| | التاريخ: شباط ٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | المعارضة السورية تشترط «مظلة دولية» للجنة الدستورية | بيروت، باريس، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، رويترز غداة انتهاء مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في سوتشي من دون تحقيق تقدم حقيقي لإيجاد حلّ ينهي الأزمة السورية، وفي ظلّ عدم وضوح مسار تشكيل لجنة تهدف إلى «إصلاح» الدستور السوري أقرها المؤتمر، اشترطت المعارضة السورية مظلة دولية للجنة الدستورية للمشاركة فيها، فيما واصل النظام السوري تجاهله توصيات المؤتمر بتشكيل اللجنة.
وعاد الميدان السوري ليحتلّ صدارة المشهد على ما عداه، خصوصاً مع احتدام هجوم النظام السوري على إدلب وتكثيف قصفه على الغوطة الشرقية ومعارك عنيفة في محيط عفرين ضمن عملية «غصن الزيتون» التركية.
واشترط رئيس وفد «هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة» السورية نصر الحريري، تحديد مسار صياغة الدستور الجديد تحت مظلة الأمم المتحدة للمشاركة فيه، مؤكداً أن اللجنة الدستورية يجب أن تعمل في بيئة محايدة لن تتحقق إلا من خلال مرحلة انتقال سياسي كاملة الصلاحيات.
وفي أول تعليق من النظام السوري على نتائج «سوتشي»، نقلت وكالة أنباء «سانا» الرسمية عن «مصدر مسؤول» في وزارة الخارجية قوله، إن «سورية ترحب بنتائج» المؤتمر «الذي أثبت أن العملية السياسية لا يمكن أن تبدأ وتستمر إلا بقيادة سورية ومن دون أي تدخل خارجي». وأشار المصدر إلى أن «البيان الختامي هو اللبنة الأساسية في المسار السياسي التي سينطلق منها أي حوار أو محادثات بعد الآن ويشكل أرضية شرعية ومنطلقاً وحيداً وأساساً ثابتاً لأي مسار سياسي»، وتجاهل أي إشارة إلى اللجنة الدستورية.
وطالبت الخارجية الفرنسية أمس، روسيا وإيران بصفتهما «ضامنتَي عملية آستانة وحليفتي النظام السوري»، بالتدخل «في شكل ملحّ» لدى دمشق لوقف القصف على إدلب والغوطة الشرقية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عراقيل. وفي الإطار ذاته، دقت الأمم المتحدة جرس الإنذار لتدني مستوى إدخال هذه المساعدات إلى سورية، مشيرةً إلى بلوغه أقل حدّ له منذ تشكيل قوة مهام إنسانية تابعة للمنظمة الدولية في 2015، وكشفت أن أي مساعدات لم تدخل خلال الشهرين الأخيرين إلى سورية.
وأتت المطالبات الدولية غداة قصف مكثف تعرضت له إدلب في الأيام الأخيرة أدى إلى مقتل عشرات المدنيين، فيما واصلت قوات النظام مع الجماعات المتحالفة معها أمس، هجوماً نحو طريق حلب– دمشق، ووسعت سيطرتها على نحو 20 قرية خلال الساعات الأخيرة بين أبو الضهور وسراقب. ومكَّن ذلك قوات النظام من التقدم إلى مسافة أقل من 14 كيلومتراً من بلدة سراقب وطريق حلب- دمشق الدولي. أما في الغوطة الشرقية لدمشق، فاتهم ناشطون وسكان النظامَ السوري باستخدام غازات سامة مجدداً في قصفه مدينة دوما. وذكر «الدفاع المدني» أن عشرات المدنيين أصيبوا بحالات اختناق جراء إلقاء صواريخ محمّلة كلوراً، فيما نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سكان دوما تأكيدهم تسجيل حالات اختناق نتيجة القصف على المنطقة فجر أمس، فيما قتلَ طفلان بقصف طاول مدينة حرستا.
| |
|