| | التاريخ: كانون ثاني ٢٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | أنقرة مصمّمة على «إحباط المؤامرات» بدءاً من منبج ... واحتمالات المواجهة مع واشنطن «ضئيلة» | واشنطن، أنقرة، بيروت – جويس كرم، «الحياة»، رويترز أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده بمواصلة عملية «غصن الزيتون» في شمال غربي سورية، وشدد على أن أنقرة «ستحبط المؤامرات» على حدودها بدءاً من منبج الخاضعة لسيطرة الأكراد والمستضيفة لمئات من الجنود الأميركيين في إطار التحالف الدولي. وألمح نائب رئيس الوزراء التركي بكري بوزداغ إلى وجود «احتمال ضئيل» لنشوب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في منبج، فيما أعلن «مجلس منبج العسكري» إجراء اتصالات مع التحالف لحماية المنطقة من أي هجوم تركي.
أتى ذلك قبل ساعات من اتصال هاتفي بين أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، أكدت مصادر بارزة أنه متعلّق بقلق واشنطن إزاء العملية العسكرية التركية.
وكشفت مصادر أميركية لـ «الحياة» أن واشنطن تبلّغت بالفعل بالعملية العسكرية التركية، كما قال وزير الدفاع جايمس ماتيس، لكنّ «في وقت متأخر جداً» وبعد إبلاغ أنقرة حلفائها الأوروبيين. وأوضحت أن الإدارة الأميركية «تفاجأت» عند عِلمها بالعملية من ديبلوماسيين أوروبيين قبل تبلّغها بذلك من تركيا.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن وفداً أميركياً على مستوى نائب مساعدي الخارجية والدفاع يزور أنقره في الوقت الحالي وأن الزيارة كانت مُقررة قبل العملية التركية العسكرية في سورية، بهدف البحث في التعاون المشترك، إنما وبسبب القلق الأميركي، تحول التركيز إلى آفاق العملية وحدودها. ولفتت إلى مخاوف أميركية من دخول تركيا إلى قلب مدينة عفرين واستنزاف الجانبين، بشكل يتطلّب تحول القوات الكردية شرقاً من مواجهة تنظيم «داعش» إلى مواجهة تركيا.
واستبعد بوزداغ أن تصل بلاده إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن خلال العملية العسكرية الجارية في سورية، لكنّه أشار إلى «احتمال ضئيل» بأن تحدث تلك المواجهة في منطقة منبج. وأكد المسؤول التركي أن بلاده ستواصل استخدام المجال الجوي فوق منطقة عفرين «عند الضرورة»، وذلك مع دخول عمليتها ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من واشنطن يومها الخامس أمس.
في غضون ذلك، أعلن شرفان درويش الناطق باسم «مجلس منبج» إجراء اتصالات مع التحالف لحماية المنطقة من أي هجوم تركي. وأضاف أن «المجلس» اتخذ التدابير اللازمة ونشر قواته على الحدود الأمامية استعداداً لصد القوات التركية وفصائل من «الجيش السوري الحر». وأكد جهوزية القوات الكردية للردّ على أي هجوم، مشيراً إلى أن «التنسيق مستمرّ مع التحالف الدولي بما يتعلّق بحماية منبج».
ولفت إلى أن التحالف كثّف دورياته في المنطقة «في ردّ واضح على التهديدات التركية» على حدّ قوله. لكنّ الناطق باسم التحالف الكولونيل رايان ديلون نفى وجود مؤشرات على ذلك، مؤكداً أن قوات التحالف تواصل تسيير دورياتها في منبج منذ أكثر من سنة. وأضاف: «من الواضح أننا في حالة تأهب لما يحدث خصوصاً في منطقة منبج حيث تنتشر قواتنا». وأكد أن قوات التحالف المنتشرة في المنطقة «يحق لها في الدفاع عن نفسها وستفعل ذلك إذا لزم الأمر».
من جهته، رفض الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن تصريحات ماتيس بأن عملية «غصن الزيتون» أثرت سلباً على الحرب ضد «داعش»، واعتبر أنها «لا تعكس الحقائق على الأرض». ونفى في تصريحات مساء الثلثاء وجود «أجندة سرية» مع روسيا في شأن الشمال السوري، مضيفاً: «لا يوجد هناك شيء من قبيل خذوا عفرين وأعطوا إدلب». وفيما خصّ الدعم الأميركي لـ «الوحدات»، نوّه كالن بأن أنقرة دعت مراراً واشنطن إلى عدم التعامل مع «الوحدات»، بل مع «الجيش الحر» والتركمان والعشائر والأكراد غير الداعمين لـ «الوحدات». وأضاف أن واشنطن أصرت على العمل مع التنظيم، وقامت بتطوير حجج مختلفة لشرعنة ذلك. واعتبر أن منطقة الشرق الأوسط تمر بفترة حروب الوكالة، وأن الدول الغربية تفكر في الحد الأقصى من الفائدة الممكن تحقيقها من هذه الحروب. ولفت في السياق إلى أن «إيران تنظر على مناطق نفوذ (الرئيس السوري بشار) الأسد غربي سورية على أنها مناطق نفوذ لها. لذلك فإن الغرب أراد استمرار وجود الوحدات الكردية كعنصر يخلق توازناً في منطقة شرق الفرات». وحلّت التطورات السورية إحدى بنود اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف أمس. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن النقاش تطرّق إلى العملية التركية والتحضير للقاء فيينا و»مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي «الهادف لدفع العملية السلمية تحت رعاية الأمم المتحدة». | |
|