أفاد التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية أن قوات الدفاع الجوي السعودية اعترضت صاروخاً باليستياً أطلق في اتجاه المملكة من داخل الأراضي اليمنية.
وصرح الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي بأنه "في تمام الساعة 20:20 من مساء اليوم الخميس رصدت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودية انطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة". وقال إن "الصاروخ كان باتجاه مدينة خميس مشيط وتم اعتراضه وتدميره دون وقوع أي خسائر". وأضاف أن "السيطرة على الأسلحة الباليستية من قبل المنظمات الإرهابية ومنها الميليشيات الحوثية المسلحة تمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي"، ملاحظاً أن "إطلاقها باتجاه المدن الآهلة بالسكان يعد مخالفا للقانون الدولي الإنساني".
ورأى الناطق باسم التحالف أن "استمرار الميليشيات في استهداف المدن بالصواريخ الباليستية أكبر دليل على استمرار تهريب الأسلحة إلى الداخل اليمني بكل الطرق والوسائل المخالفة للقرار 2216".
وفي وقت سابق اعلنت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيين، إجراء تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى على هدف عسكري في السعودية.
ونقلت وسائل الإعلام اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، عن القوة أن الصاروخ الباليستي أصاب هدفه العسكري في "عمق السعودية" بدقة. ولم تذكر القوة الصاروخية الحوثية المنطقة السعودية التي أصابها الصاروخ.
وأوردت جماعة "أنصار الله" الحوثية في موقعها الرسمي الآتي: "يأتي هذا الإنجاز النوعي للقوة الصاروخية بالتزامن مع احتفالات شعبنا اليمني الصامد بذكرى المولد النبوي الشريف".
ويذكر أن السعودية تخوض حملة عسكرية كبيرة في اليمن الذي يشهد، منذ أيلول 2014، نزاعاً مسلحاً مستمراً بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي يدعمه منذ آذار 2015 التحالف العربي، وقوات الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
ويشن طيران التحالف العربي غارات جوية متواصلة على مواقع في أنحاء اليمن، يقول إنها عسكرية وتابعة لجماعة "أنصار الله" وللقوات الموالية لعلي عبد الله صالح، من أجل "إعادة الشرعية" إلى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم، فيما ترد القوات الحوثية بعمليات إطلاق متكررة للصواريخ على مواقع الجيش السعودي داخل أراضي المملكة.
وفي تصعيد كبير لحدة التوتر، أطلقت قوات الحوثيين، في 4 تشرين الثاني، صاروخاً باليستياً على العاصمة السعودية الرياض أحدث دماراً في مطار الملك خالد بالرياض.
وأفاد "الإعلام الحربي" التابع للحوثيين أن الصاروخ كان من طراز "بركان إيتش - 2"، وأنه أصاب هدفه بـ"دقة عالية".
أما الجيش السعودي فقال إن قوات الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض الصاروخ الذي استهدف مناطق مدنية آهلة.
واتهمت السلطات السعودية الحكومة الإيرانية بأنها تقف وراء الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على المملكة، إلا أن طهران تنفي الاتهامات الموجهة إليها.
صواريخ ايرانية
وجاء في تقرير سري أعده مراقبو العقوبات في الأمم المتحدة أن بقايا أربعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون اليمنيون على السعودية هذه السنة تبدو من تصميم إيران وتصنيعها.
ونقلت وكالة "رويترز" عن تقرير مؤرخ 24 تشرين الثاني، أعدته هيئة مراقبي الأمم المتحدة المستقلة، أنه "ليس لديها حتى الآن دليل يؤكد هوية الوسيط أو المورّد" الذي انتهك الحظر المستهدف على السلاح والذي فرضته المنظمة الدولية في نيسان 2015.
وقال التقرير إن المراقبين تفقدوا قاعدتين عسكريتين سعوديتين لمعاينة بقايا الصواريخ التي جمعتها المملكة بعد الهجمات عليها في 19 ايار، و22 حزيران، و26 تموز، و4 تشرين الثاني. كما تفقد المراقبون أربع "نقاط ارتطام" خلفها هجوم الرابع من تشرين الثاني ورصدوا بقايا أخرى للصواريخ فيها.
وخلص المراقبون الى أن "خصائص التصميم وأبعاد المكونات التي فحصتها الهيئة تتفق مع الخصائص والأبعاد التي تم الإبلاغ عنها بالنسبة الى الصاروخ قيام - 1 الإيراني التصميم والتصنيع".
ويبلغ مدى الصاروخ "قيام - 1" نحو 500 ميل ويمكنه حمل رأس حربي زنة 1400 رطل. |