أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن الرئيس السوري بشار الأسد بات يسيطر الآن على حلب بعد إجلاء الدفعة الأخيرة من المسلحين من المدينة. لكن اثنين من مسؤولي المعارضة قالا إن عملية الإجلاء لم تكتمل وتباطأت وتيرتها بسبب الطقس السيئ.
وأكد مسؤول إنه لا يزال هناك نحو ألفين من مسلحي المعارضة والمدنيين في انتظار إجلائهم. وأبلغ عامل إغاثة "رويترز" أن من المتوقع أن يكون اكتمال عملية الإجلاء بالاوتوبيسات "وشيكا". وصرح الناطق باسم "الجيش السوري الحر" أسامة أبو زيد لقناة "العربية الحدث" من الحدود السورية - التركية، بأن العملية ستستمر خلال الليل وانها تباطأت بسبب الطقس السيئ.
وأشار المرصد الى إن موقعاً صغيراً فقط على الأطراف الغربية للمدينة لا يزال في أيدي قوات المعارضة. وأضاف أن نحو 21,500 مدني قتلوا في المعركة من أجل السيطرة على المدينة الواقعة في شمال سوريا.
معركة الباب وعلى جبهة أخرى، تحدث المرصد عن احراز "قوات سوريا الديموقراطية"، وهي تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن، تقدماً تقدما في محافظة الرقة، أبرز معقل لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا، وباتت على مسافة كيلومترات من أكبر سجن يديره الجهاديون. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "قوات سوريا الديموقراطية تحقق تقدماً على حساب الجهاديين في ريف الرقة الغربي، حيث سيطرت على عشرات القرى والمزارع، وباتت على بعد نحو ثمانية كيلومترات من سد الفرات".
وذكر ان السد يقع على " مسافة 500 متر من مدينة الطبقة الاستراتيجية، حيث يقيم أبرز قياديي التنظيم". كما يبعد نحو 50 كيلومتراً عن مدينة الرقة.
وبدأت "قوات سوريا الديموقراطية" في 5 تشرين الثاني حملة "غضب الفرات" لطرد "داعش" من الرقة. وتمكنت من احراز تقدم كبير في ريف الرقة الشمالي في المرحلة الاولى من الهجوم. وفي العاشر من الشهر الجاري، أعلنت هذه القوات بدء "المرحلة الثانية" من هجومها الذي "يهدف الى تحرير كامل الريف الغربي من الرقة اضافة الى عزل المدينة".
في غضون ذلك، أفاد الجيش التركي إن المعارك بين قوات من المعارضة السورية تدعمها تركيا ومقاتلي "داعش" احتدمت حول بلدة الباب في شمال سوريا مما أسفر عن مقتل 14 جندياً تركياً وأكثر من 138 متشدداً.
وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 33 جندياً تركياً وهي من أكبر المعارك من حيث عدد القتلى حتى الآن منذ بدأت تركيا عملية "درع الفرات" قبل أربعة أشهر في شمال سوريا. وجاء في بيان للجيش: "عملية السيطرة على الباب المحاصرة في إطار عملية درع الفرات مستمرة". وقال إنه "فور انتزاع السيطرة على هذه المنطقة ستنكسر هيمنة داعش (تنظيم "الدولة الإسلامية") على الباب". وأضاف أن التنظيم المتشدد يستخدم بكثافة المهاجمين الانتحاريين والسيارات المفخخة.
ويمضي الجيش التركي في العملية بعدما أبدى وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران في موسكو الثلثاء استعدادهم للمساعدة في التوسط من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ نحو ست سنوات.
وقتل نحو 30 جندياً تركياً خلال عملية "درع الفرات" التي بدأت لإبعاد متشددي "داعش" ومقاتلين أكراد عن منطقة الحدود السورية مع تركيا. وكان الجيش التركي قال إن بعض أعنف الاشتباكات أمس تركز في منطقة تضم مستشفى على سفح تل يطل على الباب ويستخدمه "داعش" مخزناً للأسلحة والذخيرة منذ فترة طويلة، وإن الغارات الجوية التركية دمرت 67 هدفا ل"داعش".
تفاعلات اغتيال السفير الروسي على صعيد آخر، قال الكرملين إن الوقت لا يزال مبكراً لتحديد من يقف وراء اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف الذي قتله مسلح بالرصاص في أنقرة في معرض فني. وكانت السلطات التركية سارعت الى اتهام رجل الدين فتح الله غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة بأنه وراء الاغتيال.
وأوردت صحف تركية أمس ان الشرطي التركي مولود ميرت الطنطاش الذي قتل السفير الروسي كان ثماني مرات في عداد الفرقة الامنية التي تولت حماية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منذ تموز.
أردوغان استقبل طفلة التغريدات عن حلب استقبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الطفلة السورية بانا العابد (7 سنوات) التي كانت ناشطة في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي لوصف الاوضاع في حلب. وقال اردوغان في تغريدة مع صورة تظهر الطفلة جالسة على ركبتيه الى جانب أفراد عائلتها: "سررنا بقيام ابنة حلب بانا العابد بزيارتنا مع عائلتها في قصر الرئاسة". وأضاف ان "تركيا تقف دائماً الى جانب الاخوة السوريين". وقد أُجليت بانا الاسبوع الماضي من حلب اثر التوصل الى اتفاق لوقف النار واجلاء المدنيين.
وتم التفاوض على الهدنة بين انقرة وموسكو التي اغتيل سفيرها الاثنين بيد شرطي تركي قال انه اراد الانتقام لحلب التي توشك أن تسقط في أيدي النظام السوري. ومنذ أيلول، بثت بانا العابد تغريدات مع والدتها عن الحياة اليومية في حلب الشرقية المحاصرة والتي كانت تتعرض لغارات لطيران النظام. ويحظى حسابها في "تويتر" على أكثر من 352 ألف متابع. وكتبت في تغريدة الاربعاء أنها "سعيدة جداً بلقاء اردوغان".
الدفعة الأخيرة تنتظر إجلاءها من المدينة
وتنتظر الدفعة الأخيرة من المدنيين والمقاتلين تحت الثلج اجلاءها من آخر جيب خاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، بعد تأخير ساعات، في خطوة تمهد لاعلان الجيش السوري استعادته السيطرة على كامل المدينة. وتستعد عشرات الاوتوبيسات لاجلاء "آلاف" لا يزالون محاصرين في شرق حلب، بعد تأخير مستمر منذ ظهر الثلثاء، وذلك بموجب اتفاق روسي - تركي - ايراني بدأ تنفيذه الاسبوع الماضي بشكل متقطع وهو يسري أيضاً على بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين واللتين تحاصرهما الفصائل المقاتلة في محافظة ادلب المجاورة.
وصرح رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الاجلاء من شرق حلب احمد الدبيس بأن "حافلتين تنقلان 150 راكباً وثلاث سيارات اسعاف تنقل عدداً من الجرحى في حالات مستقرة خرجت عند الثالثة والنصف فجراً من شرق حلب". وأوضح ان "31 حافلة ونحو مئة سيارة خاصة تستعد ظهر الاربعاء للخروج" أيضاً.
على صعيد آخر، أعلن الجيش التركي مقتل ثلاثة من جنوده في اشتباكات قرب بلدة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وأن 11 جندياً أصيبوا في اشتباكات هناك أحدهم في حال حرجة. وقال إن قوات من المعارضة السورية تدعمها تركيا سيطرت تماماً على الطريق السريع الذي يربط البلدة مع حلب بدعم من نيران برية وجوية كثيفة. |