الدمام - منيرة الهديب؛ المكلا - عبدالرحمن بن عطية؛ القاهرة، عدن - «الحياة» اتهم مستشار الرئيس اليمني وزير الدولة محمد بن موسى العامري، ميليشيات الحوثيين بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحافظات المحاصرة في اليمن، مؤكداً سوء الأوضاع الإنسانية.
وأوضح العامري في تصريح لـ «الحياة»، أن ميليشيات الحوثي تقوم بتجاوزات كبيرة، وتستخدم عدداً من الأساليب، منها المتاجرة بالمعاناة الإنسانية بغرض الوصول إلى مكاسب سياسية. ولكي يشرعن الحوثيون الانقلاب يقومون بمحاصرة الناس ومنعهم من الحصول على الغذاء والدواء، كما هي الحال في تعز وغيرها، لإثارة الرأي العالمي، كي يتسنى لهم أن تساعدهم المنظمات الإنسانية في ترسيخ مشروعهم الانقلابي.
من جهة أخرى، أكد رئيس مؤسسة «وثاق للتوجه المدني» نجيب السعدي، سيطرة الحوثيين على المنظمات الإنسانية العالمية، من طريق توظيف أفرادها داخل هذه المنظمات. وقال السعدي لـ «الحياة» إن الحوثيين وضعوا يدهم على جميع المؤسسات اليمنية والمنظمات الدولية، بعد سيطرتهم على صنعاء، فضلاً عن وجود كثير من الموظفين اليمنيين المنتمين إلى جماعة الحوثي.
ميدانياً، دارت أمس اشتباكات عنيفة في محافظة تعز بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى، فيما أكد مصدر حكومي لـ «الحياة»، سيطرة الهدوء على بقية الجبهات، مشيراً إلى أنه لم يتقرر إعلان سريان هدنة جديدة حتى الآن.
وقال مصدر في المقاومة لـ «الحياة»، إن أفراد الجيش الوطني والمقاومة تمكنوا من تطهير عدد من المواقع والمناطق في محافظة تعز من سيطرة الميليشيات، عقب معارك عنيفة استمرت ساعات في جبهة الكمب شرق المدينة. فيما صد أفراد الجيش هجوماً شنته ميليشيات الحوثي وصالح على منطقة الصومعة بالزنوج شمال المدينة، وتم دحر عناصر الميليشيات وإجبارهم على التراجع، بحسب مصدر في المقاومة.
وفي الاتجاه الجنوبي (اللواء 35 مدرع) استهدفت مدفعية الجيش مخزن أسلحة للميليشيات بنقطة الدمى بالأحكوم جنوب تعز.
وأشار مصدر طبي إلى مصرع 41 وإصابة العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي نتيجة المواجهات مع الجيش في موقع الدفاع الجوي شمال غربي تعز ومحيط المستشفى العسكري. فيما قتل مدني وأصيب آخر جراء القصف المستمر على الأحياء السكنية من الميليشيات بعد سقوط قذيفة هاوزر وسط الحي السكني شرق المدينة.
إلى ذلك، قال مصدر محلي في مدينة إب (وسط اليمن) إن قيادياً في جماعة الحوثيين لقي مصرعه مساء أمس برصاص مسلحين يتبعون للجماعة.
وذكر مصدر إعلامي أنه خلال الآونة الأخيرة زادت وتيرة الخلافات بين الحوثيين في إب، ووصل الأمر إلى الاشتباكات المسلحة بين عناصرهم. وأفاد المصدر بأن القيادي الحوثي أبو محمد الجحيزي والذي يتحدر من محافظة ذمار سقط قتيلاً أمام محكمة غرب المدينة برصاص مسلح حوثي ينتمي إلى بيت الشامي.
سياسياً، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أن الحوار والحل السلمي هما الخيار الحقيقي الوحيد لإخراج اليمن من دوامة الفوضى والاضطرابات.
وقال المخلافي في كلمته خلال الاجتماع الرابع لوزراء خارجية دول جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي أمس، إن السلام الحقيقي في اليمن لن يتم إلا بتسليم الميليشيات الأسلحة الثقيلة، والانسحاب من مختلف المناطق والمؤسسات الحكومية وتسليمها إلى الدولة، ثم الاتفاق على آلية لتطبيق القرار 2216 وإطلاق المعتقلين واستئناف العملية السياسية.
وطالب وزير الخارجية المجتمع الدولي ببذل المزيد من الضغط على القوى الانقلابية، من أجل توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة، واتخاذ إجراءات تمهّد للحوار والعودة إلى العملية السياسية.
وأوضح المخلافي أن تدخل إيران في اليمن شكّل أحد أسباب إعاقة التوصل إلى تسوية سياسية، واستمرار العنف والحرب، «وهو ما يلقي بظلال قاتمة تهدد الأمن والسلم إقليمياً وعلى الصعيد الدولي، وتؤثر خصوصاً في سلامة الملاحة وأمنها في البحر الأحمر والمياه الدولية المحيطة باليمن».
|