موسكو – رائد جبر قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الشعب السوري يجب عليه تحديد مستقبله، مشيراً إلى أن العملية ليست بالسهلة وتتطلب تنازلات، بما في ذلك من الحكومة السورية. وأعلن بوتين أن العمليات العسكرية الواسعة النطاق تشارف على الانتهاء في سورية. وقال خلال قمة جمعته بنظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، إن جهود البلدان الثلاثة «أثمرت منع تفكك الدولة السورية وسيطرة الإرهابيين عليها».
وعقد الرؤساء الثلاثة جلسة محادثات مغلقة أمس في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، قبل أن ينضم اليهم وزراء الخارجية والدفاع في البلدان الثلاثة. واستهل بوتين الاجتماع الموسع بتأكيد أهمية العمل المشترك للدول الضامنة نظام خفض التوتر، وقال إن هذا النظام «يتم الالتزام به في شكل جيد ومناطق خفض التوتر الأربع تعمل وفق الاتفاقات».
وزاد أن الإرهاب تلقى ضربة حاسمة في سورية و «العمليات العسكرية الواسعة تشارف على الانتهاء وتلوح فرصة جدية لإنهاء معاناة الشعب السوري بعد سنوات صعبة».
ولفت بوتين إلى ضرورة وضع «برنامج شامل لإعادة بناء سورية»، مشيراً إلى حجم الدمار الهائل الذي لحق بالبلاد بسبب الحرب الأهلية. وزاد أن المطلوب أن «نفكر معاً في وضع برنامج شامل للإعمار». وأعرب بوتين عن ثقته بأن «الاتفاقات التي سيتم التوصل اليها في سوتشي ستساهم في شكل حاسم في تعزيز وحدة سورية».
وقال إن «نقاشاتنا بناءة وستكون لها تأثيرات كبرى، والاتفاقات التي تم التوصل اليها ستساهم في مواصلة بناء الأمن والسلام في سورية وتعزيز سيادة ووحدة الأراضي السورية».
وأشاد بوتين بالجهد الذي بذله أردوغان وروحاني لإنجاح مسار آستانة، الذي أسفر عن دفع طرفي النزاع للجلوس الى طاولة المفاوضات للمرة الأولى وتخفيف التوتر في سورية.
وتطرق الرئيس الروسي الى الجهود الروسية لتنظيم «مؤتمر الحوار السوري»، وقال إن الحوار الداخلي «يجب أن يشمل كل المجموعات ومكونات الشعب السوري وهذه هي الغاية الأساسية للحوار».
وشدد بوتين على أن «الشعب السوري عليه أن يحدد بنفسه مستقبله. والعملية السياسية لن تكون سهلة وهي تتطلب تنازلات من كل الأطراف، بما في ذلك من جانب الحكومة السورية».
وزاد أنه يجب إضفاء الغطاء الرسمي على التسوية السياسية في سورية من خلال عملية جنيف، وذلك في تأكيد روسي أن الدعوة إلى مؤتمر الحوار المزمع عقده في سوتشي لن تشكل بديلاً لمسار جنيف.
وأعرب الرئيس الروسي عن قناعته، بأن نجاح الإصلاحات المقبلة في سورية يتوقف إلى حد كبير على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وإعادة إعمار الصناعة والزراعة والبنى التحتية ونظام الصحة والتعليم، مشيراً أيضاً إلى الأهمية البالغة للمسائل الإنسانية، بما في ذلك مساعدة المدنيين وتمشيط المناطق المحررة من الألغام وإعادة النازحين إلى منازلهم.
ونوه بوتين بأن إنشاء مناطق خفض التوتر ساهم في عملية عودة اللاجئين إلى مناطقهم، محذراً من أن تركيا تعاني من الصعوبات لا مثيل لها كدولة مستضيفة لألوف وحتى ملايين اللاجئين السوريين، وفق قوله.
وقال روحاني خلال اللقاء، إن قمة سوتشي تفتح آفاقاً جديدة لإنهاء الأزمة في سورية. وأشاد بنجاح البلدان الثلاثة في التحضير لعملية سياسية ناجحة، مشيراً الى انه تم القضاء على «تنظيم داعش» ولا بد من الانطلاق لعملية سياسية تنهي الأزمة السورية.
واتُهم روحاني بلداناً، لم يحددها بأنها استخدمت الاٍرهاب لتحقيق أهداف قصيرة النظر. وقال إنه منذ بداية الأزمة في سورية كانت مصحوبة بتدخلات خارجية ودعم للمسلحين، ما أسفر عن إطالة أمد الأزمة. وزاد أنه «لا توجد مبررات لوجود قوات أجنبية من دون موافقة دمشق».
وأشاد اردوغان بدوره بالجهد الثلاثي لتخفيف التوتر في سورية. وقال إن القمة «مصيرية لوقف حمام الدم» وتحدث عن قرارات حاسمة سوف تصدر عن القمة.
وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بسكوف قال للصحافيين أن القمة «حدث غاية في الأهمية»، في إطار جهود إنهاء النزاع الدائر منذ ست سنوات والذي خلف أكثر من 330 ألف قتيل وأرغم الملايين على النزوح أو اللجوء داخل البلاد وخارجها. وعلى رغم تراجع حدة العنف، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم في تقرير بأن أكثر من 13 مليون شخص حوالى نصفهم من الأطفال في حاجة إلى مساعدة إنسانية في سورية.
|