التاريخ: كانون الأول ٩, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
«كتائب يمنيات» تعذب نساء بحثاً عن أنصار علي صالح
الرياض، عدن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز 
لليوم الرابع على التوالي واصل الحوثيون عمليات التفتيش والمداهمة في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم بحثاً عن مطلوبين من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي العام» الموالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وعن ضباط وجنود من قوات الحرس الجمهوري، واستعانت الميليشيات بكتائب نسائية تسمى «كتائب الزينبيات» يشاركن في اقتحام المنازل وتعذيب النساء والأطفال للإدلاء بمعلومات عن ذويهم المطلوبين.

وكشف وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية محمد عسكر أن الحصيلة الأولية لجرائم القتل التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي خلال الأيام الأربعة الماضية في صنعاء بلغت ألف قتيل ومئات المصابين.

وأعربت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس عن قلقها إزاء «التجاوزات» التي ارتكبها الحوثيون خلال اشتباكاتهم مع أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وذكرت الباحثة في المنظمة حول اليمن كريستين بيكيرله أن المنظمة وثقت حالات «اعتقال تعسفي» و «اختفاء قسري» و «تعامل مسيء»، خصوصا بحق معارضين وصحافيين، منذ أن سيطر الحوثيون على صنعاء عام 2014، وأوضحت أن «معلومات مقلقة من صنعاء أفادت في الأيام الأخيرة بأن الحوثيين شاركوا في هذه التجاوزات».

وطالبت منظمة «مراسلون بلا حدود» ولجنة حماية الصحافيين، الحوثيين بالإفراج «فوراً» عن 41 صحافياً وموظفاً على الأقل يعملون في قناة «اليمن اليوم»، محتجزين منذ السبت في صنعاء.

وحتى مساء أمس كانت جثة علي صالح لا تزال في مستشفى عسكري في صنعاء، فيما يدور خلاف بين الحوثيين وأعضاء من حزبه على خطط دفنه وفقاً لما ذكرته مصادر مقربة من أسرته. وأضافت المصادر أن الحوثيين طالبوا بدفن جثمان صالح في جنازة عائلية في مسقط رأسه في قرية سنحان جنوب صنعاء فيما أصرت أسرته على تسليم الحوثيين جثمانه من دون أي شروط.

وحمّل الرئيس عبدربه منصور هادي ميليشيات الحوثي المسؤولية عن سلامة قيادات «المؤتمر» وأعضائه. وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالأعمال القمعية والقتل والملاحقة، التي تمارسها ميليشيات الحوثي. ودعا الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها واتخاذ موقف صريح تجاه هذه الانتهاكات.

ونفت جماعة الحوثي مقتل العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح قائد قوات الحرس الخاص (ابن شقيق الرئيس السابق) في المواجهات مع الميليشيات إلى جانب عمه، وقالت إنه تمكن بمساعدة بعض جنوده من الانسحاب صباح الاثنين وهو مصاب بعدة جروح ويتلقى العلاج في مكان آمن.

وقالت مصادر في صنعاء إن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أمر ميليشياته بالبحث عن العميد طارق صالح والقبض عليه. ويقول مقربون من حزب «المؤتمر»، إن صالح يملك معلومات تكشف حقيقة الخيانات التي تعرض لها الرئيس السابق من قبل بعض شيوخ القبائل وربما عناصر عسكرية تخلت عنه في ساعة الحسم، ومكّنت الحوثيين من قتله وتدمير منازله ومباني حزبه ومنازل أقاربه وأنصاره.

إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية أن أسرة عارف عوض الزوكا الأمين العام لحزب «المؤتمر» الذي قتل بجوار علي صالح تسلمت جثته أمس في صنعاء، وقالت إن جثمانه سيدفن من قبل أسرته وأقاربه وأنصاره في مسقطه بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.

وكان الحوثيون شيعوا أمس في صنعاء 90 قتيلاً من بين قتلى انتفاضة صنعاء، في حين تم تشييع العشرات منهم خلال الأيام الماضية.

على الصعيد الميداني وبعد ساعات على انضمام ثلاث كتائب على الأقل من قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس الراحل علي عبدالله صالح إلى الجيش الوطني في الساحل الغربي لليمن، تمكنت قوات الجيش من تحرير معسكر أبي موسى الأشعري، وتحرير منطقة الخوخة الساحلية على البحر الأحمر، بالتالي تأمين طرق الإمدادات لعملية الزحف باتجاه مدينة الحديدة ومينائها، وإنهاء سيطرة الحوثيين عليها، خصوصاً أن غالبية سكان هذه المحافظة تنتمي إلى حزب «المؤتمر الشعبي».