التاريخ: كانون الأول ٢٥, ٢٠١٦
المصدر: جريدة الحياة
مئات العراقيين ينزحون من أحياء الموصل المحرّرة
نُقل مئات المدنيين العراقيين إلى مخيمات للنازحين أمس، بعد أن فروا من مناطق في شرق الموصل كان الجيش قد استعادها في الآونة الأخيرة من سيطرة «داعش».

وكثف الإرهابيون هجماتهم المضادة على الجيش في الأحياء المحررة من المدينة. وسقط عشرات من قتلى والجرحى في انفجار سيارة مفخخة قرب إحدى نقاط التفتيش في سوق وسط الرمادي.

وأكد شهود أن قوات الأمن فرضت حظر التجول في المنطقة ونفذت حملة تفتيش.

وفحصت قوات الأمن قرب الموصل الرجال والنساء والأطفال قبل نقلهم إلى مخيمات على مشارف أربيل.

وقال مسؤول عسكري أن هؤلاء الأشخاص الذين يقترب عددهم من 400، كانوا من أحياء السماح والانتصار والقدس، وأضاف أن «الإرهابيين استغلوا تلبّد الغيوم وتعذّر المراقبة الجوية وشنوا هجمات في أحياء القدس والتأميم والنور الأسبوع الماضي».

وفي كل مرة تسيطر القوات العراقية على جزء من الموصل، يستغرق الأمر فترة تصل إلى أسبوع للتأكد من خلوّه من المسلحين الذين يختبئ بعضهم في شبكة أنفاق حفروها، فيما يمتزج آخرون مع آلاف النازحين أو يبقون في الخلف لتشكيل خلايا نائمة في الأحياء المزدحمة التي يقطنها أكثر من مليون نسمة.

الى ذلك، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية اعتقال «إرهابيين تابعين لداعش متخفين بين الأهالي في الموصل، وأوضحت في بيان أن تنسيقاً حصل مع «قيادة عمليات نينوى» أسفر عن اعتقال 11 عنصراً من «داعش» في عملية استباقية في منطقتي برغنتي والحود.

وقالت مصادر أمنية داخل الموصل لـ «الحياة»، أن قوات مكافحة الإرهاب اكتشفت خلايا نائمة تابعة لـ «داعش» في الأحياء الشرقية تنفّذ مهاماً لوجيستية وتشرف على العربات المفخخة وتفجيرها.

وتتعرض قوات مكافحة الإرهاب المتوغلة داخل أحياء مكتظة بالسكان شرق الموصل، لهجمات مباغتة تستنزفها، ويشكو الجنود من صعوبات في المعركة، وحماية الأهالي وإغاثة النازحين في وقت واحد.

وتدرس الحكومة العراقية إمكان إرسال تعزيزات الى شرق الموصل لمساعدة الجيش في مسك الأرض وإغاثة السكان ليتفرغ الجيش للمعركة.

تعزيزات عسكرية إلى قضاء حديثة

أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس، قتل انتحاري والعثور على مضافات لـ «داعش» في بغداد، بينما وصلت تعزيزات عسكرية الى قضاء حديثة، غرب الأنبار، تحسباً لهجمات إرهابية قد يشنها «داعش». وقال الناطق باسم الوزارة العميد سعد معن في بيان إن «الشرطة فجرت عربة مفخخة وقتلت انتحارياً في الخالص بعد إصدار الأمر إلى السائق بالنزول منها إلا إنه رفض، فتم تطويق العربة في الحال وفجرت مع السائق وتسبب الحادث بجرح شرطيين ومواطن».

وكان مصدر أعلن مقتل عنصر أمني وإصابة 4 آخرين بانفجار سيارة مفخخة قرب معرض للسيارات، شرق قضاء الخالص. وأعادت الأجهزة الأمنية فتح طريق كركوك - بغداد أمام السيارات بعد إغلاقه ساعات بسبب التفجير بعدما فرضت إجراءات مشددة عند مداخل ومخارج القضاء تحسباً لشن هجمات محتملة.

وأعلنت قيادة العمليات في بغداد أمس، العثور على «مضافة فيها 18 عبوة ناسفة و6 قنابل هاون والقبض على عدد من المطلوبين»، وأوضحت في بيان أن «قوة من مقر اللواء 24 تمكنت من تنفيذ واجب في منطقة العبادي، والعثور على مضافة تحتوي على 18 عبوة ناسفة، و20 مسطرة وبطاريات تفجير». وأضافت أن «قوة من الفوج الرابع تمكنت من تنفيذ واجب في منطقة بني زيد غرب بغداد حيث عالجت عبوة ناسفة وعثرت على صارخ كاتيوشا، وقنبلتي هاون، ورمانة قاذفة».

الى ذلك، أعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية وصول تعزيزات الى قضاء حديثة، في محافظة الأنبار. وقال قائد العمليات اللواء الركن قاسم المحمدي إن «التعزيزات وصلت الى خطوط الصد، غرب الرمادي»، وأضاف أن «الهدف من تلك التعزيزات حماية حديثة من هجمات وتهديدات داعش».

من جهة أخرى، أصدرت وزارة الدفاع بياناً أعلنت فيه «تنفيذ عمليات استباقية في مختلف قواطع العمليات لإدامة الضغط على الجماعات الإرهابية». وأشارت الى «القبض على أربعة إرهابيين وصد هجوم لداعش في صلاح الدين».

وأضافت أن «قيادة فرقه المشاة الآلية الثامنة عثرت على 3 أحزمة ناسفة وبرميلين يحتويان على مادة C4 في منطقه البوعيفان تم تفجيرهما، وعالجت القنابل غير المنفلقة»، كما عثرت «في منطقة الشراع على 50 عبوة ناسفه تم تفجيرها وفككت عربة مفخخة». وتابع البيان أن «عصابات داعش الإرهابية نفذت هجوماً على قطعات قيادة عمليات صلاح الدين في منطقة الخانوكة - قضاء الشرقاط، وتم التصدي له وقتل خمسة إرهابيين».

العبادي يحذر «الدول الآمنة» من خطر «داعش» والجبوري يدعو إلى تحالف دولي ضد الإرهاب

دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الدول التي «تعتبر نفسها آمنة إلى الحذر من الأخطار المحيطة بها، فعناصر داعش في كل مكان»، في وقت شدد رئيس البرلمان سليم الجبوري على حاجة المنطقة إلى خطة إقليمية ودولية لمواجهة «الإرهاب».

وقال العبادي خلال كلمة ألقاها في قمة «الشباب العربي» التي أقامها البرلمان أمس برعاية جامعة الدول العربية تحت عنوان «تأثير الإرهاب في الشباب»، إن «أكبر ضربة تلقتها عصابات داعش الإرهابية تمثلت في توحدنا، لأنها تراهن على تمزيق الأوطان بالتفرقة بين المكونات»، داعياً «الدول التي تشعر بالأمان إلى الحذر من الخطر المحدق بها بسبب هذه العصابات». وأضاف: «نرحب بالضيوف في بغداد الصامدة وقد أراد لها أن تدمر وتعيش حالاً من الضياع إلا أن شبابنا تصدوا لهذه العصابات ولهذه التوجهات الخطيرة وصنعوا النصر لحاضرنا ومستقبلنا». وأوضح «أننا حالياً في الموصل نقاتل الإرهاب وهدفنا الأكبر تحرير الإنسان، وقد حررنا ثلثي المحافظة وسنحقق النصر النهائي قريباً»، وتابع: «في الوقت الذي نحرر الوطن من هذه العصابات نقوم بإعادة الاستقرار وإزالة الألغام والعبوات وإعادة الحياة إلى المناطق المحررة كي يعود أبناء الوطن». وأوضح أن «تنوع مكونات البلد مصدر فخر وقوة لنا وهو مدعاة للتزايد والتكامل والتقدم»، مستطرداً أن «شبابنا من كل مكونات البلد يقاتلون دفاعاً عن مقدساتنا، وقد اختلط الشيب بالشباب من كل الطوائف والمكونات في حربهم على العصابات الإرهابية».

إلى ذلك، قال الجبوري خلال المؤتمر ذاته إن «وجود الشباب في هذا المكان وفي مثل هذا الظرف يبعث فينا الأمل بأننا ما زلنا قادرين على تجاوز الأزمة وعبور المِحنة، كون الشباب هم المادة الأساس لأي فكرة، فكل رؤية لا يتبناها الشباب تشيخ وتتراجع وتذبل وتفقد قدرتها على التقدم والعطاء». وأضاف أن «هذا التجمع هو إشارة حياة حقيقية، خصوصاً أنه يحمل هوية عربية عابرة للحدود لتشكيل رؤية مشتركة بين أبناء الجيل الواحد»، مؤكداً أن «التحديات التي تواجه شعوبنا صارت عابرة للحدود والخطر الذي يواجه دول المنطقة تشكل بطريقة تدفعنا للتكاتف والتعاون ورسم خطة موحدة».

وأشار إلى أن «خطر الإرهاب على الصعيد الدولي والإقليمي صار معقداً في شكل يبعث على القلق ويدفع الجميع للعمل في شكل جاد من أجل صياغة خطة مواجهة عابرة للجهد الأمني والعسكري»، مضيفاً: «أننا أمام مرحلة جديدة تتطلب عملاً فكرياً يحصن شبابنا من الانزلاق مع الأفكار المتطرفة وتبنيها، خصوصاً أن دائرة العنف بدأت تتسع في المنطقة والعالم». وتابع أن «الشباب العراقي أكد خلال الأزمة قدرته الفائقة على تحمل المسؤولية في أصعب الظروف والأوضاع الإنسانية والأمنية»، لافتاً إلى أن «شبابنا شكلوا مجموعات وفرق إغاثة عملت في شكل دائم مع المنظمات الدولية والمحلية والحكومية، وكان لهم الدور الفاعل في مواجهة العدو».

ولفت إلى أن «الشباب العراقي صار مثالاً للعطاء والإبداع على رغم كل ما واجهوه من ظروف وأوضاع صعبة قياساً بما يتمتع به أقرانهم من شباب العالم في البلدان المستقرة، وهذا يدل على ما يحملونه من إرادة استثنائية تليق بمن ينتمي لحضارة تمتد في عمق الزمن ستة آلاف عام وصاحبة أول مسلة للقانون على وجه الأرض».