التاريخ: تشرين الثاني ٢٤, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
صدمة وغضب لدى الفلسطينيين بعد حوار «مخيب» في القاهرة
غزة - فتحي صبّاح 
أصيب الفلسطينيون، خصوصاً في قطاع غزة، بصدمة حقيقية وغضب، من عدم تحقيق أي نتيجة تُذكر في حوار القاهرة بين الفصائل المختلفة، بما فيها حركتا «فتح» و «حماس».

وأمضى ممثلون عن 13 فصيلاً، أكثر من 20 ساعة يومي الثلثاء والأربعاء يتحاورون في مقر الاستخبارات العامة المصرية بالقاهرة، قبل أن يصدروا بياناً من أربع صفحات، وصفه كثيرون بأنه «باهت» و «غامض».

وعلق مواطن غزي على البيان قائلاً: «تمخض الجبل فأنجب فأراً»، وكتب الدكتور ماهر الطبّاع على حسابه في «فايسبوك» على خلفية سوداء كلمة «ثورة» فقط في إشارة إلى حاجة الفلسطينيين إلى ثورة في وجه الظلم والقهر والطغيان.

ولم يتضمن البيان الختامي الذي صدر في ساعة متقدمة من ليل الأربعاء - الخميس، أي كلمة حول القضايا التي تؤرق الفلسطينيين في القطاع، بخاصة معبر رفح، والعقوبات المفروضة من حكومة التوافق الوطني، والحسوم على الرواتب وغيرها، في حين انتظر الفلسطينيون أن تتقدم المصالحة خطوات إلى أمام، لا التراجع إلى وراء.

وخاب أمل مليوني فلسطيني، وشعروا بيأس وإحباط شديدين عندما شاهدوا واستمعوا إلى تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عضو وفدها إلى حوار القاهرة صلاح البردويل يعبر بمرارة شديدة عن رأيه في حوار القاهرة.

وقال البردويل في مقابلة مع صحافيي غزة من القاهرة: «عملنا بكل ما لدينا من قوة من أجل أن نعود بنتائج عملية ورفع العقوبات، وفتح المعابر والتقدم في مجالات المصالحة، إلا أننا للأسف لم نستطع تحقيق ذلك».

وأوضح البردويل أن «الضغوط الكبيرة حالت دون أن نصل إلى اتفاق»، معتبراً أن «هناك تنكراً واضحاً وهروباً مما تم التوافق عليه، ووصلنا إلى هذه النتيجة الباهتة (البيان) التي لا تلبي طموح شعبنا وخرجنا باتفاق غامض بلا معنى غير قابل للتطبيق».

وكشف البردويل عن أنه «لم يُسمح لنا أن نناقش معبر رفح»، مشيراً إلى أن «الضغوط الأميركية نجحت في دفع السلطة إلى التراجع عن ملفات المصالحة، وأن (رئيس الاستخبارات العامة الفلسطينية، عضو وفد حركة فتح إلى حوار القاهرة اللواء) ماجد فرج أبلغ حماس (أثناء زيارة إلى غزة الجمعة الماضي) بأنهم لا يستطيعون التقدم في المصالحة بسبب هذه الضغوط».

لكن ما هي إلا دقائق حتى تراجع البردويل عن تصريحاته، واعتذر عنها واعتبرها «عاطفية وانفعالية».

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ استفاق الفلسطينيون صباح أمس، فيما كانت وفود الفصائل تعود إلى غزة عبر معبر رفح المغلق أصلاً، على تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس وفدها إلى حوار القاهرة عزام الأحمد التي أكد فيها أنه «لا يمكن توفير رواتب موظفي (حماس) غزة (البالغ عددهم 42 ألفاً)، إلا بتمكين الحكومة».

وقال الأحمد لإذاعة «القدس» في غزة أمس أنه تمت خلال حوار القاهرة مناقشة أزمة الكهرباء في غزة و «اتفق الجميع على أن الحكومة لم تستطع أن تقدم الخدمات قبل أن تتمكن، ومن يطالب بحقوق المواطنين عليه أن يكف عن التدخل، ومن لا يستطيع أن يتدخل عليه أن يُدين من يتدخل».

وحول معبر رفح، أوضح الأحمد أنه «لم يُحدد أي موعد زمني لفتح معبر رفح في شكل كامل، فما زالت هناك متطلبات لإتمام هذه الخطوة، والعامل الأساسي في فتحه مصر، وهناك ظروف أمنية لاا تزال قائمة» في شبه جزيرة سيناء.