التاريخ: شباط ١٧, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
موسكو: واشنطن تؤسس شبه دولة كردية في سوريا
وقت كان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون يسعى في أنقرة الى اصلاح ذات البين مع تركيا في شأن الدعم الذي توفره الولايات المتحدة للأكراد السوريين، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بالسعي الى وجود عسكري دائم في سوريا من طريق تأسيس شبه دولة بالارتكاز على الأكراد. 

وقال في حديث الى شبكة "أورونيوز"، إن "القناصة الأميركيين والوحدات الخاصة الأخرى موجودون على الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، ومن دون أي دعوة رسمية من دمشق، أو تكليف من مجلس الأمن لذلك".

وأضاف: "لا شك في أن للولايات المتحدة استراتيجيا معينة، أعتقد أنها تتلخص في رغبة ابقاء عسكريها في سوريا إلى الأبد، كما هو الحال الآن في العراق وأفغانستان، في انتهاك لكل الوعود التي قطعتها في السابق".

وفي رأي لافروف أن الأميركيين "يعملون حاليا على اقتطاع جزء كبير من الأراضي السورية عن الوطن الأم، في انتهاك صارخ لسيادة البلد العربي ووحدة أراضيه". وشدد على أن الولايات المتحدة تسعى إلى "تشكيل سلطات محلية شبه رسمية، وتجهد في خلق تعليم مستقل عن المركز معتمدة بذلك على الأكراد هناك".

وصدر موقف لافروف غداة إقرار موسكو بان غارة جوية لقوات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قتلت خمسة أشخاص روس قرب حقل نفطي في دير الزور بشرق سوريا الاسبوع الماضي.

وتعكس هذه التطورات تعقيدات النزاع السوري اذ تتواجه قوى عالمية واقليمية في صراع مصالح ولعبة تحالفات. بيد انها المواجهة الاولى المعروفة بين قوات شبه عسكرية روسية وعسكريين اميركيين منذ الحرب الباردة.

وأفاد بعض وسائل الاعلام الروسية أن الهجوم شنته قوات موالية لسلطات دمشق من أجل استعادة السيطرة على حقول نفط.

وتختلف مسيرة القتلى الروس، وهم من القوميين. ذلك أن فلاديمير لوغينوف الذي اعلن مقتله في 12 شباط، كان عضوا في منظمة شبه عسكرية روسية دعمت النظام خلال عهد القياصرة.

اما كيريل انانييف فينتمي الى منظمة "دروغايا روسيا" (روسيا أخرى) التي كان أسسها الكاتب القومي المتشدد ادوار ليمونوف.

وكتب ليمونوف في مدونته إن هؤلاء الرجال "لم ترسلهم الحكومة الروسية".

وظهرت اسماء أخرى وتعرفت مجموعة محللين روس الى تسعة منهم. لكن وسائل اعلام روسية تحدثت عن حصيلة أكبر تفوق 200 قتيل استناداً الى موقع "زناك" الذي اشار الى مصادر داخل الاوساط شبه العسكرية.

كما اشارت تقارير الى انهم توجهوا الى سوريا لحساب شركة أمنية خاصة هي "مجموعة فاغنر".

وليس لـ"مجموعة فاغنر" اي وجود قانوني، خصوصاً ان الشركات الامنية الخاصة محظورة في روسيا. ولكن أشير مراراً الى وجود عناصر هذه المجموعة في سوريا، كما قاتلوا أيضاً في شرق أوكرانيا.