|
|
التاريخ: كانون ثاني ٢٨, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة النهار اللبنانية |
|
إنه الاستحقاق... لا صوت يعلو الانتخابات |
من غير المستبعد ابدا ان تطرأ على الواقع السياسي الداخلي تطورات متسارعة من شأنها اعتبارا من الاسبوع المقبل ان تبدل وجهة كل المسارات الرسمية والسياسية على نحو قد يفاجئ من اعتقدوا ان الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية في السادس من أيار لا تزال تتسم ببرودة لن تكسر في وقت وشيك.ذلك ان الايام الاخيرة شهدت علنا وضمنا اندفاعا لافتا لدى قوى حزبية بارزة نحو الاستنفارات الانخابية وجعلها الاولوية المطلقة التي لا تتقدمها اي اولوية اخرى بعد الآن بما يؤشر الى بدايات متقدمة لانقلاب اتجاهات الرياح الداخلية وارتفاع صوت الانتخابات فوق كل الاصوات.
واذ تؤيد اوساط وزارية ونيابية بارزة هذا صحة هذا الاستنتاج تقول انه لم يعد ثمة جدل في ان لبنان دخل فعلا زمن الاستحقاق الانتخابي وان الايام المقبلة ستشهد تصاعدا قويا في الحركة السياسية والحزبية لانجاز لوائح الترشيحات الذاتية اولا داخل كل قوة سياسية وحزب ومن ثم التفرغ لانجاز التفاهمات والتحالفات الانتخابية بين القوى المختلفة على مدى المناطق اللبنانية كافة . واشارت الاوساط نفسها الى ان ثمة ثلاثة نماذج متقدمة نسبيا سجلت في الايام الاخيرة ودللت على انطلاقة الزمن الانتخابي اللبناني بما لا جدل بعده حول نهائية قرار إجراء الانتخابات في موعدها وإسقاط كل التشكيك والاجتهادات حول هذا الاستحقاق المفصلي.
ويكتسب كل من هذه النماذج دلالته وخصوصيته ولكنها بمجموعها تلتقي عند انخراط جميع القوى فعلا في العد العكسي للانتخابات . النموذج الاول تمثل في المعلومات عن إتمام الثنائي الشيعي أمل وحزب الله خريطة توزيع المرشحين الشيعة مناصفة بينهما على مجمل المناطق التي يخوضان فيها المعارك الانتخابية وبدا الثنائي بذلك مبكرا على نحو لافت جدا في استباق جميع حلفائه الى انجاز الترشيحات الشيعية اولا بما اطلق رسالة واضحة مفادها ان البيت الشيعي يتقدم كل الاولويات ومن ثم تأتي التحالفات الاخرى. والنموذج الثاني يتمثل في تسجيل تقدم ولو غير نهائي وحاسم بعد في تركيب التحالف الانتخابي العريض الاول في منطقة كسروان التي تستحوذ معركتها هذه المرة اهتماما خاصا ومميزا نظرا الى ارتباطها بنفوذ العهد العوني مباشرة . وتردد على نطاق واسع ان تحالفا يجمع التيار الوطني الحر ومرشحين اقوياء من النادي السياسي والعائلي الاخر يشق طريقه بقوة نحو الاكتمال . اما النموذج الثالث فيتمثل في تصاعد ملامح المواجهة الانتخابية بين تيار المستقبل وحزب الله بشكل من شأنه ان يرسم خطا بيانيا أوليا حول احتدام مهم ستشهده مناطق عدة في الانتخابات بما يسقط الكثير من المرويات والاجتهادات المتسرعة التي تناولت الواقع الانتخابي بين الطرفين. فالواضح في هذا السياق ان تيار المستقبل لن يتراجع عن طبيعة مرشحيه التعددية وهو تاليا يعد لائحة مرشحيه في كل المناطق على اساس ان يكونوا من كل الطوائف .
وسط هذه الاجواء برز تحرك جديد لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي تريث في خطوة اعلان مرشحيه التي كانت مقررة غدا الاحد الى وقت لاحق لإتمام المشاورات حول التحالفات مع القوى الاخرى . ولم يتردد جنبلاط عقب زيارته عين التينة مساء امس في تأكيد تحالفه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مدللا على عمق تحالفهما مرة جديدة في حين لا تزال التحالفات مع آخرين غير ناجزة وغير محسومة بعد . ولفت جنبلاط الى انه يتشاور مع الجميع حول التحالفات فيما التحالف مع الرئيس بري محسوم ولكن مع غيره غير محسوم بعد . ووصف بري بانه ركن اساسي في اتفاق الطائف داعيا الغير الى تذكر الطائف والتفكير في تطويره لا إلغائه . |
|