التاريخ: شباط ١٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
خطاب الحريري في ذكرى استشهاد والده: تأكيد الطائف وحماية الاستقرار والاقتصاد
تترقب الأوساط السياسية في لبنان ما سيقوله رئيس الحكومة سعد الحريري في الاحتفال الذي يقيمه تيار «المستقبل» لمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري التي تترافق مع الاستعدادات للانتخابات النيابية في 6 أيار (مايو) المقبل والاتصالات التي لم تتوقف بين التيارات والأحزاب الرئيسة للبحث في خريطة التحالفات وإن كانت لم تؤد حتى الساعة إلى نتائج لجهة بلورة صورة أولية عن هذه التحالفات.

وقالت مصادر سياسية مواكبة للتحضيرات الجارية للمناسبة أن الحريري سيركز في خطابه على 3 عناوين رئيسة: الأول يتعلق بوالده الراحل، وما كان يمثله من قيم ما زالت تفرض نفسها على الواقع السياسي ولا يمكن القفز فوقها، إضافة إلى الأسس والثوابت التي عمل على أساسها وأبرزها الاعتدال في مواجهة كل أشكال التطرف والتعصب والحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين والتمسك باتفاق الطائف كشرط للشراكة وتكريس مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وهو أول من دعا إلى وقف العد عندما كان يتحضر لخوض الانتخابات النيابية عام 2005 أي قبل أشهر من اغتياله في 14 شباط (فبراير) من العام ذاته.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الحريري سيركز أيضاً على ضرورة تحريك عجلة الاقتصاد، لأنها المفتاح لخلق فرص عمل جديدة للبنانيين، وهذا ما كان يسعى إليه والده الراحل الذي نجح في إعادة لبنان إلى الخريطة الدولية والعربية. وقالت إن النهوض في البلد يستدعي منه توفير كل المستلزمات لحماية لبنان من أجل خلق فرص استثمار جديدة.

وأكدت أن الحريري سيشرح رؤيته لحماية لبنان التي تؤمن له الاستقرار شرط تحييده عن الحروب المشتعلة من حوله في المنطقة وسيتطرق إلى تقويمه لأبرز المحطات السياسية التي مر فيها البلد متناولاً، كرئيس للحكومة، أين أصابت حكومة «استعادة الثقة» وأين أخطأت بعد مضي أكثر من سنة على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والذي أدى الى إخراج البلد من الفراغ القاتل الذي كان يتهدده بسبب تعذر انتخاب الرئيس من خلال المهلة الدستورية ومنع انهيار البلد بسبب عدم انتظام عمل المؤسسات الدستورية.

وسيتناول الحريري العلاقات اللبنانية- العربية والدولية وضرورة تحصينها في مواجهة التحديات الإسرائيلية لما لتل أبيب من أطماع في أرضه وثرواته الطبيعية.

وستكون له وقفة انتخابية مع جمهور «المستقبل» مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، والأسس لخوضها من قبل تياره خصوصاً أنها استحقاق سياسي لإعادة تكوين السلطة.

وأوضحت المصادر أن الحريري لن يدخل في الترشيحات أو التحالفات، لأن المفاوضات ما زالت قائمة ولم تؤد إلى إنضاج تصور لما ستكون عليه هذه التحالفات، علماً أن الملف الانتخابي حضر في اجتماعه ليل أمس مع رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط.

ورأت مصادر سياسية أن لقاء الحريري- جنبلاط مفتاح لاستقراء التحالفات الانتخابية، خصوصاً أنهما في تحالف استراتيجي بصرف النظر عما ستؤول إليه التحالفات الأخرى التي قد تشهد خلطاً للأوراق، فيما يبقى تحالف «حزب الله» وحركة «أمل» هو الثابت الوحيد.

وكان الاجتماع الذي عقد أول من أمس، بين رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة أدى إلى تبادل العتاب على خلفية الخلاف الذي أحدثه مرسوم منح أقدمية لضباط دورة 1994، وصولاً إلى تجاوزه كما قالت المصادر. وهذا يعني أن «غسل القلوب» بينهما سينعكس إيجاباً على تفعيل التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.

دريان أمام الضريح

وكان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، زار ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في وسط بيروت ورفاقه الذين قضوا معه. وألقى كلمة عن «الرئيس الشهيد المظلوم. ندعو له جزاء ما قدم لسلامة الوطن والمواطنين، وندعو على الظلمة الذين ائتمروا به، وتسببوا في هذه الكارثة، التي ما نزال نعاني منها ومن آثارها على الجميع». وأمل أن «تكون هناك عدالة تجاه شخصك، وقضيتك، وتجاهنا نحن، عدالة أكبر من الثأر، وأعلى من الانتقام». وقال: «سنبقى مع ابنه الرئيس سعد الحريري في عمله، من أجل السلام الداخلي، والنهوض الاقتصادي، ووقاية لبنان من المشكلات».

وقال النائب عاطف مجدلاني: «أرادوا من جريمتهم إسكات أي صوت حر ولم يحسبوا عزيمة رجال أوفياء رفعوا قبضات الايادي وصرخوا عالياً: لبيك أبا بهاء». ولفت إلى أن قرار المحكمة الدولية «دل بالإصبع إلى أصحاب الأيدي السود، وقريباً المشانق». واعتبر أن الرئيس سعد الحريري «صمام أمان الإستقرار».

وشدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن على «أهمية الحفاظ على ما أرساه الرئيس الشهيد من مبادىء أساسية في العمل الوطني والعربي، وما عمل لأجله في سبيل قيام الدولة وتعزيز استقرارها على المستويات كافة».

ودعا إلى «استحضار العناوين الجامعة التي جسدها، وفي مقدمتها اتفاق الطائف، فكان مدخلاً إلى الدولة التي يستلزم نهوضها في هذا الزمن الإصرار على تثبيت المؤسسات وتدعيم الاقتصاد، وتعزيز وحدتنا الداخلية لمواجهة الأخطار المحدقة بنا».