التاريخ: كانون الأول ٢٨, ٢٠١٦
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
معركة الباب تُثير جدلاً بين أنقرة وواشنطن الأسلحة الأميركيّة للمعارضة تُقلق موسكو
أعلنت روسيا ان دمشق تجري مشاورات مع المعارضة السورية قبل محادثات السلام المزمعة في أستانا عاصمة جمهورية قازاقستان السوفياتية السابقة. لكن المعارضة نفت ذلك في وقت بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الاميركي في خطة سلام لسوريا. وفيما اتهمت تركيا الغرب بدعم الجهاديين والنكث بوعوده في سوريا، اتاحت عمليات البحث الواسعة النطاق الجارية في البحر الاسود اثر تحطم الطائرة العسكرية الروسية العثور على احد الصندوقين الاسودين، وهو العنصر الاساسي لتحديد اسباب الكارثة التي لحقت بروسيا قبل ايام من نهاية السنة.

ونقلت "إنترفاكس" الروسية المستقلة عن لافروف في مقابلة انه "خلال الاجتماع الذي عقد أخيراً في موسكو مع زملائي من إيران وتركيا اتفقنا على إعلان مشترك أكدنا فيه استعدادنا لضمان اتفاق مستقبلي بين الحكومة السورية والمعارضة".

وأضاف: "المفاوضات في شأن هذا لا تزال جارية". وأوضحت "إنترفاكس" أنه كان يشير إلى محادثات بين المعارضة والحكومة السورية.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم معارضين سياسيين وجماعات مسلحة معارضة للرئيس بشار الأسد إنها لا علم لها بالمحادثات.
وصرح عضو الهيئة جورج صبرا: "لا علم لنا بوجود اتصالات بين المعارضة والنظام السوري. بالتأكيد ليس لنا علاقة بهذا الموضوع".

لا موعد محددا للمحادثات
وقالت وزارة الخارجية الروسية في وقت لاحق إن لافروف بحث في خطة للسلام في سوريا مع كيري في اتصال هاتفي.
وأضافت أن لافروف أبلغ الى كيري أيضاً بأن قرار الولايات المتحدة تخفيف بعض القيود على تسليح المعارضة السورية قد يؤدي إلى زيادة القتلى والجرحى.

وفي وقت سابق، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تخفيف القيود ربما يهدد القوات الروسية في سوريا بشكل مباشر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن روسيا وإيران وتركيا والرئيس السوري اتفقوا على أن تكون أستانا مكانا للمفاوضات الجديدة.

ويؤكد مسؤولون روس إن التحضيرات للمحادثات جارية، لكن الدعوات لم ترسل إلى المشاركين كما لم يتحدد التوقيت حتى الآن.
ويضيف المسؤولون الذين تحدثوا عن منتصف كانون الثاني موعداً محتملاً، أن من السابق لأوانه الحديث عن اتصالات بالهيئة العليا للمفاوضات.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو واتفقا على العمل من أجل التوصل إلى وقف النار في أرجاء سوريا والتحضير لمحادثات أستانا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية في وقت سابق عن مصدر ديبلوماسي لم تكشف عن هويته إن ممثلين للجيشين الروسي والتركي يجرون مشاورات مع المعارضة السورية في أنقرة في شأن إنجاح وقف محتمل للنار على مستوى البلاد.

وبشكل منفصل، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن لديه أدلة على أن قوات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا تقدم دعما "لجماعات إرهابية" بما في ذلك تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"وحدات حماية الشعب" الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا.

وفي وقت سابق، أعلنت الرئاسة التركية ان على الائتلاف الدولي ان يقدم دعماً جوياً لقوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا والتي تحاول طرد "داعش" من مدينة الباب الاستراتيجية في ريف حلب الشمالي الشرقي.

ورداً على اتهام اردوغان للائتلاف الدولي بدعم جماعات ارهابية في سوريا، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر ان هذه المزاعم "مضحكة". ونفى أن تكون واشنطن قدمت صواريخ أرض - جو تُطلق من على الكتف للمعارضة.

وأوردت وكالة الإعلام الروسية أن وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان صرح في مقابلة مع تلفزيون "روسيا اليوم" المدعوم من الدولة بأنه يجب عدم السماح بمشاركة السعودية في عملية السلام السورية لأنه يعتقد أن إصرار السعودية على تنحي الأسد يعني أن لا مكان لها في أي محادثات.

الميدان
ميدانياً، قال مقاتلو معارضة وسُكان إن الجيش السوري صَعَد قصفه الجوي لوادي بردى الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة شمال غرب دمشق في إطار هجوم بدأ الأسبوع الماضي لاستعادة السيطرة على المنطقة الإستراتيجية التي يسري فيها ينبوع رئيسي تستمد منه العاصمة معظم إمداداتها من المياه.

وأظهر فيديو تم تصويره قبل بثه على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد أعمدة الدخان من أعلى المباني كما سمع دوي انفجارات من الوادي الذي يقع على مسافة نحو 18 كيلومترا شمال غرب العاصمة.

وأضاف المقاتلون والسكان أن الجيش قصف عددا من البلدات في وادي بردى في إطار هجوم كبير بدأه الجمعة. وأشاروا الى أن الحرس الجمهوري و"حزب الله" اللبناني يسيطران على الطرق المؤدية إلى البلدات في الوادي ومنحدرات الجبال المحيطة بالمنطقة.

تركيا تطلب من الائتلاف دعماً جوياً في الباب

دعت تركيا أمس أعضاء الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى تقديم دعم جوي للقوات التي تدعمها تركيا وتحاصر مدينة الباب السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد.

وصرح الناطق باسم الرئاسة التركية ابرهيم كالين في مؤتمر صحافي: "يجب أن يقوم الائتلاف الدولي بواجباته في ما يتعلق بالدعم الجوي للمعركة التي نخوضها في الباب. عدم تقديم الدعم اللازم أمر غير مقبول". واعلن الجيش التركي أن "داعش" قتل الأحد ما لا يقل عن 30 مدنيا وأصاب كثيرين آخرين لمنع الناس من الفرار من المدينة الواقعة في شمال سوريا. ويحاصر مقاتلون من المعارضة السورية تدعمهم قوات تركية منذ أسابيع البلدة في إطار عملية "درع الفرات" التي بدأتها تركيا قبل نحو أربعة أشهر لإخراج عناصر التنظيم المتشدد ومقاتلين أكراد من المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا.

وأبلغ كالين الصحافيين أنه جرى "تحييد" ما مجموعه 226 من مسلحي "داعش" في أحدث العمليات حول الباب.

كما تحاول فصائل مسلحة يهيمن عليها الأكراد انتزاع السيطرة على الباب من التنظيم المتشدد. وتركيا مصممة على منع "وحدات حماية الشعب الكردية" من ربط مناطق تسيطر عليها على طول الحدود التركية خشية أن يزيد ذلك النزعة الإنفصالية بين أكراد تركيا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ لندن مقراً له أن أحد أبرز القياديين في "داعش" في سوريا قتل على الأرجح في معركة عندما تصدى المتشددون لتقدم قوى سورية تدعمها الولايات المتحدة نحو سد استراتيجي في شمال البلاد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القائد الذي يعرف بأبو جندل الكويتي قتل لدى محاولة مقاتلي التنظيم المتشدد إخراج "قوات سوريا الديموقراطية" من قرية جعبر بعدما انتزعت السيطرة عليها من المتشددين الاثنين.

وفشل الهجوم المضاد الذي شنه التنظيم ليل الاثنين. وتضم "قوات سوريا الديموقراطية" التي تدعمها الولايات المتحدة مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية. وقال عبد الرحمن إن القوات تقدمت لتصير على مسافة خمسة كيلومترات من السد.

من جهة أخرى، قالت تركيا انه لم يتم التأكد بعد من صحة شريط فيديو نشره "داعش" وقال انه يصور حرق جنديين تركيين احياء بعد اسرهما في سوريا.