كيلومتراً، كما أفادت وكالة «الأناضول» التركية أمس. وأوضحت أن الشبكة تمتد من جبل برصايا الاستراتيجي وصولاً إلى 13 نقطة في محيطه، أهمها قرى بافليون ومعرين وكاستل وديكمة تاش.

وبنى المقاتلون الأكراد شبكة الأنفاق بهدف الدفاع عن جبل برصايا الاستراتيجي شرق مدينة عفرين، والذي تمكنت القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحرّ» من السيطرة عليه في 28 كانون الثاني (يناير) الماضي. وللجبل الذي يبلغ ارتفاعه نحو 855 متراً أهمية كبرى كونه يطلّ على مدينة أعزاز وبلدة معرين الخاضعتين لسيطرة «الجيش الحر»، كما أنه يشرف على أراضٍ سهلية وصولاً إلى الحدود السورية- التركية.

وأغلقت القوات التركية في وقت سابق مداخل الأنفاق لمنع تسلل المقاتلين الأكراد، كما أن طائرات الاستطلاع ترصد على مدى 24 ساعة، مخارج الأنفاق من الجهة التي لا تزال خاضعة لسيطرة «الوحدات». ووفقاً لـ «الأناضول» فإن الأنفاق تحتوي على نوافذ صغيرة لمراقبة ما يجري في الخارج وتنفيذ هجمات بالأسلحة من خلالها، كما أن عدداً من مخارجها مربوط بمواقع أسلحة.

ميدانياً، واصلت قوات عملية «غصن الزيتون» القصف الجوي والمدفعي على منطقة عفرين ومحيطها أمس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن غارات تركية استهدفت ليل الجمعة- السبت القطاع الغربي من ريف منطقة عفرين. وتزامن ذلك مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين «الوحدات» وقوات «غصن الزيتون» على محاور في ريفي راجو وجنديرس شمال غربي وجنوب غربي منطقة عفرين، وذلك في إطار سعي تركيا «المستميت» للوصول إلى بلدة جنديرس وتوسيع سيطرتها في المنطقة.

من جهتها، أعلنت القوات التركية أمس تحييد 1595 عنصراً من المقاتلين الأكراد منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وتمكنت القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» حتى الساعة من السيطرة على أكثر من خمسين موقعاً قرب الحدود السورية– التركية، بينهم قرى وبلدات وتلال استراتيجية، من الجهتين الغربية والشمالية في كل من ناحيتي بلبل وراجو.