التاريخ: كانون الأول ٢٠, ٢٠١٧
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
الحريّات تابع: اللبنانيون ليسوا متساوين أمام القضاء
ليست قضية مارسيل غانم منفصلة عن سلسلة من الخطوات التي انطلقت قبل مدة لمحاصرة الاعلام الحر الذي ميز لبنان، وقد أطلقت صفارة الانطلاق مع دعوة الرئيس ميشال عون الى ملاحقة الاعلام عندما صرح في 6 أيلول الماضي بأن "من يبث الشائعات عن صفقات وتلزيمات في مشاريع الحكومة فليقدّم إخباراً الى القضاء بمعلوماته وإلاّ كان كلامه قدحاً وذمّاً وافتراءً يستوجب التحقيق"، متجاوزاً كتاب "الابراء المستحيل" الذي أصدره تياره البرتقالي محمّلاً إيّاه العشرات بل المئات من التهم والشائعات التي سقطت بعد حين ولم تحل على القضاء. واذا كان اللجوء الى القضاء واجباً، والحضور أمام قوس العدل مفترضاً، فإن المساواة بين اللبنانيين التي نص عليها الدستور، تستوجب من القضاء "احضار" عدد من الصحافيين الذين تجاوزوا كل حد ممكن بالتهديد والوعيد، وروجوا لقتلة رؤساء جمهورية، وأساؤوا الى علاقات لبنان الخارجية، الى وزراء ونواب وأمنيين سابقين لم تعد تسري عليهم أي حصانة، وتستوجب أيضاً رفع الحصانة عن نواب أشبعوا جلسات المجلس أخباراً عن صفقات وفساد وعمولات وتجاوزات ظلت كلاماً بكلام ولم تحل على التحقيق الجدي، الى أعضاء في الحكومة يتهمون بعضهم بعضاً بالفساد والافساد من غير ان يقدم أحد للبنانيين بعضاً من الحقيقة.

أمس تحول المؤتمر الصحافي للنائب بطرس حرب دفاعاً عن الزميل مارسيل غانم تظاهرة حاشدة منددة بإجراءات القمع ومدافعة عن حرية الاعلام وتالياً عن حرية لبنان. وقال حرب في حضور وزراء ونواب واعلاميين وناشطين سياسيين: "إن ما نشهده هذه الأيام من ممارسات سلطوية ضد المعارضين السياسيين، كالتهويل عليهم بملاحقتهم في حال عدم تقديم البراهين التي تثبت صحة ما يدلون به من إنتقادات للحكومة، وتلك التظاهرة السلطوية السياسية من وزراء، تمت مساءلتهم في مجلس النواب، لدى وزير العدل، وإقدام الأخير على الطلب الإعلاني من النائب العام التمييزي تحريك النيابة العامة لملاحقة المنتقدين، وفي ما جرى أخيراً مع الزميل الشيخ سامي الجميل نموذج حي على ذلك، وما يجري من ملاحقات قضائية بحق إعلاميين لاستضافتهم على الهواء معارضين أو محللين سياسيين في برامجهم، وجه بعضهم النقد للسلطة، وتطاول بعضهم على رموز البلاد، والادعاء عليهم بشتى المواد التي لا تنطبق على أفعالهم التي لم يمنعها القانون ولم يحدد عقوبة لها. بالإضافة إلى كيفية تعامل بعض القضاة، والحمد الله النادرين، في ملفاتهم كما جرى البارحة في قضية مارسيل غانم، وهو ما سأعرضه لاحقاً. إن كل ذلك يدعونا للتساؤل عن الخلفية الحقيقية لهذه الملاحقات المخالفة للدستور وللقوانين، والتي لا نجد لها تبريراً أو تفسيراً إلا تصميم السلطة السياسية الحاكمة على كم الأفواه وإسكات الأصوات المعارضة لسياستها، وللصفقات المشبوهة العديدة التي يجريها بعض أعضائها، كصفقة بواخر الكهرباء وصفقات الاتصالات والغاز وغيرها، والتي يحميها بكل أسف كارتيل القوى السياسية التي تغطي مخالفات الحكومة بأكثرية نيابية ساحقة تمنع أية محاسبة سياسية لها". 

وفي هذا الاطار، رأت منظمات مهتمة بقضية الحريات والدفاع عنها، أن السكوت عن الممارسات القمعية لوزارة العدل، كما السكوت عن تسييس القضاء وتسخيره لأغراض الحاكمين، قد أديا إلى سلسلة من أعمال التوقيف والتحقيق والملاحقة القضائية لمجموعة من أصحاب الرأي المعارض. ووجه المجتمعون أمس دعوة الى المنظمات السياسية والنقابية – العمالية، ومنظمات المجتمع المدني والاعلاميين والصحافيين ونقابات المحررين والصحافة والمحامين وباقي نقابات المهن الحرة والهيئات الإقتصادية، وجميع المهتمين بقضية الحريات، إلى الاعتصام غداً الخميس الساعة 12 ظهراً أمام وزارة العدل.

ترقية ضباط دورة 1994

في مجال آخر، تجرى اتصالات سياسية لـ"ضبضبة" الوضع المستجد بين الرئاستين الاولى والثانية على خلفية مرسوم ترقية ضباط من دورة 1994، والذي قال الوزير علي حسن خليل إنه "لم ينته وهو مفتوح على التصعيد اذا لم يتم التراجع عنه"، ما حدا رئيس الوزراء سعد الحريري الى "تجميد" نشره في الجريدة الرسمية. واذا كان الرئيس نبيه بري يصر على قضيتين، الأولى دستورية والثانية مالية، لرفض المشروع، فإن الأسباب الحقيقية للاعتراض طائفية بامتياز على ما أكد مصدر لـ"النهار" لأن ترقية 180 ضابطاً ليس بينهم سوى 14 مسلماً سيجعل هؤلاء في مواقع قيادية متقدمة فيسبقون زملاءهم من الرتبة نفسها ويمسكون بمفاصل المؤسسة العسكرية.

وبدا ان مجلس الوزراء الذي عقد جلسته أمس في السرايا الحكومية، متجه الى تأجيل الملفات العالقة وأبرزها ملف النفايات الذي ألّف له لجنة وزارية لدرس الموضوع بكل تفاصيله والعودة إلى مجلس الوزراء بتقرير لبت الموضوع. وصرح وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي إثر انتهاء الجلسة: "لدينا مرحلتان يجب ان نمر بهما هما مرحلة انتقالية لمنع تكدس النفايات في الطرقات، لكن المقاربة مستدامة لإيجاد حل نهائي للملف".

كما أقر مجلس الوزراء تمديد عقدي شركتي الخليوي سنة، على أن يلنظر خلالها في خطة وطنية شاملة لهذا القطاع. كما ارجأ المجلس البحث في موضوع التبادل الديبلوماسي بين لبنان والسعودية بطلب من الرئيس الحريري الذي أعرب عن حرصه "على إيجاد الحل المناسب في أقرب فرصة ممكنة للتبادل الديبلوماسي بين البلدين". وأقفل الملف على هذا النحو من دون اصرار وزراء على طرحه.

الحريري: فخور بإنجازات حكومتي

لولا السجال بين وزيري المال علي حسن خليل والدفاع يعقوب الصراف على خلفية مرسوم الأقدمية لضباط دورة 1994، لكانت الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء المنعقدة في السرايا برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري أمس مرت بهدوء. واستهلها الحريري بكلمة تمنى فيها ان تكون مثمرة، "لنؤكد دورنا في استعادة الثقة. فمن اقرار قانون الانتخابات الى التعيينات الديبلوماسية والإدارية والتشكيلات القضائية، الى قرار سلسلة الرتب والرواتب، وتجديد العمل بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، الى انتصارات الجيش على الارهاب وحماية البلد من حرائق المنطقة، انا فخور جداً بأني عملت مع مجلس وزراء وضع نفسه في خدمة لبنان واللبنانيين واتخد قرارا تاريخيا بالنأي بالنفس عن مشاكل المنطقة".  

وأضاف: "أمام الحكومة استحقاق اجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون النسبي الجديد، ولا عودة الى الوراء. والانتخابات ستجرى في المواعيد التي حددتها وزارة الداخلية. ونحن لدينا رهان جدي على ان تكون فرصة لعملية انتخابية شفافة تنقل البلد الى مسار ديموقراطي جديد". 

وقال: "لدينا اليوم جدول اعمال يتضمن بنودا تتعلق بموضوع النفايات، ومن الممكن الا تشكل حلولا نهائية للازمة لكنها تمنع دخول البلد وخصوصاً العاصمة والضواحي في أزمة نفايات جديدة. علينا اتخاذ قرارات جريئة، واذا تراجعنا فمعنى هذا عودة مشكلة النفايات. يجب ان يكون امامنا هدف محدد هو اقفال الباب امام تجدد المشكلة، لكن هذا الأمر لا يعفينا من مسؤولية وضع خطة لحل الأزمة في كل المناطق، من عكار وطرابلس الى الناقورة والحاصباني، واتمنى إنهاء هذا الملف ومناقشة الوسائل القانونية المطلوبة، لتحقيق الغاية من البنود أمامنا".

وأثار الحريري موضوع الاضراب الذي تنفذه بعض المصالح المستقلة والمؤسسات العامة، وقال: "أقول للجميع بكل وضوح، لن نزيد ليرة واحدة على السلسلة. لقد وضعنا السلسلة لنزيد الرواتب ولتحسين مستوى عيش الموظفين وكانت تكلفتها المقدرة 1200 مليار لكنها بلغت عمليا 1800 مليار، وليس لدينا امكان ان نزيد قرشا واحدا على مشروع موازنة 2018 لاننا نستدين لندفع الرواتب، وأتمنى على الجميع في الحكومة اتخاذ موقف موحد من موضوع الاضرابات لاننا لم نبخس احدا حقه".

وتلا وزير الاعلام بالوكالة بيار بو عاصي المعلومات الرسمية، واوضح في موضوع النفايات انه "كان هناك بندان، توسيع الكوستا برافا والتسبيغ، والخطة العامة للنفايات، تم دمج البندين وتألفت لجنة وزارية لدرس الموضوع والعودة الى مجلس الوزراء في اول جلسة مقبلة او ثاني جلسة حدا أقصى لبته".

وهل بحث موضوع اعطاء اقدمية لدورة 1994؟ اجاب: "الضباط هم ضباط الجيش اللبناني وضباط الدولة اللبنانية وشعبها، واتخذ قرار تم توقيعه بإعطائهم سنة أقدمية، ووفق علمي انه تم الانتهاء من هذا الموضوع. قانون الدفاع لا يلزم وزير المال التوقيع، وفي الوقت نفسه الاقدمية تعطي حق الترقية، ولا انعكاس ماليا مباشرا لها او غير مباشر، وانا اتحدث هنا باسم الحكومة اللبنانية وليس كفريق سياسي".

جعجع استغرب عدم إدراج بند التعيينات في "تلفزيون لبنان"

استغرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عدم إدراج بند تعيين رئيس ومجلس إدارة جديدين لـ"تلفزيون لبنان" على جدول أعمال مجلس الوزراء منذ أكثر من ستة أشهر، معتبراً أن "الآلية التي اتبعت هي الأولى من نوعها في العهد الجديد، حيث فتح الباب أمام كل من يرى في نفسه الكفاية للتقدم إلى هذا الموقع، وبالتالي لم يحصر التعيين بأشخاص معينين، الأمر الذي دفع 138 شخصا الى تقديم طلباتهم، وتولت هيئة من وزيرة الدولة للشؤون الإدارية عناية عزالدين ووزير الإعلام ملحم الرياشي ورئيسة مجلس الخدمة المدنية فاطمة عويدات النظر فيها. ووفق مقاييس ومعايير محددة، جرى اختيار 16 شخصا خضعوا لمقابلات أفضت إلى اختيار ثلاثة أسماء منهم، رفعت إلى مجلس الوزراء ليحسم هوية رئيس مجلس إدارة التلفزيون ويسمي أعضاء مجلس الإدارة".

وأضاف في بيان: "لا يمكن المرء أن يفهم أسباب عرقلة تعيين رئيس وأعضاء لمجلس ادارة "تلفزيون لبنان" بعد آلية من هذا النوع واضحة وشفافة وقانونية ونزيهة، إلا إذا كان المطلوب عكس ذلك"، مؤكدا ان "المطلوب ادراج هذا البند في أسرع وقت ممكن على جدول أعمال مجلس الوزراء، لأن تلفزيون لبنان يحتضر". 

أوغاسابيان يرحب بإقرار مجلس الوزراء إجازة الأبوة والمساواة الكاملة في الضمان

رحب وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان بموافقة مجلس الوزراء على البندين اللذين تقدمت بهما وزارة الدولة لشؤون المرأة لجهة تحقيق خطوات إضافية في مسيرة تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة. وكتب في تغريدة على تويتر: تقدمان إضافيان تحققهما وزارة الدولة لشؤون المرأة: إقرار مجلس الوزراء المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الإستفادة من الضمان الإجتماعي، وإقرار إجازة الأبوة تطبيقا لقاعدة تقاسم الأدوار بين الرجل والمرأة # نعم لوقف كل أشكال التمييز ومستمرون في التقدم.