| | التاريخ: شباط ١٧, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | مخاوف من مواجهة روسية- أميركية في دير الزور | موسكو – «الحياة»، رويترز غداة إقرار موسكو بمقتل 5 من مواطنيها خلال ضربات شنها التحالف الدولي على قوات موالية للنظام السوري في دير الزور في السابع من الشهر الجاري، أفادت مصادر مطّلعة بأن حوالى 300 شخص يعملون لمصلحة شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين إما قتلوا أو أصيبوا في سورية الأسبوع الماضي، ما يزيد من مخاوف وقوع مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة هناك.
وأعلن طبيب عسكري روسي أن نحو 100 شخص قتلوا، فيما أكد مصدر يعرف العديد من المقاتلين في سورية أن عدد القتلى يتجاوز 80.
وتزامن توقيت سقوط القتلى مع احتدام معركة دير الزور، وفي ظل تأكيد مسؤولين أميركيين وزملاء لمقاتلين شاركوا في العملية أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هاجمت قوات متحالفة مع النظام السوري.
وتظهر الاشتباكات أن مشاركة روسيا عسكرياً في سورية أكبر مما تعلنه، وأن موسكو تجازف باستدراجها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة هناك، على رغم أنها أشارت إلى أن «لا علاقة للقتلى بالقوات الروسية». وذكرت مصادر مطلعة أن المصابين الذين جرى إجلاؤهم من سورية في الأيام القليلة الماضية نقلوا إلى أربع مستشفيات عسكرية روسية.
وقال طبيب عسكري، يعمل في مستشفى عسكري في موسكو وشارك في علاج المصابين القادمين من سورية، إن المستشفى استقبل حتى مساء السبت أكثر من 50 من هؤلاء المصابين، 30 في المئة منهم إصاباتهم خطيرة.
وكشف الطبيب أن زميلاً له كان قد توجه إلى سورية في إحدى رحلات الإجلاء الطبي في الآونة الأخيرة أبلغه بأن قرابة 100 شخص من الروس قتلوا حتى نهاية الأسبوع الماضي وأن 200 أصيبوا. وأوضح أن معظم الضحايا متعاقدون عسكريون روس من القطاع الخاص.
وأكد رئيس الفرع المحلي لمنظمة «كوساك» شبه العسكرية يفغيني شاباييف الذي تربطه علاقات بالمتعاقدين العسكريين الروس، إنه زار معارف له أصيبوا في سورية في المستشفى المركزي التابع لوزارة الدفاع في خيمكي على مشارف موسكو.
وكشف أن المصابين أبلغوه أن وحدتي المتعاقدين الروس المشاركتين في المعركة قرب دير الزور تتألفان من 550 رجلاً، وأن حوالى 200 شخص لم يصابوا.
وقال في تصريحات إلى وكالة «رويترز»: «إذا كنت تفهم أي شيء عن العمل العسكري وإصابات القتال فسيكون بوسعك ساعتها تخيل ماذا يجري هناك، صراخ وصيحات مستمرة... إنه مشهد صعب».
وقال شاباييف إن عدد الضحايا كان مرتفعاً لعدم وجود غطاء جوي لهذه القوة، ولأن من هاجمها ليس المعارضة بتسليحها الضعيف بل قوة جيدة التسليح استطاعت شن ضربات جوية. ونقل شاباييف عن مصابين زارهم في المستشفى قولهم إن الهجوم بدأته القاذفات ثم استخدمت طائرات الـ «أباتشي» وهي مروحيات هجومية أميركية الصنع. وذكر إنه فور بدء القصف لم يرد المتعاقدون على مصدر النيران لأنهم خشوا أن يدفع ذلك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى توجيه مزيد من الضربات.
وكشف مصدر طلب عدم نشر اسمه تحدث إلى أشخاص شاركوا في الاشتباكات أن أشخاصاً على صلة به أبلغوه بأن أكثر من 80 متعاقداً روسيا قتلوا. ولطالما نفى المسؤولون الروس نشر متعاقدين عسكريين من القطاع الخاص في سورية، قائلين إن الوجود العسكري الروسي يقتصر على حملة الضربات الجوية وقاعدة بحرية ومستشارين عسكريين يدربون القوات السورية، إضافة إلى عدد محدود من جنود القوات الخاصة. لكن مصادر مطلعة أكدت أن روسيا تستخدم عدداً كبيراً من المتعاقدين، ما يسمح لموسكو بنشر مزيد من القوات على الأرض من دون المجازفة بالجنود النظاميين الذين يتعين الإعلان عن مقتلهم.
وذكر الكرملين أمس إنه لا يملك معلومات جديدة عن متعاقدين مع الجيش الروسي قتلوا في سورية. وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: «ليس لدينا أي معلومات جديدة، قلنا كل ما علينا قوله في هذا الشأن». | |
|