التاريخ: كانون ثاني ٢, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
الفصائل تراجع خيارات صدّ الهجوم على إدلب
«قسد» تنتزع آخر مناطق «داعش» في دير الزور
تمكنت القوات النظامية السورية والجماعات المتحالفة معها من السيطرة على قرية الخوين في ريف إدلب الجنوبي، بعد معارك كرّ وفرّ مع «هيئة تحرير الشام» والفصائل المقاتلة. وسعت القوات النظامية إلى التقدّم في اتجاه قرية أم جلال، شمال الخوين، لكّنها اصطدمت بقتال شرس من جانب فصائل المعارضة التي صدّت الهجوم، كما أفادت وكالة «قاسيون» أمس. في الوقت ذاته تراجع فصائل المعارضة خياراتها لصدّ الهجوم على إدلب.

وواصلت القوات النظامية هجومها الواسع على جنوب إدلب بدعم جوي روسي، وكانت نجحت في كسر خطّ دفاع الفصائل ودخلت الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة في البلاد. ويرى مراقبون أن النظام يسعى من خلال هذا الهجوم إلى الوصول إلى مطار «أبو الضهور» العسكري الاستراتيجي شرق إدلب. وتقترب القوات النظامية من مدن وبلدات استراتيجية في إدلب، أبرزها التمانعة التي باتت على بُعد خمسة كيلومترات منها، إضافة إلى قريتي خان شيخون وجرجناز.

وباتت فصائل المعارضة أمام خيارات محدودة لصدّ الهجوم البري والجوي على مناطقها، خصوصاً في طلّ انعدام توازن الرعب بين الطرفين. وأفاد موقع «عنب بلدي» أمس، نقلاً عن الناطق باسم فصيل «جيش العزة» مصطفى معراتي المشارك في المعارك، قوله إن المعارضة تبحث في «استراتيجية جديدة» لصدّ تقدّم القوات النظامية. وأكّد أن الأخيرة تعتمد على الطيران الروسي وتتقدّم تحت غطاء ناره، مضيفاً أن «الأيام المقبلة ستشهد تطورات على الأرض تغيّر المعادلة في المنطقة»، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.

وكانت القوات النظامية نجحت أيضاً في التوغّل في ريف حماة الشمالي الشرقي المتاخم لريف إدلب الجنوبي، وسيطرت على مساحات واسعة على حساب المعارضة، من قرية أبو دالي وصولاً إلى سكيك. ونجحت بذلك في كسر الخط الدفاعي للفصائل جنوب شرقي إدلب، وتهديد مدينة مورك وبلدة التمانعة. وفي حال تمكنت القوات النظامية من السيطرة على مورك، فإنها ستكون نجحت في حصار بلدة اللطامنة في حلب من ثلاث جهات.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن القوات النظامية جدّدت قصفها الصاروخي على مناطق في ريف حماة الشمالي بدءاً من منتصف ليل الأحد– الإثنين، واستهدفت بلدتي كفرزيتا واللطامنة وقريتي الزكاة والصياد.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، بأن «أضراراً مادية لحقت بالممتلكات جراء استهداف تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامته بقذائف الهاون والصاروخية محطة محردة لتوليد الكهرباء وقرية قبة الكردي في ريف حماة». وأشارت إلى أن القوات النظامية ردت على القذائف ووجّهت «ضربات مركزة ودقيقة على مناطق إطلاق القذائف في ريف حماة الشمالي والشمالي الشرقي وأسفرت عن تدمير عدد من منصات إطلاق القذائف وإيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين».

المعارضة السورية تحاصر جنوداً للنظام في حرستا

شهدت الغوطة الشرقية لدمشق أمس، معارك عنيفة بين القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها من جهة، ومسلحي الفصائل المعارضة من جهة أخرى، في ظل استمرار محاولات المعارضة التقدم نحو مبنى «إدارة المحافظة» بعد تمكّنها من محاصرة عشرات جنود النظام داخل مبنى «إدارة المركبات العسكرية» في حرستا.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سقوط 24 قتيلاً على الأفل من القوات النظامية منذ بدء الهجوم في 29 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فيما قتل 29 مسلحاً من المعارضة.

وفي مجريات الهجوم، حاصرت المعارضة مبنى إدارة المركبات العسكرية في حرستا، بعدما تمكّن فصيل «فيلق الرحمن» من التقدم من محور عربين، فيما تقدمت «هيئة تحرير الشام» و «حركة أحرار الشام» من محور العجمي، لتقطع الفصائل المسافة المتبقية بين تقدم الطرفين، ما يمنع القوات النظامية من إدخال إمدادات أو الانسحاب من الإدارة.

وأكدت مصادر عسكرية لموقع «عنب بلدي» الإخباري القريب من المعارضة أن الفصائل فجّرت نفقاً تستخدمه القوات النظامية على محور مدينة عربين من طرف المحلق، ضمن الهجوم الذي تسعى من خلاله إلى تثبيت نقاط سيطرت عليها في اليومين الماضيين. ومن المرجح أن تفجير النفق استهدف مبنى الأمن الجنائي الذي تحاصره الفصائل.

وأضافت المصادر أن الحصار مستمرّ على العشرات من الجنود داخل الإدارة، وسط مواجهات تحاول من خلالها القوات النظامية استعادة ما خسرته، إذ استقدمت تعزيزات إلى محيط حرستا.

وتعتبر «إدارة المركبات» الثكنة العسكرية الأكبر للقوات النظامية في الغوطة الشرقية، وتمتد بين حرستا وعربين ومديرا.

وترافقت الاشتباكات مع قصف جوي وصاروخي كثيف، واستهدف طيران النظام مدن الغوطة وبلداتها بـ10 غارات أدت إلى وقوع عدد من الجرحى، فيما سقطت عشرات القذائف على حرستا وعربين.

ووثّق «المرصد» مقتل 35 مدنياً من بينهم 9 أطفال، نتيجة القصف منذ يوم السبت الماضي.

من جانبها، اتهمت وسائل إعلام النظام المسلحين باستهداف مناطق ريف دمشق بالقذائف. وأكدت وكالة أنباء «سانا» الرسمية أن شخصاً قتل وأصيب 3 آخرون بجروح «باستهداف المجموعات المسلحة بالقذائف ضاحية حرستا ومدينة جرمانا في ريف دمشق».

وذكر مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق أن «المجموعات المسلحة أطلقت 15 قذيفة هاون أمس، على ضاحية حرستا السكنية تسببت باستشهاد شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية ببعض منازل المواطنين»، مشيرةً إلى أن «إطلاق 36 قذيفة هاون على المنطقة يوم الأحد، ما تسبب بإلحاق أضرار مادية ببعض منازل المواطنين وممتلكاتهم والبنى التحتية».

وأشار المصدر إلى أن «المجموعات المسلحة استهدفت بقذيفة هاون حي التربة بمدينة جرمانا ما أسفر عن إصابة امرأة بجروح، بينما سقطت قذيفة هاون ثانية لم تنفجر في حي كرم حديد»، مشيراً كذلك إلى «سقوط 4 قذائف هاون على محيط ضاحية الإسكان في مخيم الوافدين، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية».

ولفتت «سانا» إلى أن القوات النظامية «وجّهت ضربات مركزة ودقيقة على مناطق إطلاق القذائف في عمق الغوطة الشرقية، رداً على الاعتداءات، وأسفرت عن تدمير عدد من منصات إطلاق القذائف وإيقاع خسائر في صفوف المجموعات المسلحة».

وتحاصر القوات النظامية الغوطة تماماً منذ سنة 2013، ما تسبب بنقص في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يسكنها حوالى 400 ألف شخص.

«قسد» تنتزع آخر مناطق «داعش» في دير الزور

قتل 12 مدنياً من عائلة واحدة من بينهم أربعة أطفال في غارات استهدفت بلدة لا يزال يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور شرق سورية، كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فيما تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» من انتزاع عدد من القرى في الأيام الأخيرة من التنظيم لتتقلص مناطق سيطرته في المحافظة إلى 5 بلدات فقط.

ورجّح المرصد أن تكون طائرات تابعة للتحالف استهدفت مساء الأحد بلدة السوسة على الضفة الشرقية لنهر «الفرات» حيث لا تزال «قسد»، وهي تجمّع لفصائل كردية وعربية، تخوض معارك لطرد «داعش» من آخر جيوبه في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.

ويدعم التحالف الدولي قوات «قسد» في معاركها ضد التنظيم المتكرف، وتمكنت تلك القوات من طرد الإرهابيين من مساحات واسعة عند الضفة الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور.

ولم يعد «داعش» يسيطر على أي مدينة في سورية، لكنه يحتفظ بقرى وبلدات وجيوب لا تتجاوز مساحتها خمسة في المئة.

وأشارت «قوات سورية الديموقراطية» إلى تحرير قرية صبحية في ريف دير الزور الشرقي من «داعش» في إطار حملة «عاصفة الجزيرة» بعد اشتباكات عنيفة ضد مسلحي التنظيم، وذلك بعد تحرير 5 قرى في الأيام الأخيرة من «داعش». ولفت «المرصد» إلى أن التنظيم يستميت على وجوده في المنطقة حيث تخضع قرى أبو الحسن والشعفة والسوسة والباغوز والبودران لسيطرته.

في غضون ذلك، قتل 220 مدنياً خلال شهر كانون الأول الماضي في محافظة دير الزور. ولفتت شبكة «فراس بوست» في تقرير إلى أن قصف الطيران الروسي أدى إلى مقتل 65 شخصاً، فيما عثر على 13 جثة لأشخاص مجهولي الهوية في أماكن القصف. وقضى 48 شخصاً بنيران القوات النظامية، من بينهم مدنيون أعدِموا ميدانياً، فيما أعدم تنظيم «داعش» 34 رجلاً وقتل مسلحوه 13 شخصاً. كما أدت الألغام إلى مقتل 14 شخصاً، في مقابل وفاة 4 أطفال وسيدة بسبب نقص الرعاية الطبية.

نشر منظومة دفاع جوي تركية في ريف حلب الغربي

أفادت مواقع إخبارية محسوبة على المعارضة السورية بأن القوات التركية نشرت أخيراً، منظومة صواريخ دفاع جوي في مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، قرب مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأظهرت صور تناقلها ناشطون معارضون على وسائل التواصل الاجتماعي، نصب جنود أتراك منظومة صواريخ من طراز «ميم-23 هاوك»، مع معدّات اتصال وأجهزة رادار قرب مدينة دارة عزة المتاخمة لعفرين.

ولفت موقع «عنب بلدي» أمس، إلى أن المنظومة نُشرت بشكل مفاجئ منتصف ليل الأحد، على «النقطة صفر» الحدودية بين دارة عزة وعفرين. ونقل عن مصادر عسكرية من «الجيش السوري الحر» تأكيدها نشر المنظومة من دون أن توضح الأسباب وراء ذلك. علماً أن هذه المنظومة تمتلك القدرة على تدمير أهداف جوية على مدى 40 كيلومتراً وارتفاع 18 كيلومتراً.

ولم يصدر أي تعليق رسمي تركي فوري في هذا الشأن. وكانت القوات التركية استقدمت منذ تشرين الأول (أكتوبر) عام 2017 تعزيزات عسكرية إلى مناطق انتشارها في ريف حلب الغربي المطلة على مدينة عفرين. ووعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً بـ «تطهير» عفرين من «الوحدات» التي تعتبرها أنقرة امتداداً لـ «حزب العمال الكردستاني» المُصنّف إرهابي على أراضيها.

وتسعى تركيا إلى إنهاء وجود المقاتلين الأكراد في الشريط المتاخم لحدودها مع سورية، كما تهدف إلى قطع أي طريق يصلهم بالبحر الأبيض المتوسّط. وعلى رغم انتشار قوات تركية لمراقبة مناطق خفض التوتر في سورية تنفيذاً لاتفاق آستانة بين روسيا وتركيا وإيران، يتّفق محللون على أن الهدف الرئيسي لأنقرة في سورية بات محاربة «الوحدات» وجناحها السياسي المُتمثل بـ «حزب الاتحاد الديموقراطي»، ومنعهم من إنشاء أي مناطق نفوذ لهم في الشمال السوري.