التاريخ: تشرين الثاني ١٨, ٢٠١٧
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
موسكو: لا عودة إلى التحقيق في كيميائي سوريا وواشنطن تستغله لـ "أهدافها القومية"
موسكو تعوِّل على قمة سوتشي لإطلاق مفاوضات مباشرة بين السوريين
رأت وزارة الخارجية الروسية أنه "يجب تمديد مهمة الآلية الدولية المشتركة للتحقيق في استخدام الكيميائي في سوريا شرط استخلاص دروس من خبرتها السلبية وتعزيز هذه الآلية". 

وحملت الولايات المتحدة والدول التي دعمت موقف واشنطن في مجلس الأمن مسؤولية وقف عمل الآلية الدولية المشتركة ابتداء من أمس.

ورأت أن "واشنطن لا تحتاج إلى تمديد وتعزيز الآلية المشتركة للتحقيق بل الحفاظ عليها كما هي أداة لتحقيق أهدافها القومية على المسار السوري لسياستها الخارجية".

وأكدت أن مشروع القرار الأميركي سعى إلى الحفاظ على كل العيوب المكشوفة في عمل آلية التحقيق الدولية من دون أي محاولة لمعالجتها، وذلك بذريعة "عدم قبول التدخل في عمل الآلية المستقلة".

وأوضحت أن هذا النهج الأميركي تبين بوضوح في التقرير الأخير للآلية الذي اتهم دمشق من دون أي أدلة مقنعة باستخدام غاز السارين في خان شيخون في نيسان الماضي.

وأضافت أن مشروع القرار الروسي، الذي رفضته واشنطن ولندن، كان يهدف إلى إزالة العيوب الأساسية في عمل آلية التحقيق الدولية كي يكون نشاطها متماشياً أكثر مع مواصفات معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.

واستخدمت روسيا الخميس حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة لتمديد عمل لجنة تحقيق مشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والذي خلص إلى أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين المحظور في هجوم حصل في الرابع من نيسان.

وأفاد ديبلوماسيون في مجلس الأمن أن روسيا تعارض مشروع قرار في مجلس الأمن أعدته اليابان في المجلس يتضمن تجديدا لمدة شهر للتحقيق الدولي في الهجمات الكيميائية. وقالوا إنه في حين كانت المفاوضات تجري خلف أبواب مغلقة في شأن مشروع القرار أبلغت روسيا شركاءها في المجلس المؤلف من 15 دولة أنها لا تستطيع قبول المشروع، وأنها لا تريد أن يعطي مجلس الأمن صورة زائفة للوحدة ولا تريد أن تضيع وقت الجميع.

ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالكذب تصريحات المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة نيكي هايلي عن محاولات واشنطن صوغ مشروع قرار مشترك مع موسكو في شأن كيميائي سوريا.

وجاء هذا الوصف شديد اللهجة على لسان لافروف تعليقا على إعلان هايلي الخميس، في مستهل جلسة مجلس الأمن، أنها لم تتمكن من الاتصال بالمندوب الروسي السفير فاسيلي نيبينزيا لتنسيق مشروع قرار في شأن تمديد مهمة آلية التحقيق المشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في حالات استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

موسكو تعوِّل على قمة سوتشي لإطلاق مفاوضات مباشرة بين السوريين

أمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المكسيكي لويس فيديغاراي كاسو في موسكو، أن تساعد القمة الثلاثية لزعماء روسيا وتركيا وإيران في مدينة سوتشي على تفعيل مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية. 

وأوضح أن الحديث يدور على صوغ دستور جديد وتنظيم انتخابات على أساسه، مشيراً إلى أن هذه الأفكار وردت في بيان مشترك أصدره الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا - المحيط الهادئ "آسيان" في فيتنام.

وشدد على ضرورة حلّ هذه المسائل على أساس التوافق بين الحكومة والفصائل المعارضة كافة، كما ينص قرار مجلس الأمن الرقم 2254.

وأكد أن لقاء سيجمعه ونظيريه التركي والإيراني مولود جاويش أوغلو ومحمد جواد ظريف في مدينة أنطاليا التركية أواخر الأسبوع الجاري، تمهيداً لاجتماع القمة الثلاثي المقرر عقده في سوتشي الأربعاء المقبل. وقال: "أعتقد أن اللقاء الثلاثي المتفق عليه مع زملائنا الإيرانيين والأتراك سوف يعطي زخماً للمضي نحو إطلاق مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة بأطيافها كافة في شأن هيكل سوريا السياسي بعد انتهاء الأزمة".

الى ذلك، صرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن موسكو أكدت أيضاً عقد هذه القمة الثلاثية في سوتشي في 22 تشرين الثاني. واضاف ان القمة "ستجمع البلدان الضامنة لعملية التسوية السورية. سوريا ستكون الموضوع". وترعى روسيا وتركيا وايران اتفاقاً يهدف الى خفض حدة المعارك تمهيداً لاتفاق سياسي يضع حداً للنزاع المستمر منذ اذار 2011 والذي أوقع أكثر من 330 ألف قتيل وشرّد الملايين.

وتدعم روسيا وايران الرئيس السوري بشار الاسد، بينما تدعم تركيا الفصائل المعارضة التي تريد اطاحته، وإنْ تكن أنقرة أوقفت في الأشهر الاخيرة انتقاداتها القاسية للنظام السوري.

وعلى رغم مواقفهما المتناقضة، وضعت تركيا وروسيا اللتان تجاوزتا ازمة ديبلوماسية خطيرة سببها اسقاط الطيران التركي طائرة مقاتلة روسية فوق الحدود السورية في تشرين الثاني 2015، خلافاتهما جانباً، وعادتا الى التعاون في الملف السوري.

وفي دليل على هذا التحسن، التقى بوتين واردوغان خمس مرات هذه السنة، وأجريا 13 اتصالاً هاتفياً منذ كانون الثاني.