| | التاريخ: شباط ٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | «الحرس الثوري» يستعد لـ«خيار» المواجهة: جيشا سورية والعراق عمقنا الاستراتيجي | طهران، بكين – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب أعلن «الحرس الثوري» الإيراني انه «يستعد لحرب» في المنطقة، معتبراً أن الجيشين السوري والعراقي يشكّلان «عمقاً استراتيجياً» لطهران، لا سيّما في سياستها لـ»الاشتباك مع العدو من بُعد».
أتى ذلك فيما نددت طهران وبكين وبرلين بـ»العقيدة النووية» الجديدة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تخطط لصنع أسلخة نووية صغيرة لمواجهة روسيا، منتقدةً «انعدام الشفافية» في الترسانة الذرية الصينية.
وقال الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس»، ان ايران «أجرت تقويماً لكل نقاط القوّة والضعف لدى جبهة الاستكبار»، وزاد: «نحن على اطلاع كامل على كل القدرات الجوية والبحرية الأميركية المحيطة بإيران، ونعتبر ان خيار الحرب واقعي ونستعدّ له». وأشار الى أن «واحداً من خيارات مواجهة أساطيل أميركا وحاملات طائراتها، لم يكن ببناء أساطيل مشابهة، بل بزيادة نسبة الدقة في الصواريخ الباليستية واستهداف هذه القطع البحرية في شكل دقيق ومحكَم، إذا اقتربت طائراتها من تنفيذ عمل عسكري».
واعتبر سلامي أن «العدو يدرك أن إطلاق أول رصاصة أو صاروخ سيؤدي الى اندلاع حرب لا تنتهي، لذلك لا يُقدم على أي عمل عسكري... استراتيجيتنا هي الدفاع، لكننا نمتلك أيضاً استراتيجيا الهجوم، ويمكننا توجيه ضربات مكثفة لكل قواعد الأعداء، كما يمكننا مواجهتهم في البحر».
وأشار إلى أن «المدن الصاروخية للحرس الثوري، آمنة بالكامل في مواجهة هجمات الأعداء، التقليدية وغير التقليدية. مدننا الصاروخية كثيرة جداً، كما أنها لا تحوي كل صواريخنا. نحن قادرون على إطلاق عدد ضخم منها ومن كل الأنواع، في اتجاه أهدافها. ندافع بصواريخنا عن مصالحنا وكرامتنا الوطنية». واستدرك: «ليس منطقياً أن يحصر أي بلد نطاق أمنه داخل حدوده، ونعتبر الجيشين السوري والعراقي عمقاً استراتيجياً لنا. إن أفضل استراتيجيا هي الاشتباك مع العدو من بُعد».
الى ذلك، علّق الرئيس الإيراني حسن روحاني على «العقيدة النووية» الأميركية الجديدة، قائلاً: «تهدد الولايات المتحدة روسيا بوقاحة بأسلحة ذرية جديدة. الذين يُفترض أنهم يعتقدون بأن استخدام أسلحة الدمار الشامل جريمة ضد الإنسانية، يتحدثون عن أسلحة جديدة لتهديد منافسيهم بها، أو لاستخدامها ضدهم». وسأل «في هذه الظروف، هل يمكن دولة ان تقول إننا في مرحلة سلام ولا نحتاج الى قدرة دفاعية؟». وتابع: «يجب أن نعزّز قدراتنا الدفاعية، طالما هناك تهديد يواجهنا. يجب أن نكون أقوياء إلى حدّ سلب العدو الجرأة».
وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف رأى أن السياسة النووية لواشنطن «تعكس اعتماداً متزايداً على السلاح النووي، في انتهاك لمعاهدة حظر الانتشار النووي، ما يعجّل بفناء البشرية». وأضاف أن «إصرار ترامب على قتل» الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست «ينبع من التهور الخطِر ذاته».
أما وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل فرأى أن القرار الأميركي أظهر «احتدام سباق جديد للتسلّح النووي»، لافتاً الى أن أوروبا عرضة للتأثر به، كما خلال الحرب الباردة. وأضاف: «لذلك نحتاج مبادرات جديدة في أوروبا للتحكّم بالأسلحة ونزع السلاح».
ووصف ناطق باسم وزارة الدفاع الصينية «العقيدة النووية» الجديدة للولايات المتحدة بـ»تخمينات عشوائية» في شأن نيات الصين. وشدد على ان بلاده «أبقت دوماً قوتها النووية عند الحد الأدنى الذي يتطلبه أمنها القومي»، مذكراً بأن الولايات المتحدة تمتلك أضخم ترسانة نووية في العالم. وأعرب عن أمله بـ»أن تتخلّى الولايات المتحدة عن ذهنية ترقى الى الحرب الباردة وأن تضطلع جدياً بمسؤوليتها لنزع السلاح وفهم النيات الاستراتيجية للصين في شكل سليم، وأن تنظر بموضوعية إلى الدفاع الوطني والتعزيز العسكري الصيني».
في غضون ذلك، أقرّ وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنكنة بأن «تهديدات» ترامب ضد بلاده «زعزعت شروط السوق للراغبين في التعامل مع ايران».
وأشار الى ان طهران تتفاوض مع «اكثر من 20 شركة أجنبية» لتطوير حقول نفط وغاز، واستدرك: «لا أجرؤ حتى على ذكر أسماء المشاريع التي سنتفق عليها قريباً. اذا فعلت ذلك ستُمارَس ضغوط (على الشركات الأجنبية) لكي لا توقع عقوداً معنا».
على صعيد آخر، أعلن المدعي العام الإيراني عباس جعفر دولت آبادي صدور حكم بالسجن 6 سنوات لشخص اتُهم بتزويد عميل لأجهزة الاستخبارات الأميركية ولدولة أوروبية، معلومات عن البرنامج النووي الإيراني. | |
|