التاريخ: كانون الأول ٣١, ٢٠١٦
المصدر: جريدة الحياة
عون: مكننة إدارات الدولة تحارب الفساد
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن العناوين الكبرى للمشروع الذي سيعمل على تحقيقه خلال ولايته الرئاسية «تتلخص في تحديث الدولة ومحاربة الفساد وتأمين الاستقرار والأمن»، معتبراً أن «تحقيق هذه العناوين ينعكس إيجاباً على الاستثمار في لبنان ويحسن الوضع الاقتصادي».

ولفت عون خلال لقائه وزير الداخلية نهاد المشنوق مع وفد من كبار موظفي الوزارة أمس، إلى أن «اعتماد المكننة في إدارات الدولة يساعد في محاربة الفساد»، مشيراً إلى أن «ذلك يحتاج إلى التعاون من الجميع».

وقال إن «ربط الاتحادات البلدية والبلديات بنظام إلكتروني، يساعد في تنظيم العمل البلدي، ونتائج التجربة التي اعتمدت في اتحاد بلديات جزين مشجعة».

وكان المشنوق هنأ عون بالأعياد، معتبراً أن وجوده «في القصر عيد كبير للبنان باكتمال نصابه الدستوري ونظامه، وأعاد حياته السياسية إلى مكانها الطبيعي». وأشار إلى أن اهتمام عون «بالمسائل الإدارية واضح منذ اللحظة الأولى تحت عنوان محاربة الفساد بشفافية».

وعرض المشنوق للرئيس عون «المشاكل التي تعاني منها وزارة الداخلية بسبب ضغط العمل في إدارات الوزارة والحلول المتاحة»، مؤكداً أن «الجميع يقوم بجهد كبير في المهمات المطلوبة منه». وتمنى «رعاية مشاريع تطوير هذه الإدارات ومكننتها، لا سيما جهازي الأمن العام وقوى الأمن الداخلي».

وأكد أن «وزارة الداخلية ستكون على مقدار المسؤولية الملقاة على عاتقها تحت رعاية الرئيس عون وحرصه». وقال: «جاهزون كإدارة لتطبيق أي قانون للانتخابات النيابية يتأمن من حوله الوفاق السياسي وسنكون قادرين على إجراء هذه الانتخابات على أساسه».

وأكد عون أمام وفد من جمعية الصناعيين أن «مرحلة الحديد والنار التي تعيشها المنطقة إلى جانب الانحسار الاقتصادي والنمو السلبي في أوروبا وحوض المتوسط وعلى صعيد العالم بالإجمال، عوامل ساهمت في تراجع النمو»، مطمئناً إلى أن «الأمور إلى مزيد من التحسن في لبنان والاتجاه الإيجابي بدأت مؤشراته في الظهور، خصوصاً في القطاع السياحي».

وزار وفد الداخلية رئيس الحكومة سعد الحريري للغاية نفسها، الذي التقى ايضاً وفداً من الهيئات الاقتصادية.

وكان الرئيس الحريري أثنى خلال لقائه أول من أمس، وفوداً عسكرية وأمنية على «دور الجيش والقوى الأمنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب».

وأكد أن «الحكومة لن تألو جهداً في سبيل توفير كل مقومات الدعم للجيش والقوى الأمنية لتتمكن من الاستمرار في القيام بمهماتها».

الخارجية الأميركية تدعم لبنان القوي

هنأت وزارة الخارجية الأميركية رئيس حكومة لبنان سعد الحريري على «منح المجلس النيابي اللبناني الثقة لتشكيلته الحكومية»، مؤكدةً «التطلع قدماً للعمل مع الحريري وحكومته وكل شركائنا في لبنان الذين التزموا بمعالجة التحديات الصعبة التي تواجهها البلاد».

وأكدت الوزارة في بيان أن «واشنطن تقف بثبات في دعمها للبنان قوي ومستقر ومزدهر ذي سيادة، في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على تقوية مؤسسات الدولة والإعداد للانتخابات الوطنية في الوقت المناسب، وتدعيم التزامات لبنان الدولية وتنفيذها».

الحريري: لعدم وضع العصي في الدواليب وألا نوقف البلد من أجل الخلافات السياسية

رأى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «علينا كسياسيين أن نضحي من أجل البلد ونحافظ على الاستقرار، لأنه الأساس في تقدم البلد وتطويره»، وقال خلال استقباله في السراي الكبيرة حشداً من ممثلي عائلات وشخصيات بيروتية جاءت لتهنئته بتأليف الحكومة ونيلها الثقة: «أنا أعتبر أني نلت ثقتكم قبل ثقة المجلس النيابي. البلد يعيش اليوم فترة أعياد ونأمل أن تكون بداية سنة جديدة من الخير، ونحن هنا في خدمة الناس، وإن شاء الله سيكون هناك عمل بالتعاون مع الجميع»، مؤكداً أن «الحكومة ستباشر على الفور درس المشاريع الحيوية وحل المشاكل التي يعانيها المواطنون في كل لبنان وفي العاصمة خصوصاً، وفي مقدمها أزمة الكهرباء والمياه وأزمات السير وملف النقل العام وغيره».

وأضاف: «تعلمون أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان حريصاً على إعادة إعمار هذه السراي، لأنها كانت مستهدفة في مرحلة بشكل دائم، وعلينا أن نبني على التوافق الموجود اليوم في البلد لكي نستطيع أن نعيد لبنان إلى ما يتمناه اللبنانيون، وأنا هنا في خدمة هذا المشروع».

وتابع: «أعلم أن هناك الكثير من العمل يجب القيام به، وهناك الكثير من المشاكل والتعب، خصوصاً بالنسبة إلى الشباب الذين نراهم يهاجرون من البلد. من هنا علينا أن نعمل للقيام بلبنان ولنفعل الاقتصاد ونعيد بيروت الجوهرة التي كانت عليه. هذا الأمر سيحصل إن شاء الله، وسنعمل جميعنا من أجل ذلك. وأدعو كل من لديه تصور أو فكرة لمناقشتها والبحث فيها معاً. وأنا في حاجة إلى دعم كل واحد منكم والوقوف مع بعضنا بعضاً، لأن هذا البلد أثبت أننا إذا لم نقف معاً ولم نحافظ على الوحــدة الوطــنية سنبقى ننهش بعضنا بعضاً».

وقال: «نحن السياسيين يجب أن نضحي من أجل البلد، حتى ولو بالسياسة، فالاستقرار هو الأساس ويجب ألا نوقف البلد من أجل الخلافات السياسية القائمة بين الأفرقاء ولا نضع العصي في الدواليب، لأنه تبين أن الخلافات السياسية الجذرية ليست طائفية ولا مذهبية بل سياسية بحتة. هناك من أراد أن يحول هذه الخلافات إلى طائفية أو مذهبية، لكنني لست كذلك على الإطلاق، وأنا مستمر على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما كان يفعل باستمرار على تدوير الزوايا من أجل مصلحة البلد. فلو كان الرئيس الشهيد يقف عند كل كلمة تقال بحقه أو كل عمل ضده لما أنجز شيئاً. المهم أن نعيد بيروت متألقة كما كانت في السابق، ولا تكون تحت رحمة أحد، لا في موضوع النفايات ولا الكهرباء ولا في بقية المرافق. والمهم أيضاً أن نعيد السياحة إلى سابق عهدها، وأن نخلق فرص عمل جديدة للشباب لكي يبقوا في أرضهم. وسترون إن شاء الله في الأسابيع المقبلة، أن بلدية بيروت ستطلق عدداً من المشاريع سواء بالنسبة إلى النفايات أو الكهرباء لتلبية حاجات العاصمة ومتطلباتها».

وزاد: «في ما يتعلق بالنهوض بالبلد، علينا ألا ننظر إلى من يربح أو من يخسر، بل أن يكون لبنان هو الرابح على الدوام. هناك محاولات متواصلة للتعطيل، ولكن الأهم بالنسبة إلينا هو أن نسعى باستمرار لتجاوز هذه المحاولات وتحقيق الإنجازات في سبيل النهوض بلبنان والعاصمة تحديداً. لقد دفعنا ثمناً غالياً جداً لذلك هو دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يسعى باستمرار لتطور العاصمة وتقدمها وضحى بنفسه لأجل ذلك. هو لم يضح لتكريس الانقسامات أو تأجيج الطائفية أو المذهبية أو ليكون هناك غالب أو مغلوب، بل كان على الدوام يضع مصلحة البلد نصب عينيه وتطوير العاصمة وكل لبنان». وقال: «هناك مشروع خطير في المنطقة وعلي أن أحافظ على لبنان، ويجب القيام بكل ما يمكن القيام به لإبقاء وطننا بعيداً من حروب المنطقة وحرائقها».

وإذ اعتبر أن «التزامنا نهج الاعتدال أثبت جدواه في تجنيب لبنان الكثير من المنزلقات، فهو القوة وليس التطرف، علماً أن هذا التطرف ليس له دين أو مذهب وليس حكراً على المسلمين وحدهم»، قال: «هناك محاولات دائمة لإلصاق تهمة الإرهاب بأهل طرابلس أو عكار أو غيرهم، على عكس الحقيقة تماماً، وكل هذه المحاولات أثبتت عدم جدواها وفشلت. من هنا واجبي أن أنهض بالبلد من جديد، معكم ولكم ولأولادكم وأولادنا جميعاً».

والتقى الحريري مساء، وفوداً من الجيش برئاسة العماد جان قهوجي وقوى الامن الداخلي برئاسة اللواء ابراهيم بصبوص والامن العام برئاسة اللواء عباس ابراهيم وأمن الدولة برئاسة اللواء جورج قرعة مهنئين بحلول الاعياد.

برقيات ورسائل تهنئة

وتلقى الحريري مزيداً من برقيات التهنئة لمناسبة تشكيل الحكومة، أبرزها من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نائب أمير قطر عبد الله بن حمد آل ثاني، رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولي العهد الكويتي نواف الأحمد الجابر الصباح، المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، رئيس وزراء الأردن وزير الدفاع هاني الملقي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين وممثل منظمة «يونيسكو» في لبنان حمد بن سيف الهمامي، ورئيس مجلس الدولة للصين الشعبية لي كه تشيانغ.