التاريخ: تشرين الثاني ٢٣, ٢٠١٧
المصدر: جريدة الحياة
دعم أميركي لمبادرة بوتين في سورية
واشنطن - جويس كرم 
تتابع الإدارة الأميركية عن كثب الجهود الروسية للدفع بتسوية سياسية في سورية باتصالات مطولة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين مع حرص واشنطن على الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية بضمان إبعاد إيران ومقاتليها عن الميدان السوري، وإنجاح نماذج المناطق المحررة من «داعش»، وضمان أمن حلفاء الولايات المتحدة وخصوصا إسرائيل والأردن.

وأكد البيت الأبيض أن ترامب وبوتين تحدثا «لأكثر من ساعة» أول من أمس، وأن الملف السوري كان جزءاً حيوياً من النقاش. وأشار البيان إلى أن الزعيمين «أكدا أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ ودعم عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد تسوية سلمية للحرب الأهلية السورية، وإنهاء الأزمة الإنسانية والسماح للسوريين النازحين بالعودة إلى ديارهم وضمان استقرار سورية الموحدة الخالية من التدخل المؤذي ومن أن تكون ملاذاً للإرهاب».

وأعقب اتصال ترامب وبوتين مكالمة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، وحيث بحثا آفاق التعامل بين البلدين في شأن أهم نقاط الأجندة الدولية. وأفادت وزارة الخارجية في بيان، بأن الجانب الروسي أشار إلى ضرورة التمسك الصارم بمبدأ سلامة الأراضي السورية، وكذلك ضرورة تنفيذ السلطات الأوكرانية بنود اتفاقية مينسك الخاصة بتسوية النزاع المسلح في جنوب شرقي أوكرانيا.

وبحسب البيان فقد تناول الوزيران أيضاً عدداً من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية، بما فيها جدول الاتصالات اللاحقة بينهما.

وجاء اتصال ترامب ببوتين في ظل ضغوط على الإدارة الأميركية لوضع استراتيجية ضد إيران في سورية وبعد زيارة فريق من البيت الأبيض إسرائيل ورسالة من أعضاء الكونغرس لتيلرسون لهذه الغاية. وأكد الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أندرو تابلر لـ «الحياة» أن الإدارة في مرحلة ما بعد «داعش» في سورية قد تتجه لإضعاف إيران في سورية من خلال «تسوية سياسية» بالتنسيق مع روسيا. وقال تابلر إنه «في حال أقدمت الإدارة على قطع الموارد التي يحتاجها (الرئيس السوري بشار) الأسد فهذا يجعل جهود إيران في سورية أكثر صعوبة وأغلى نفقة». وأوضح أنه بالإمكان القيام بذلك بوسيلتين: الأولى بالسيطرة على المناطق المحررة من «داعش»، وتجهيز «قوات سورية الديموقراطية» لتولي إدارتها في المرحلة الطويلة الأمد. أما الوسيلة الثانية، فاعتبر تابلر بأنها تشترط أي دعم لإعادة الإعمار في سورية، بتعاون النظام في المرحلة الانتقالية وإبعاد إيران وميليشياتها عن الملعب السوري.

وقال تابلر إنه في حال لم يحصل ذلك «فتكون إيران كسبت الحرب من دون أن تكسب السلم». أما روسيا فدورها يقول تابلر «هو في إحضار النظام لأي مفاوضات وتسوية»، وأن على الولايات المتحدة استخدام حوافز وضغوط مع موسكو لإنجاح ذلك، واحتمال ربط ملفات العقوبات وأوكرانيا ومشاريع إعادة الإعمار بسورية بمسار المفاوضات.